هي وردة فتحت في جناين مصر، 15 ربيعا فقط مرت من عمرها، إلا أنها تحمل هموما لسيدة في الثمانين، والسبب هو الإحباط واليأس اللذان تسربا إليها من تجاهلها، ومعاناتها أمراض الواسطة والمحسوبية، لدرجة أن علاجها قد يكون في السفر إلى الخارج، لاستكمال مشوار الإختراعات. اسمها في بطاقة الهوية شيماء حسين محمد السيد، مهنتها الاجتهاد وسهر الليالى الطويلة، من أجل الوصول إلى اختراعات تخدم وطنها، فقد حملت على عاتقها هم مصر في مواجهة الإرهاب، والمشاركة في مشروع قناة السويس الجديدة، وقد كان باختراعها «روبوت» يحقق حلمها. التلميذة بمدرسة «الزهور الإعدادية المشتركة» بمدينة سفاجا التابعة لمحافظة البحر الأحمر اخترعت إنسانا آليا أو «روبوت» خارقا، يشارك في حفر قناة السويس، وأيضا يفكك المتفجرات والألغام التي يزرعها شياطين الإرهاب الأسود في ربوع الوطن. وقبل اختراع الروبوت ابتكرت العديد من الاختراعات، منها محطة تحلية تحول مياه البحر إلى مياه معدنية نقية بنسبة 100 %، استخدمت في تصنيعها مواتير وعمود مغنسيوم، وغازا وكهرباء، وفلاتر لحماية الكائنات البحرية، ونشادر، ومطهرا للتنقية. في جعبتها أحلام حالت بين تحقيقها «الفلوس»، منها سيارة تتحرك بالبخار، رسمتها بالفعل على الورق، لكن اصطدمت بصخرة قيمتها 5 آلاف جنيه، لتضطر إلى إرجاء تنفيذ الفكرة لحين توافر المبلغ. بلهجة يملؤها اليأس راحت شيماء تتحدث ل»فيتو» عن صدمتها من تجاهل المسئولين، فهناك مسابقات تجرى، إلا أن الواسطة والمحسوبية دائما لهما اليد الطولى، مضيفة « أريد أن أفعل شيئا لمصر، لكن أمام كل هذه العوائق تولدت بداخلى رغبة أكيدة في السفر للخارج، ولن أتردد في الموافقة إذا عرض على ذلك». من ذاكرتها استعادت مشهدين غاية في التناقض، تكريم وزير التربية والتعليم السابق لها والتجاهل من مرءوسيه، قائلة « قدر لنا أن نعيش مع مسئولين جهلاء لا يريدون الخير لمصر، فوزير التربية والتعليم السابق أشاد بي، لكن القيادات الأدنى أهملونى، وهو ما فسر لى سر هروب نوابغ مصر إلى الخارج، فهؤلاء يجبروننا على ترك بلدنا الحبيبة لأنهم ليس لديهم أي إحساس بالمسئولية، ومصر لن يصلح حالها إلا إذا تولاها من يتولى أمور العلماء والمخترعين». «لن يفعلها غيرى من طلاب الإعدادى بمحافظة البحر الأحمر، فقد ألهمنى الله الفكرة بعد فترة من التدبر في خلقه» هكذا تحدثت بكل فخر عن قصة اختراعها الإنسان الآلي، موضحة « صنعته من الخردة القديمة مثل الأخشاب وصفائح المنشار وخوص حديدية وسوست ميكانيكية ومواتير وأسلاك كهربائية.. الهيكل تم تصنيعه من الخشب والبلاستيك، وريموت الكنترول اللازم للتحكم في حركته تم تصنيعه من علبة بلاستيكية قديمة وأزرار كهربائية قديمة وأسلاك كهربائية، إلى جانب شاشة راديو لكى يستطيع أن يتكلم ويغنى ويقدم أي شيء يطلب منه تنفيذه». ولهذا الروبوت ثلاث مراحل لاستخدامه، كما تحكى مخترعته، بدءا من تحركه بالكهرباء، ومرورا باكتشاف وتفكيك الألغام وتمهيدا للاستفادة من الأراضى التي تتم تطهيرها لتكون جاهزة للزراعة، وصولا إلى استخدامه في حفر المشاريع الضخمة كقناة السويس الجديدة، مشيرة إلى أنه سيتم عمل نموذج مصغر لقناة السويس بالمدرسة ليحفرها الروبوت. وعندما تذكرت التكريمات التي نالتها علت وجهها السعادة، فقد حصلت «عروس البحر الأحمر» على جوائز كثيرة وشهادات تقدير من إدارة سفاجا التعليمية نظرا لجهودها في مسابقة المخترع الصغير للمرحلة الإعدادية، وأيضا شهادة استثمار من وزارة التربية والتعليم بقيمة 10 جنيهات، وميداليات تقديرية في مسابقة إنتل.