نموذج رائع يجسد شخصية مصر، إنه لطفى جيد، مسيحى الديانة مسلم الهوي، حفظ أجزاء كاملة من القرآن الكريم، وقرأ كثيراً فى سنة النبى «صلى الله عليه وسلم» ودرس أحاديثه الشريفة، ونجح فى مسابقة شهر رمضان التى نظمتها صحيفة «الأهرام» ووهب قيمة الجائزة لصديقه المسلم، رفيقه فى حرب 3791 وشجعه ذلك على المشاركة فى مسابقة «العمرة»، فالمسابقة التى خاضها 073 ألف متسابق للفوز بمائة عمرة مهداة من شركات السياحة الراعية للمسابقة وأرسل «جيد» إجابات الثلاثين حلقة، وحدد اسم صديقه المسلم الذى سوف يتنازل له عن العمرة، وكتب فى رسالته ل«الأهرام» أنه مسيحي، لكن فتحى مبروك - عضو اللجنة الدينية بالمسابقة ب«الأهرام» -،كان له رأى مختلف وتعنتت معه الصحيفة العريقة، ورفضته لأسباب واهية منها أنه فاز فى مسابقة العام الماضى ولا يحق له الاشتراك فى مسابقة هذا العام! جيد أبدى حزنه الشديد ل«فيتو» قائلاً: كنت سأهدى العمرة لصديقى المسلم محمد سليمان السيد عوض «06عاماً» ولأننى محام فقد أقمت دعوى قضائية ضد صناع الفيلم المسيء للرسول «صلى الله عليه وسلم» وطالبت فى دعواى بإسقاط الجنسية المصرية عن المصريين المشاركين فى الفيلم، ووضعهم على قوائم الوصول للقاهرة، وأقمت دعوى قضائية أخرى ضد محمد كامل عمرو - وزير الخارجية- أطالبه فيها بسحب سفيرنا من «ميرامار» وطرد سفيرها من القاهرة نتيجة للمذابح التى يتعرض لها المسلمون هناك. المحامى لم يستسلم لافتاً إلى أنه سوف يذهب إلى إحدى شركات السياحة للحصول على تأشيرة عمرة ليهديها لصديقه المسلم، مؤكداً أن ما يقوم به «رسالة حب»، فالمصريون جميعاً هم الدماء التى تضخ فى شرايين مصر، ومن المستحيل فصل مكونات هذه الدماء.