*خبير هندسى: «الصرف الصحى» يتسبب فى تآكل القضبان والخرسانة عند الحديث عن الإهمال فى مترو الأنفاق، يتبادر إلى الذهن على الفور صورة الباعة الجائلين وهم يوزعون البضائع على الركاب، أو منظر المتسولين، وهم يحاولون بشتى الطرق انتزاع جنيهات من كل عربة، أو حتى مشهد القمامة على الأرصفة وبين القضبان، أو حتى تعطل أحد القطارات بسبب انقطاع كابل متهالك، لكن هناك إهمال مظاهر أخرى جديدة للإهمال، طالت المرفق الحيوى، وتهدد بكارثة خطيرة، بعدما غرقت قضبان محطة المرج الجديدة فى مياه الصرف الصحى، التى تسبح فيها الضفادع، وتعيش فيها الطحالب، بالإضافة لتحولها إلى بؤرة للحشرات والأوبئة. ولم يكن الوضع فى الخط الثانى لمترو «المنيب - شبرا الخيمة»، أفضل حالًا منه فى الخط الأول، فمياه الصرف الصحى ظهرت أيضا داخل نفق فى محطة «مسرة»، فأغرقت المياه مساحة كبيرة من القضبان، التى أصبحت عائمة فى بركة لجذب الحشرات، خاصة مع رفع إدارة المترو لسلال القمامة من المحطات لدواعٍ أمنية، فأصبح السبيل الوحيد لتخلص المواطنين من القمامة هو إلقاؤها على القضبان. «الصباح» التقطت صورًا واضحة لبرك المجارى، التى تغرق فيها المحطات، وعرضتها على أستاذ الطرق فى كلية الهندسة جامعة عين شمس، الدكتور حسن مهدى، الذى أكد أن المياه المتسربة إلى قضبان، تمثل خطرًا كبيرًا على حالة المحطة، كما تهدد بكارثة كبيرة، موضحًا أن «تلك المياه إذا كانت ناتجة عن الصرف الصحى بسبب رشح من إحدى الشبكات المتهالكة فى المنطقة، فإنها تحتوى فى هذه الحالة على مواد كيميائية خطيرة، من بينها الكبريت، الذى يؤدى إلى تآكل الحديد». وأضاف: «لابد من وجود حلول سريعة، وإعداد دراسة دقيقة حول مصدر المياه الموجودة تحت القضبان، وبجوار مبانى محطة المترو، لمنع التسرب من المنبع، سواء من المياه الخاصة بالصرف الصحى، أو المياه الجوفية»، موضحًا «فى الغالب سيتم وضع طلمبات لشفط تلك المياه، وتقليل منسوبها، كما يجب التأكد من تقوية أعمال العزل فى كل المحطات، التى تمنع تسرب تلك المياه».
ويؤدى إهمال علاج الخرسانات، إلى زيادة نفاذيتها للمياه، ما قد يتسبب فى حدوث تشققات، تؤدى إلى تدهور حالة الخرسانة، كما تهدد مياه الصرف الصحى أو المياه الجوفية، بحدوث شروخ فى الخرسانة، نتيجة تأكسد حديد التسليح، خاصة أن مياه الرشح تساعد على تلف المواد الإنشائية والبنائية، لينخفض بذلك العمر الافتراضى للنفق.