بعد يومين فقط يكمل مجلس الشعب مئويته.. المجلس الذى انطلقت أولى جلساته فى الثالث والعشرين من يناير الماضى حفل بالعديد من المفارقات والأحداث المثيرة والمدهشة، فيها الأبيض والأسود، المضحك والمبكى..لكن القاسم المشترك بينهما أن الشعب يدفع الفاتورة دائماً. وبنظرة سريعة على المحطات التى توقف عندها قطار برلمان الثورة، سنجد أبرزها التعديلات التى تم إدخالها على قانون مباشرة الحقوق السياسية بهدف منع اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق من الترشح لرئاسة الجمهورية والمعروف باسم «قانون العزل السياسى» ليصبح المجلس العسكرى فى مواجهة البرلمان، ثم يأتى بعد ذلك رفض الغالبية الكاسحة لاعضاء المجلس بيان حكومة الجنزورى بقيادة نواب حزبى الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان والنور السلفى، وبرغم أن هذه المحطات حدثت فى الأيام الأخيرة، إلا أنها كانت الأبرز منذ انعقاد البرلمان حتى الآن. وهناك محطات أخرى منها إقرار قانون زيادة قيمة تعويضات أسر الشهداء من 03 ألفا إلى 001 ألف جنيه، ثم قانون الحد الأقصى للأجور ليصبح 53 ضعف الحد الأدنى، وبما لا يزيد عن 05 ألف جنيه، كما تم إقرار قانون الثانوية العامة لتصبح السنة الثالثة والنهائية هى المؤهلة للجامعات أى مرحلة واحدة، ومن بين القوانين المهمة التى أصدرها المجلس أيضا التعديلات التى أجريت على قانون الانتخابات الرئاسية، خاصة المادة 83 التى نصت على إتمام الفرز فى اللجان الانتخابية الفرعية وتسليم مندوبى المرشحين صورة من محاضر الفرز. بينما النقطة الأكثر سطوعا فى تاريخ برلمان الثورة هى أن المجلس الذى استقبل رئيس الحكومة الحالى بالتصفيق والدعاء له بالتوفيق، انتهى به الأمر فى أقل من 001 يوم إلى مطالبته بالاستقالة هو وحكومته، وليست هذه هى المفارقة الوحيدة التى شهدها المجلس خلال الفترة الماضية، بل جاءت واقعة زياد العليمى التى اعتبرها البعض سبا فى حق المشير وتحويل النائب إلى لجنة القيم ثم إلى هيئة مكتب المجلس وأخيرا إلى اللجنة العامة لضمان معاقبته بالحرمان من حضور أكثر من 01 جلسات، وجاءت بعدها واقعة مشابهة عندما اتهم النائب مصطفى بكرى الدكتور محمد البرادعى الأمين العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعمالة لقوى خارجية، وفوجىء الجميع بأن نفس النواب الذين صوتوا لإحالة زياد للتحقيق هم أنفسهم الذين رفضوا إدانة بكرى. وتعد مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 37 من مشجعى كرة القدم فى مباراة الأهلى والمصرى، وقتل الثوار فى شارع محمد محمود عقب تولى الدكتور الجنزورى رئاسة الوزراء، وقضية تهجير الأقباط بقرية شربات بالعامرية، ومرض الحمى القلاعية الذى أصاب الثروة الحيوانية، أهم القضايا التى تعرض لهاالمجلس خلال الفترة الماضية. وجاءت واقعة أذان العصر التى قام بها النائب السلفى ممدوح إسماعيل، وإتهام أشرف بدر وكيل لجنة الخطة والموازنة للوزراء بالفساد ثم الاعتذار لهم فى نفس الجلسة، كأغرب واقعتين فى تاريخ برلمان الثورة حتى الآن.