هل حلم جماعة الإخوان المسلمين التاريخى فى إقامة الخلافة الإسلامية يمكن أن يتحقق فى ظل الرفض الشعبى لهم فى مصر وباقى دول ثورات الربيع العربى؟, وهل سيكون للتنظيم الدولى دور فى تحقيقه؟ وهل يمكن ان يتحقق هذا الحلم الاخوانى فى ظل صراع القوى المدنية مع الجماعة, واصرارها على اسقاط نظامها ومشروعها الوهمى, وسياستها التى حولت الثورة من حلم جميل الى كابوس مفزع؟, وهل سيكون لحركة حماس الفلسطينية دور فى هذا الإطار؟, وهل هناك بالفعل مشروع للتوطين فى سيناء, وهل هناك امل فى المصالحة الفلسطينية. كل هذه التساؤلات, وغيرها كانت محور ندوة نظمها صالون «فيتو» وحضرها مسئولون في حركة فتح الفلسطينية ومدير المركز الإعلامى الفلسيطينى, فإلى التفاصيل. جهاد الحرازين- المتحدث الاعلامي لحركة فتح بالقاهرة- قال: إن كل الدلائل تدل أن اسرائيل هي المتورطة في مقتل الجنود المصريين علي الحدود في أغسطس الماضي، منتقدا عدم اعلان مصر عن تحليلات ال«دي ان ايه»، واستنكر تحميل قضية تهريب السولار, وانقطاع الكهرباء بمصر لأهل غزة. الحرازين شدد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا ان عدد المفاوضات التي تمت بين الحوارات الفلسطينية -الفلسطينية اكثر من الحوارات الفلسطينية - الاسرائيلية، قائلا: «نحن نحاول ان نجد وحدة فلسطينية, ويجب ان نذهب للانتخابات, ومن يفرزه الصندوق يتولى السلطة، ونؤمن ان الديمقراطية عملية متكررة يجب ان تمارسها الشعوب، ونقبل في «فتح» بالتعددية السياسية، ولن نقبل بترك ارضنا, ولن نتنازل عن ثوابتنا الفلسطينية في حق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير. «الديمقراطية جاءت باستبداد جديد، وهناك تهافت دولي للعب في منطقة الشرق الاوسط, ومن الدول المتهافتة: «تركيا وايران وقطر», هكذا قال الحرازين فى سياق توضيحه للمستجدات الخطيرة التى طرأت على العلاقات الدولية لمصر فى ظل حكم الاخوان. أيمن الرقب- المتحدث الرسمي باسم حركة فتح بالقاهرة ومسئول العلاقات الخارجية- التقط طرف الحديث نافيا بشدة تورط حركة حماس الفلسطينية أو أي أحد من غزة في مقتل ال16 جنديا مصريا علي الحدود فى شهر رمضان الماضى، واصفا ما حدث بأنه عملية ارهابية شاركت فيها اسرائيل. الرقب اكد ان اسرائيل لديها رغبة فى انسحاب القوات المصرية من سيناء, وقال: إن فتح حركة محلية, بينما حماس حركة عالمية وتوجد في أكثر من سبعين دولة ولديها مليارات الدولارات, وأول عشرة جنيهات استلمها الاخوان الفلسطينيون كانت من بريطانيا، وقد تصطدم فتح بهم, ولكننا لن نستطيع إيقافهم لأن مشروعهم لإنشاء الخلافة الاسلامية «مشروع عالمي», وهذا المشروع أنشئ منذ 60 عاما؛ لإنهاء الاحلام العربية لمصلحة الاستعمار وحلفائه, الذي سيوافق علي انشاء خلافة ضعيفة تحت سيطرتهم، فالشيوخ يؤكدون علي المنابر الآن أن من يخرج علي الحاكم فهو «كافر», وهو ما لم يحدث في عهد مبارك. «انهيار الاقتصاد في مصر صناعة إخوانية», هكذا