تقارير فنية تحذر من «طحالب وبكتيريا الكابلات الكهربائية».. وخبراء يطالبون ب«كابلات بحرية» «خط الكوارث».. الوصف الأدق الذي يتناسب مع حالة الخط الثالث للمترو، ف«الحوادث» على قضبانه أصبحت شيئًا عاديًا، والاعتذارات التي تقدمها الحكومة تحولت ل«كلام مكرر».. ولا جديد هناك إلا «الأزمات». «فيتو» في العدد الماضى ألقت الضوء على «الملف الأسود للخط الثالث»، تحدثت عن العيوب الفنية التي تجاهلتها الحكومة قبل أن تترك أول رحلة تغادر على قضبان «المترو الجديد»، تقارير فنية، لا حصر لها، ألقتها حكومة «محلب» في «الدرج» وقالت «الأرزاق على الله». العيوب الثلاثة التي كشفتها «فيتو» فيما يتعلق ب«الخط الثالث» لم تكن الصفحة الأخيرة في «الملف الأسود»، لكن يبدو أنها مجرد صفحة في كتاب «الأسوأ لم يأت بعد». طحالب وبكتيريا ومياه جوفية بجسم نفق المترو بالخط الثالث تهدد بحدوث تآكل لكابلات الكهرباء المغذية للتيار بالخط الثالث الأمر الذي قد ينتهى بكارثة ففى حالة حدوث انفجار كهربائى أو حريق كهربائى بداخل نفق الخط الثالث، بسبب تلك الطحالب والبكتيريا لن تكتب النجاة لأحد. تتمركز كابلات الكهرباء المغذية للخط الثالث بمترو الأنفاق بالقرب من محطات الأهرام والعباسية وباب الشعرية، والاستاد وكلية البنات وعبده باشا، ورغم حداثة الخط الثالث لمترو الأنفاق فإن كابلات الكهرباء اتضح أنه لم يتم توزيعها بطريقة سليمة كما أن نوعية الكابلات المستخدمة، لا تتحمل المياه الموجودة بجوار الكابلات، والتي تهددها نظرا لقربها من أماكن تسرب المياه الجوفية مما يجعلها تفسد بسرعة. مصادر داخل «إدارة الخط الثالث» أرجعت الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى بالخط الثالث للعيوب الفنية في تركيب كابلات الكهرباء وأنها غير قادرة على تحمل ضغط المياه الجوفية بمحيطها إلى جانب تراكم البكتيريا وتسببها في تآكل الطبقات العازلة المحيطة بالكابلات. المصادر أوضحت أيضًا أن كل كابلات الكهرباء الموجودة بخطوط المترو الثلاث كابلات عادية، وليست كابلات بحرية، والمترو بحاجة لكابلات بحرية حتى تتمكن من تحمل وجود مياه جوفية ومياه متسربة من مواسير الصرف على الكابلات التي تمر من داخل نفق مترو الأنفاق خاصة في الخط الثالث. من جانبه قال الدكتور مهندس صبحى الجندى، أستاذ الهندسة الكهربائية: كابلات المترو جميعها غير صالحة ويحدث لها تآكل وتلف بسبب نمو الطحالب بمناطق مرور الكابلات، وعلى إدارة المترو تغييرها بكابلات مقاومة لنمو الطحالب والعوامل البيئية حتى لا يحدث لها تآكل قد يؤدى لكارثة مثل حدوث ماس كهربائى داخل المترو أو حدوث كارثة جديدة، مع أي حادثة قد تؤدى لانفجار أو اشتعال النيران بالنفق. «صبحى» أكد أيضًا أن حادث مثل قطار العباسية كان يمكن أن يؤدى لكارثة تنتهى بانفجار جسم النفق، خاصة أن القطار المصطدم قطع كابل الكهرباء الرئيسى، وبالتالى حدث انفجار شديد أسفل المحطة بسبب الانفجار الكهربائى، كان يمكن أن يؤدى لاشتعال خط مترو العباسية بالكامل. فيما قال المهندس عمرو عبدالرءوف، الخبير المعمارى العالمى وخبير الأنفاق: الشركة المصرية لتشغيل المترو عليها الانتباه لأزمة كابلات الكهرباء لأنها ستكون مضطرة خلال 5 سنوات لتغيير كابلات الضغط العالى وكابلات كهرباء الخط الثالث جميعا لأنها بدأت تظهر بها عيوب فنية وتآكل كما حدث بالخط الثانى وهو ما يسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى بالمترو. وطالب «عبد الرءوف» إدارة المترو بسرعة استبدال الكابلات العادية في الخط الثالث بكابلات بحرية تتحمل الرطوبة في جسم النفق وتتحمل التسرب المائى سواء كانت هذه المياه متسربة من أعمال تنظيف الخط أو الأرصفة أو تسرب جوفى طبيعى، موضحًا أنه في كل الأحوال سيكون المترو مضطر لتغيير كابلات الكهرباء بأخرى بحرية. وأوضح الخبير، أن «الكابلات البحرية تكلفتها الضعف بالنسبة للكابلات العادية وكشف أيضًا أن تكلفة تغيير كابلات 5 محطات فقط تصل لنحو 20 مليون جنيه وإذا تغيرت بكابلات بحرية تصل لنحو 40 مليون جنيه مما يجعل المحطة الواحدة تحتاج لنحو 8 ملايين جنيه للمحطة الواحدة. وتعقيبًا على هذا الأمر قال المهندس هانى ضاحى، وزير النقل والمواصلات: المترو أمن قومى، ولن أتساهل في حماية أرواح المواطنين، وعندما قررت تعيين المهندس خالد صبرة عضوا منتدبا للصيانة والتشغيل بالمترو، كنت أخطط لرفع مستوى الأمان للمواطن الذي يستخدم المترو وتأمينه وإعادة تأهيل كل ورش الصيانة ومسئولى الصيانة بالمترو.