كان الله في عون أستاذنا « محمد العزبي» فالرجل يبدو أن حالة من «التوهان» أو «الإفلاس المؤقت» أصيب به قلمه الرشيق الجميل ، ولم يجد بدا من الاستمرار في الكتابة دون الاستعانة بصديق ، حتي وإن كان هذا المستعان به من خارج مؤسسة دار التحرير التي ينتمى إليها «العزبى» ويعتبر واحدا من أعمدتها علي مدار السنوات الطويلة الماضية . أستاذنا القدير ، أبي ألا يزيل مقاله المنشور في الزميلة الجمهورية بعددها الصادر الخميس الموافق 4 أكتوبر الجاري في صفحتها الأخيرة بالعبارة الشهيرة – في الصحافة بالطبع – « بقية المقال صفحة كذا ، ولهذا خرج علينا الزميل الكبير – سناً ومقاماً – يومها ليكمل مقاله المنشور تحت عنوان « هل سمعتم عن بيزنطة » بمقتطفات « حرفية» من مقال سبق ونشره الكاتب الصحفي والروائي « جمال الغيطاني » فى الزميلة الأخبار بتاريخ 18 سبتمبر الماضى. « الغيطاني» يومها خرج ليرد علي الشائعة التي أكدت انه واحد من المؤسسين لحزب الفريق أحمد شفيق وقال بالحرف : لست عضوا في أي حزب قائم أو تحت التأسيس أو في طريقه إلي الظهور ولن أكون. هذا مبدأ ألزمت نفسي به منذ حوالي نصف القرن. وأثناء اعتقالي، بالتحديد في مرحلة التحقيق البشعة بمعتقل القلعة، والذي كانت تمارس فيه جميع أنواع التعذيب. كنت رقماً، اسمي ممنوع النطق به، تغيرت إقامتي مرتين، وكذلك اسمي، أمضيت سبعة وثلاثين يوما منفردا، تقريبا ضعف المدة المخصصة للتحقيق. ربما لأنني كنت الأصغر سنا وتصور المحققون ان مزيدا من الضغط يمكن ان يكسر الحلقة الصلبة التي تحمل الجانب الأثقل فيها صلاح عيسي والصديق محمد عبدالرسول والمرحوم أحمد المغربي، كان هدف التحقيق القاسي محاولة الوصول إلي معرفة ما إذا كنا أعضاء في تنظيم يساري سري أم لا؟، إلي هنا انتهي مقال « الغيطانى» ، وبقراءة بسيطة لما قدمه لنا الزميل «العزبي» نجد أن الرجل لم يجدا حرجا في الاستعانة بما قاله « رئيس تحرير الأدب الأسبق « ، لكنه للأسف يبدو أن الإشارة لكاتب المعلومات الأصلي سقطت سهوا منه ، ليس هذا فحسب ، بل قام «العزبي» بسرد ما سبق وقاله «الغيطاني» وكأنه « صاحب الرواية » وليس مجرد « ناقل » لما كتب اخر قبله بأسبوعين ، فقد كتب قائلاً: د. جمال الغيطاني تردد اسمه ضمن قائمة من الشخصيات المحترمة كمؤسس لحزب الفريق أحمد شفيق، وهذا غير حقيقي بالمرة ، فأيام اعتقاله منذ حوالي نصف قرن وبالتحديد في مرحلة التحقيق البشعة بمعتقل القلعة امضى ثمانية وثلاثين يوما في الحبس الانفرادي ، تعرض طوالها لتعذيب شديد ربما لأنه كان الأصغر سنا ، وتصور المحققون أن مزيدا من الضغط يمكن أن يكسر الحلقة الصلبة التي تحمل الجانب الأثقل فيها صلاح عيسي ومحمد عبد الرسول واحمد العزبي رحمه الله ، من يومها ألزم نفسه بألا يصبح عضوا في أي حزب قائم أو تحت التأسيس أو في طريقه للظهور ». « العزبي » – مع حفظ المقامات – قال في عملية النقل تلك من مقال « الغيطاني » وسبعة وثلاثون يوما، في حين أن «الناقل» للمقال أراد أن يختلف في روايته فأعطاه من عنده 24 ساعة « حبسا انفراديا ، كما أن «الغيطانى» نفسه لم يقل يوما أنه حاصل علي رسالة « دكتوراة » ولكن يبدو أن صديقنا «العزبي» أراد أن يعوض الرجل عن أيام الاعتقال و «البهدلة » فقرر أن يهبه اللقب ، وكله بثوابه .