محيي الدين أحمد بن خير الدين، المشهور بلقب أبو الكلام آزاد، ولد في مكة في 11 نوفمبر سنة 1888م، وتوفى فى العاصمة الهندية نيودلهى فى مثل هذا اليوم عام 1958م. انتقل أبو الكلام من الحجاز إلى القاهرة، ودرس بالأزهر، وتوسع في العلوم الشرعية، ثم عاد إلى الهند ليواصل رحلة الكفاح والجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي، وذلك سنة 1912م. تأثر آزاد بمنهج الشيخ رشيد رضا ومجلته "المنار"، وأدرك دور مجلة "العروة الوثقى" التي أصدرها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في إلهاب شعور المسلمين ضد الاستعباد والاستبداد، فقام بتأسيس جماعة دينية سماها "حزب الله"، ثم أسس مدرسة سماها "دار الرشاد"، ثم أصدر مجلة "الهلال" التي اتخذها منبرًا لدعوة المسلمين إلى التحرر العقلي والسياسي، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية حتى يفهمه المسلمون في الهند، ولا يعيشوا في عزلة عن معانيه. دعا صراحة في سنة 1914م، عند اندلاع الحرب العالمية الأولى إلى مقاطعة الهنود كلهم للانضمام للجيش الإنجليزي، فقبض عليه الإنجليز، وألقوا به في غياهب السجون لأربع سنوات، وله مرافعة شهيرة بليغة يوم محاكمته، وكان أبو الكلام متأثرًا بشيخ الهند المجاهد «محمود الحسن» أول من دعا لمقاطعة الإنجليز، قبل «غاندي» بسنين طويلة. عند قدوم أبي الكلام آزاد للهند، وجد حزب المؤتمر الذي يضم خليطًا من المسلمين والهند المطالبين باستقلال الهند، فانضم إلى الحزب، وكان انضمامه قوة للحزب، وزخمًا على ساحة الأحداث، وعندما سقطت الخلافة الإسلامية العثمانية، قاد أبو الكلام آزاد مظاهرات عارمة بالهند ضد الإنجليز، ولدورهم في إسقاط الخلافة. كان المسلمون في الهند يمثلهم اتجاهان: الأول يرى ضرورة قيام كيان خاص بالمسلمين منفصل عن الهندوس، ويمثل هذا الاتجاه محمد إقبال ومحمد علي جناح، والثاني يرى ضرورة استقلال الهند عن الإنجليز وبقائها وحدة واحدة تضم المسلمين والهندوس، ويمثل هذا الاتجاه أبو الكلام أزاد وحسين ذاكر وأبو الأعلى المودودي، لذلك ظل أبو الكلام أزاد يعمل في حزب المؤتمر رغم انشقاق كثير من المسلمين عنه وانضمامهم لحزب الرابطة الإسلامية مع «جناح». اشترك أبو الكلام أزاد في تأسيس كلية «ديوبند» الإسلامية، وتولى وزارة المعارف في أول حكومة هندية بعد الاستقلال، وأصبح رئيسًا لحزب المؤتمر، وترأس الاجتماع التاسع لهيئة اليونسكو. أشهر أعماله ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الأردية في كتابه "ترجمان القرآن"، وقدم تقريرًا علميًا موثقًا عن شخصية ذى القرنين، مؤكدًا أنه الملك الفارسة كورش، ودعم اجتهاده بوثائق كثيرة.