قام فريق من الباحثين في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، بجمع وتحليل بيانات من الأبحاث السابقة التي درست تَكَسُّر الحمض النووي المرتبط بالبروتين (PDB) الناتج عن أنزيم التوبوايزوميريز، لفهم كيف تتم عملية التكسر تلك، وكيف تتم عملية الإصلاح، بالإضافة إلى دراسة الدور الذي يلعبه إنزيم التوبوايزميريز في أنواع معينة من السرطان. وقال الباحث محمد عاشور، المؤلف الأول في الدراسة: "بشكل غير متوقع، هناك هرمونات معينة، مثل هرمون الإستروجين وهرمون الأندروجين، تحاصِر التوبوأيزوميريز في الموقع المروِّج لبعض الجينات، وبما أن خلايا البروستاتا والثدي تعتمد على الهرمونات، فهي أكثر عرضة لعدم الاستقرار الكروموسومي الناتج عن إنزيمات التوبوأيزوميريز". وأضاف الدكتور شريف الخميسي، رائد الدراسة ومدير مركز علوم الجينوم في مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا: "من خلال فهم سلوك هذه الإنزيمات في الأنسجة المختلفة، وفي مواضع جينومية مختلفة، وكذلك بين الأفراد، يمكننا تطبيق هذه المعرفة؛ لابتكار علاجات متخصصة تعتمد على الاختلافات الجينية بين المرضى". وتتلخص عيوب هذه الطريقة في إمكانية تسببها في حدوث هذه التغيُّرات في تركيب الكروموسومات داخل الخلايا، ما قد يؤدي إلى تطور مرض السرطان. في الوقت ذاته يمكن لهذه العيوب أن تؤدي أيضًا إلى موت الخلايا السرطانية، وهي الأداة التي استُخدمت على نطاق واسع من قِبَل الأطباء لقتل الخلايا السرطانية، ووجد الفريق أنه بالرغم من انتشار إنزيمات التوبوايزوميريز في جميع أنحاء الجسم، إلا أنها تسبِّب السرطان في أنسجة معينة فقط. وقد قام الأستاذ الدكتور الخميسي وفريقه بتحليل 176 دراسة - من بينها بعض الدراسات التي قدموها بأنفسهم - أجريت على مدى ال30 عامًا الماضية عن دور تَكَسُّر الحمض النووي المرتبط بالبروتين (PDB) في تطور مرض السرطان وعلاجه، على أمل أن تُعِين هذه الدراسة على عمل المزيد من الأبحاث؛ لاستخدام هذه الظاهرة الطبيعية في ابتكار أساليب غير تقليدية لعلاج السرطان.