ألو.. يا لندن

ناولتنى الست أم زينب سماعة التليفون قائلة:
- خد كلم بسرعة.
تناولت منها السماعة وقلت:
أيوة ألو.
فجاءنى صوت أعرفه جيداً.
أيوة يا أحمد ازيك.
صرخت
نجيب يا حبيبى إخص عليك كده برضه يا نجيب، وهانت عليك مصر انت فين يا نجيب وعامل إيه وإزى مراتك وعيالك وصحتك عاملة إيه لا لا يا نجيب ماحدش يعمل اللى انت عملته ده! ليه كده يا راجل إحنا عملنا لك إيه بذمة النبى فيه حد يسيب حبيبته ليلة فرحها ومن غير ما يقول أنا رايح فين ألو يا نجيب.
ضحك وقال:
ألو يا أحمد.
قلت له:
انت ما بتتكلمش ليه؟
قال:
كنت عايز أسمعك.. انت ليه ما كملتش كلامك؟
قلت له:
أنا خلاص ما بقاش عندى كلام غير اللى قلته.
قال لى:
أمال مين اللى عنده الكلام؟
قلت له:
الشعب المصرى هو اللى لازم يتكلم ولما الشعب المصرى يتكلم كل الدنيا هتسمع وكل الدنيا حتقول آمين.
فقال بصوت متهدج:
وحشتنى ووحشتنى مصر «المحروسة» على رأيك.
قلت:
ذلك آخر مشهد شفته وانت فى المحروسة يا نجيب!
قال:
وهو ده مشهد يتنسى! نافورة ميدان التحرير اللى بدل المية كانت بتضخ الحب والفرح على مدى تمنتاشر يوم بالتمام والكمال.
قلت:
دلوقتى يا نجيب نافورة ميدان التحرير بتضح الحزن والكراهية، محمد مرسى يا نجيب اللى أنا قلت لك لازم تنتخبه وانتخبناه سوا قسّم الشعب وتحول إلى فرعون.
ضحك وقال:
بس ده يبقى فرعون قزم وشكله يضحك الحزين.
قلت:
الله يرحمك يا متنبى:
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكا
قال ضاحكاً:
لازم ترجع للشعر مهما كان موضوع الحديث.
قلت:
عندك كلام غير الشعر نوصف بيه اللى حصل؟
قال:
ما انت لسة قايلها لى.. الشعب هو اللى حيتكلم.
قلت:
ولما الشعب يتكلم؟
قال:
كل الدنيا حتسمع وكل الدنيا حتقول آمين.
قلت:
صدق الله العظيم