[email protected] تزامنت زيارة الرئيس مرسي إلى تركيا لحضور مؤتمر حزب العدالة والتنمية الأردوغاني الإخواني مع احتفاء وزارة الإعلام بذكرى استعادة القدس على يد صلاح الدين الأيوبي. للحقيقة وجهان، وفي حالة صلاح الدين الأيوبي فالوجه الآخر لهذه الحقيقة أنه قام باسترداد القدس من يد الفرنجة حربا، قبل أن يقوم أبناؤه بتسليمها إليهم سلما، وعن طيب خاطر بعد بضعة عقود، أما الوجه الأول فهو أنه قام بتحويل مصر، وعن سابق إصرار وترصد من عاصمة للخلافة الفاطمية وحاضرة للحضارة الإسلامية، إلى مجرد ولاية تابعة للخليفة العباسي كما قال المقريزي وكتب صلاح الدين إلى بغداد يعدد فتوحاته وجهاده للفرنج وإعادته الخطبة العباسية بمصر طالبا من الخليفة تقليده مصر، واليمن، والمغرب، والشام وكل ما يفتحه بسيفه (؟!) فوافته بحماة رسل الخليفة المستضيء بأمر الله بالتشريف والأعلام السود، وتوقيع بسلطنة بلاد مصر الشام وغيرها(. لم تحل تلك الفتوحات التي فتحها صلاح الدين بسيفه) حروب الاستيلاء( على بلاد المسلمين، وانتزاعها من أيدى المستولين عليها من سقوط بغداد بعد ذلك تحت سنابك خيل التتار، الذين اجتاحوا أغلب بلاد العالم الإسلامي الضعيف المنهك المنقسم على نفسه، لولا أن الله سلم، وجرى إيقاف الزحف المغولي في عين جالوت. الآن يحاول التاريخ أن يعيد نفسه وها هو) القائد مرسي(يسعى بقدميه إلى مقر السلطنة العثمانية ليدشن أردوغان زعيما للأمة الإسلامية في مؤتمر) الحزب القائد للأمة الإسلامية حزب العدالة والتنمية، (متخليا عن) زعامة مصر للعالم الإسلامي(كما قال محمد نور الدين في جريدة »السفير« اللبنانية ) المؤتمر الرابع للعدالة والتنمية: أردوغان زعيماً للعالم الإسلامي (. صال النصاب العالمي أردوغان وجال على مدى ساعتين مشيدا بأجداده السلاجقة المجرمين، ولم يستثن كعادته تحية السلطان سليم الأول)فاتح مصر(الذي قام بتدمير مصر، وتحويل عاصمتها القاهرة إلى مزابل، وخرائب مطمئنا إلى أن أحدا ممن مثلوا بين يديه لا يجرؤ على الرد أو التصحيح إما جهلا بالتاريخ، وتلك مصيبة، أو تواطؤ والمصيبة هنا أعظم!. إنه الجهل والوهم الذي ساق هؤلاء لهذا الجمع النكد تحت رعاية حلف الناتو، عساهم ينجحون في تحويل ما تبقى من قوة ووحدة إسلامية إلى أكوام، ومزابل، وأنقاض، كما فعل جدهم القاطع السفاح سليم خان )بختنصر العصور الوسطى) أو كما قال ابن إياس الحنفي في بدائع الزهور.