راجياً عفو الخلاق خرجت من صالون الاسطى خلخول الحلاق مسرع الخطى من أجل دش ينقذنى من انياب تلك الشعيرات العالقة بقفاى .. فى حجرتى المتواضعة خلعت قميصى الأبيض وعندما هممت بوضعه على حافة السرير انفتحت عيناى حتى ارتضدمت بالحدقتين يالا هول الفاجعة فقد رأيت على القميص الناصع شعرتان متاقطعتان وكأنهما سيفان، تدل خشونتهما الواضحة على أنهما من دقن غريبة! فى البداية ارتعبت فماذا لو وجد رجال الأمن لدى ذلك الشعار المحظور، مؤكد سيعتبروننى أحد أعضاء التنظيم المحظور.. هنا لاح فى ذاكرتى الشاويش المتجبر فرج من فيلم الكرنك - يا سنة سودة- ولكنى انتبهت سريعا بأننى الآن بعد ثورة يناير مش يوليو، والجماعة ديه هى اللى بقت معلونة وميمونة وأصبح الإخوان المكوشون فى كل ربع وقناة فضائية ظاهرون آكلون شاربون نائمون هاضمون فى معدتهم كل حظ وبط ووز وحزب وثور، أى تور، وثورة - لا هناء ولا شفاء. فرقصت فرحا فهذا الشعار الآن يعنى «سكر ولحم والأهم أنبوبة غاز» واه بقى يا بيرو لو شعرة منهما تطلع بتاعة واد مهم من مكتب الاشداد - المنسوب لعنترة بن شداد- وتجاسرت وتجرأت واقتربت وركعت بالقرب من قميصى مرحبا بالشعرتين الكريمتين. واحدة منهما ردت بتعال شديد واخبرتنى أن الآخرى لا ترد على الرعاع من أمثالى فتذكرت قول «قبل الكسر الكبرياء» فقلت قبل المقص الغرور ثم رضيت بنصيبى وقلت اتكلم مع الشعرة المتعالية - متقولش شعرة معاوية- فكان هذا الحوار: قلت: ممكن نتعرف فقالت: باحتقار لشعرى - اقصد لشخصي: متفكرش علشان الحلاق الحمار قصنى من على دقن سيدى يبقى الزمان هدني.. لا انسى ولا حد بيهمني! قلت: ومن سيدك يا شعرة باشا؟ قالت: أيوه كده اتكلم باحترام أنا كنت شعرة مكرمة فى وش رئيسك اللى جاي. سألت: سيدنا أبو بوسترييل؟ ردت: لا ده شعره بيتنسف - مش بيتنتف!! مرة أخري سألت: امال سيدك مين؟ تقصدى مين؟ وهنا انكسرت قليلا وبكت وهى تقول: اللى شفت فى دقنه أجمل أيام حياتي، اللى دخلنى مكتب «الأشداد» وهناك شفت الخطط اكوام ومستقبلكم فى وثيقة جنان وفتح بكل حماس على البيبان، وعرفت يعنى إيه سرية، وتنظميات تحتية وفوقية وشمالية وجنوبية وشفت فلوس زى الميه، وياما فوقى انكب برفان. قلت: عرفته .. تقصدى التاجر الشاطر اللى كان ترشيحه امر غادر. قالت: أيوه يا غلام وسر ترشحه عندي فى لهفة قلت: طب قولي.. قالت: الإخوان المكوشون منتشرون مسيطرون لذلك يملكون وينجحون وواثقون والبركة فى الأرز واللحمة والانشون والأمريكيون والمطنشون لا يرونهم مزورون. قلت: لكنه بلا حضور! قالت: الجهامة مطلوبة وحجامة مصر مخطوطة، وهو عنده الخطة والخضة هيدبح للمصريين القطة والبطة. مندهشاً: كل هذا تعرفه شعرة؟ فردت بنفس النعرة: اصغر شعرة فى دقن عضو بمكتب الاشداد قادرة أن تشنق أى حلم أو ثورة فهى تأكل فى اليوم مليون تصريح مع كل مشط يسرحها، ومليون متظاهر يجهل تاريخها الكث الاشعت فى التنظيم، أقصد التصفيف الخاص. ارتعبت مفاصلى وتركت حجرتى مهرولا عاريا هرباً من بطش الشعرة المقدسة خوفاً من محاكمتى بتهمة لمس شعرة طاهرة دون وضوء!