حكايات

هناك إجماع بين الذين يتابعون ما يجرى فى كواليس الحكم على أن الذى اختار زميلنا الفاضل الأستاذ صلاح عبدالمقصود ليكون وزيرا للاعلام هو الأخ محمد مرسى رئيس الجمهورية، وأن رئيس الوزراء لم يكن له دور فى هذا الأمر. ويقول هؤلاء المتابعون أن هذا الاختيار كان بمثابة تقدير رئاسي خاص لدور الأستاذ عبدالمقصود فى لجنة الإعلام والدعاية لحملة محمد مرسى فى انتخابات رئاسة الجمهورية، فضلا عن انتسابه للجماعة التى ينتمى إليها الأخ مرسى والذين معه. وهذا أول مؤشر على عدم التوفيق، ويبدو أن الرئيس مرسى ورؤساءه لا يعرفون أن القانون يمنع اشتغال أعضاء نقابة الصحفيين بالوظائف الحكومية. وكان هذا أحد الموضوعات التى سأناقشها مع الوزير بعد أن طلبت إجراء حوار صحفى مع سيادته، لكن انشغاله بأمور الأرتيست فى قلعة ماسبيرو لم يتح له وقتا لمقابلتنا.
ويبدو أن أمور «الأرتيست» تركت أثرها على الأخ الفاضل صلاح عبدالمقصود إلى حد تورطه فى عبارات تدخل فى دائرة التحرش المجرم فى القانون المصرى، وسائر القوانين الأخرى. ولم ينتبه الأخ عبدالمقصود إلى أن بعض إناث «الأرتيست» ممن يخضعن لسلطان ماسبيرو، قد يقبلن ما لا تقبله الأخريات. وعندما تحدث الى مذيعة تليفزيون دبي الأستاذة زينة يازجي مقدمة برنامج «الشارع العربي» حدثها بما يحدث به بعض بنات ماسبيرو فبادرها قائلا: «أهم حاجة متكونش الأسئلة سخنة زيك». وقد ردت عليه المذيعة بما هو أهله. لكن الصحف العربية أبرزت هذه السقطة للوزير المصرى، ومنها من أسند اليه تهمة التحرش بأنثى على مشهد ومسمع من ملايين المشاهدين، وذلك بوصفها بأنها سخنة، وهو وصف يؤكد أصحاب الخبرة بأمور الإناث وأنا لست منهم بأنها عبارة تحمل إيحاءات جنسية صريحة. ورد الوزير على هذه الاتهامات لينكر ما بدر منه ويدعى أنه قال لها: «أسئلتك سخنة زي آرائك»، ونفى ما سجلته عدسات تليفزيون دبي وشهد عليه الملايين. وهكذا تورط فضيلة الأخ الوزير فى عبارة غير لائقة أدخلته دائرة اتهام لا تليق بوزير يمثل إعلام مصر، ثم سقط فى جريمة أكبر وأسوأ، وهي جريمة الكذب التى لا يمكن أن نقبلها ممن يتحدث باسم مصر، ويعبر عن إعلامها الذى نفترض فيه الصدق. ولم يعد أمام الأخ محمد مرسى صاحب الاختيار غير الموفق سوى أن يصلح خطأه بإقالة الوزير صاحب العبارات الساخنة، أو أن يتمسك بالعناد مثل الرئيس السابق حسنى مبارك الذى لم يكن يعترف بخطأ وكان أيضا غير موفق فى اختيار رجاله. ونسأل الله العافية لنا ولسائر الإخوان..