[email protected] الأساطير اليونانية تظل كنزا لتفسير كثير مما يحدث في العالم ، كانت كذلك وستظل كذلك إلي يوم الدين ،وراء كل حكاية معني إنساني خالد ، خاصة أن هذه الأساطير جعلت تداخلا وازداوجا بين النا س والآلهة ، لم تفصل بينهم ، بل كثيرا ما دفع الناس ثمن خلافات الآلهة مع بعضها ، من ذلك مثلا قصة حرب طروادة التي كان أساسها احتكام آلهة ثلاث: هيرا زوجة زيوس كبير الآلهة، وأفروديت إلهة الجمال، واثينا إلهة الحكمة ، إلي باريس بن بريام حاكم طروادة في أيهن أكثر جمالا ، أعطوه تفاحة يقدمها للأجمل ، وعدته هيرا زوجة كبير الآلهة بالسلطة ، وأثينا بالحكمة، وأفروديت وعدته أن تهبه أجمل نساء الأرض ، اختار باريس أفروديت وقدم لها التفاحة ,فذهب إلي حتفه دون أن يدري ، كافأته افروديت بحب هيلين زوجة مينالاوس حاكم اسبرطة وأوقعتها في غرامه, فهربت معه إلي طروادة ولم يكن يدري أن هيلين في الأصل كانت مرغوبة من كل حكام اليونان لكن الذي فاز بها هو مينالاوس حاكم اسبرطة، فاتفقوا جميعا برغبة أبيها أن يكونوا سندا لزوجها في أي حرب حبا في هيلين وحماية لشرفها ، وهكذا اتحدوا جميعا معه في حربه علي طروادة حتي فتحوها وأهلكوا كل أهلها ولم ينج منها الا القليل ، هنا يذهب الإنسان إلي حتفه أو ما قدر له رغم ما يبدو له أنه يمشي في طريق جميل . الأمر نفسه مع أوديب الذي تنبأ عراف طيبة تريزياس لحاكمها أنه سينجب طفلا يقتله ويتزوج زوجته التي هي أمه , فما كان منه إلا أن أخذ طفله الجديد أوديب وربط قدميه وألقي به في الغابة فوجده أحد الاشخاص وحمله معه إلي مدينته ورباه حتي كبر, فعرف أنه لقيط فترك المدينة ومشي إلي الغابة التي وجده الرجل فيها, فاعترضته عربة بها حاكم طيبة الذي اعتدي عليه فقتله أوديب وهو لا يعرف أنه أبوه .. مشي بعد ذلك الي طيبة فوجد علي بابها عملاقا يسأل الناس سؤالا من لا يستطيع الإجابة عليه يقتله , فتصدي له أوديب وأجاب عن السؤال . هل تعرفون ماذا كان السؤال ؟ كان ما هو الشيء الذي يبدأ الحركة علي أربع ثم علي اثنين ثم علي ثلاثة ؟ أجاب اوديب بانه الانسان .. فتبخر العملاق ومات بعد الإجابة الصحيحة . فرح أهل طيبة بمنقذهم أوديب, فزوجوه زوجة الحاكم المقتول التي كانت أمه .طالت السنين وأنجب منها ولم تنته القصة .. فقد حلّ بطيبة وباء عظيم فذهب أوديب الي العراف الكبيرالعجوز الآن تريزياس الذ ي تنبأ بكل قصته لأبيه من قبل, وسأله عن سر الوباء, فأخبره أن السر في قتل الحاكم لأن الذي قتله تزوج بزوجته وهي أمه, فسأل اوديب عن الحاكم وكيف قتل فعرف أنه قتل في الغابة ومن أوصافه عرف انه هو قاتله وان زوجته بالتالي هي أمه , فقأ اوديب عينيه وهام في الأرض حتي وصل الي الجحيم .