فى مثل هذا اليوم - التاسع من مارس - من عام 1897 توفى واحد من أشهر أعلام الإسلام فى القرن التاسع عشر هو العالم والخطيب والمصلح الدينى والسياسى جمال الدين الأفغانى. ولد الأفغانى بقرية «سعد أباد» بأفغانستان، وكان متعدد المواهب، فهو كاتب فذ، وخطيب مفوه، وثائر دومًا، دعا طوال حياته إلى تحرر الأمم الإسلامية من الاستعمار والتدخل الأجنبى وذلك باتحادها وإقامة حياتها السياسية والاجتماعية على نظم دستورية. رحل الأفغانى فى شبابه إلى مصر واتصل بالأزهر وجعل من داره منتدى يلقى فيه دروسه وتعاليمه على الشباب الذين التفوا حوله واستطاع أن يثير بدروسه التى تجمع بين الدين والسياسة الشعور الوطنى ويحيى الشعور الدينى فى قلوب المسلمين، وكان لآرائه وتعاليمه صدى فى نفوس المثقفين من أبناء مصر، مما حدا بالسلطات المصرية فى ذلك الوقت إلى نفيه خارج البلاد. وكان من تلاميذه المقربين إليه الشيخ محمد عبده الذى صار فيما بعد إماما من أئمة الإسلام ومصلحا من كبار المصلحين، ثم أديب إسحاق الأديب الصحفى محرر جريدتى مصر والتجارة، ثم يعقوب صنوع صاحب مجلة «أبو نظارة». عندما احتل الإنجليز سنة 1882 دعا السيد جمال الدين الأفغانى تلميذه وصديقه الشيخ محمد عبده إلى باريس، وهناك اشتركا معا فى إصدار مجلة «العروة الوثقى» التى كانت تهاجم سياسة الإنجليز فى البلاد الإسلامية، ولا سيما فى الهند ومصر، وكان لهذه الصحيفة شأن كبير فى إذكاء الآراء الحرة المناهضة للإنجليز فى الأوساط الإسلامية. ترك جمال الدين الأفغانى وراءه - فضلا عن الدروس التى كان يلقيها على تلاميذه - بعض المؤلفات القيمة، منها: 1- رسالته فى الرد على الدهريين وفيها دحض الفلسفة المادية. 2- صحيفة العروة الوثقى. 3- مقالاته فى مجلة «ضياء الخافقين» التى كانت تصدر باللغتين العربية والإنجليزية. 4- كتاب «تنمة البيان» وهو مختصر فى تاريخ الأفغان. وتوفى الأفغانى فى إسطنبول بتركيا فى مثل هذا اليوم من عام 1897.