اكد, الرقب مشيرا الى ان الاخوان يضخون الاموال لإقناع الشعب المصرى بأن الاوضاع الاقتصادية تتحسن وبما يخالف الحقيقة والواقع وقال: «ان الاخوان سيسيطرون علي الحكم في مصر, وسيسعون لتحقيق حلم الخلافة الاسلامية ولكنى اطمئن شعب مصر ان الخلافة لم يأت أوانها بعد». مسئول العلاقات الخارجية بحركة فتح أكد أن حماس جزء من الاخوان المسلمين, وتدين بالولاء للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، وقال: المرشد العام له نائبان يجب ان يكونا مصريين وهذا تمجيد لمصر، ويوجد للمرشد مراقب عام في كل دولة ولا نعرف المراقب العام في غزة, ورغم ان حركة حماس حركة فلسطينية, إلا انها تابعة للمرشد والذراع الضاربة لحركة الاخوان. ايمن الرقب أضاف أن هناك 35 ألف فلسطيني يعيشون في سيناء منذ تأسيس حركة حماس، وأوضح انه عندما تسلم مرسي رئاسة مصر كان هناك تخوف من القيادة الفلسطينية ان يكيل بمكيالين بين فتح وحماس، لكنه طمأن فتح بأنه يقف على مسافة متساوية بين الطرفين، واوضح ان كثرة الزيارات لغزة تأتى من باب كسر الحصار. الانفجار السكاني في غزة قادم لا محالة وفق رؤية ايمن الرقب, إما باتجاه مصر ولن يكون بالدم لانه سينتقل تحت مسمي الخلافة الاسلامية, وسيكون التمدد تجاه العائلات الفلسطينية فى سيناء فهناك 35 ألف فلسطيني فيها, وإما باتجاه اسرائيل وسيكون بالدم. الرقب اكد ان انتصار حماس علي اسرائيل في الحرب الأخيرة علي غزة «انتصار وهمي», واصفا الهدنة التي تم عقدها برعاية مصرية بأنها خطيرة, مرجعا ذلك لوجود نقاط غير معلنة فيها, منها وقف تهريب السلاح لغزة ووقف العداء تجاه اسرائيل التي ظهرت انها لا تستطيع هزيمة حماس. راغب شاهين- مدير المركز الاعلامي والثقافي الفلسطينى- التقط طرف الحديث عندما وصف الرقب تصريحات العريان بعودة اليهود المصريين لمصر بأنها غير طبيعية قائلا: تصريحات العريان بشأن عودة اليهود لمصر شأن مصري, ولو عاد اليهود الي مصر بالتزامن مع عودة الفلسطينيين الي منازلهم التي أخرجوا منها عام 1948, وقلنا للفلسطيني هذا مفتاح منزلك وهناك ثلاثة جنود أمامك ليذبحوك فسيذهب مشياً على الاقدام, أما لو قلت ليهودي إذا عدت إلى منزلك في مصر وهناك طفل ينتظرك «بنبوت» في الشرابية أو أحد شوارع القاهرة، فإنه لن يعود. شاهين قال: إن الفلسطينيين رفضوا اقامة دولة لهم في سوريا والاردن وسيناء, والخطأ الذي أخطأه اليهود أنهم اختاروا أرض فلسطين ليصنعوا منها وطناً لهم، ففي 2008 دخل مليون فلسطيني من غزة الي مصر, وعادوا الي غزة مرة اخرى مليونا و20 ألف فلسطيني جدد معهم, وذلك في حادثة الجدار الشهيرة, فلن نقبل بسيناء وطنا بديلا.ً ونفي شاهين تلقيهم اي تقارير رسمية من مصر بشأن وطن بديل للفلسطينيينبسيناء، مؤكدا أنها لم تصدر بشكل رسمي, قائلا: «لن نقبل بوطن بديل لنا في سيناء, ولو طلب منا الدفاع عن مصر فسيأتي 5 ملايين فلسطيني للدفاع عن مصر ومليونا عربي من الوطن العربي».