قامت ثورة ضد الظلم وتقييد الحريات، ولكن هناك من يرفض الاعتراف بذلك، ويصر على استدعاء سياسات النظام الساقط، بل يزيد عليها ويزايد فى حماقة بغيضة .. فكيف يطبق قانون العزل السياسى على مفكر أو صحفى أو كاتب أو فنان أوحتى لاعب كرة لمجرد أنه كان يتبنى رأيا مخالفا لآراء من يتصدرون المشهد السياسى الراهن؟ سؤال طرح نفسه على خلفية ما سمى بقائمة سوداء تضم كتابا وصحفيين وفنانين ورياضيين، ويتم منعهم من مباشرة حقوقهم السياسية،بسبب مواقفهم من الثورة.. نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد، يرى أن من يتبنون مثل هذه الأفكار يريدون وأد الحرية، وإخراس أى أصوات لا تسبح بحمدهم وتمضى فى قوافلهم وتسير فى قطعانهم. الكاتب الكبير يتساءل: فى عصر نقول إننا تخلصنا فيه من طغيان النظام السابق، كيف يستبيح أى طيف سياسى لنفسه احتكار الحقيقة وتكميم أى صوت أو عقل مخالف لأفكاره؟ مشددا على أنه ينبغى أن يكون الكتاب والمفكرون بمنأى عن أى مهاترات سياسية، كما لا يستبعد مكرم أن يكون حزب "الحرية والعدالة"، اليد السياسية الطولى لجماعة الإخوان المسلمين بديلا قويا للحزب الوطنى فى كل شيء، بما فيها تقييد الحريات. يدخل على خط السجال الكاتب صلاح عيسى، أمين عام المجلس الأعلى للصحافة، مؤكدا أنه ضد ما يسمى بقانون العزل السياسى شكلا ومضمونا، رافضا المساس بأى صحفى أو كاتب بسبب آرائه. وبسخرية لا تخلو من غضب، يرى عيسى أن المكان الأمثل لمثل هذا القانون هو سلة المهملات! رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم سمير زاهر، والذى ورد اسمه بالقائمة، قال إنه ليس مشغولا بمثل هذا الأمر، ولن يخوض غمار أية تجربة سياسية، متسائلا: كيف يتم عزله سياسيا بعد إنجازاته التى حققها مع الكرة المصرية؟! ويلتقط طرف الحديث منه المهندس هانى أبو ريدة،عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم، الذى أبدى استياءه من اهتمام بعض الأطياف السياسية بتشريع مثل هذه القوانين الآثمة التى لم تبصر النور فى العهد البائد، مشددا على أنه قرر من تلقاء نفسه الابتعاد عن الحياة السياسية وعدم ترشيح نفسه فى الانتخابات البرلمانية مجددا. وكعادته يبدو مدير الكرة بنادى المصرى إبراهيم حسن غاضبا من ورود اسمه وشقيقه حسام فى قائمة العزل السياسى، مؤكدا أنه لم تربطه أدنى علاقة بالحزب الوطنى المنحل، حتى يكون محسوبا عليه. حسن قال إنه لم يمارس أى نشاط سياسى من قبل، حتى أنه لم يكن يدلى بصوته فى أى انتخابات، غير أنه استدرك قائلا: لن يمنعنا أحد من مباشرة حقوقنا السياسية، حتى لو اضطرنا إلى اللجوء إلى القضاء! وفنيا ..يسخر الفنان الكبير عادل إمام من القانون وواضعيه، مؤكدا أنه لا يلقى بالا لمثل هذه الأمور. ويضيف: رغم عدم انخراطى فى العمل السياسى، فإنه ليس بإمكان أحد منعه من مباشرة أى من حقوقه السياسية. فى أى بلد متحضر يتم منع مفكر أو فنان بسبب مواقفه السياسية؟ هكذا يتساءل الفنان الكبير محمد صبحى، ثم يضيف: هذا محض افتراء ولا ينبغى أن يتم معاقبة الكتاب والفنانين بسبب آرائهم، هذه ردة ورجعية لن يقبلها شعب ثار على نظام ديكتاتورى وأسقطه من عليائه وبرجه العاجى. صبحى تابع: لم أكن يوما من رجال النظام السابق، ومن يشاهد مسرحياتى وأعمالى الفنية، يدرك موقفى التام منه.