رفض أوامر الجماعة بالتوقف عن هدم الأنفاق.. وضغوط لاستمرار عبور المتسللين قبل شهرين تقريباً، وكعادتها، انفردت "فيتو" بتفاصيل أول أزمة بين مؤسسة الرئاسة، وجماعة الإخوان، من جهة، ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، من جهة أخرى، على خلفية موقف الأخير من أحداث قصر الاتحادية الأولى، وتخاذله في خطة تأمين الرئيس. حينها، خرجت سهام النقد والهجوم تنال من مصداقية الصحيفة، وتتهمنا بالكذب والتدليس، ونشر الفتن والشائعات المغرضة، بعدها التزمنا الصمت وعدم الرد، حتى تثبت الأيام صدق ما تنشره «فيتو». مؤخراً جاء الرد على أعداء النجاح والانفرادات المتتالية التي نحققها، وتداولت الصحف ما نشرته "فيتو" عن علاقة الرئاسة بقيادة الجيش، في ضوء الأزمة الأخيرة التي صاحبت قرار إقالة وزير الدفاع، والتراجع عنه في اللحظات الأخيرة. أحد أعضاء مكتب إرشاد الإخوان، من غير المحسوبين على جبهة المهندس خيرت الشاطر، أكد أن قرار إقالة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لم يكن شائعة، وأن الرئيس مرسي اتخذه منذ شهرين، بضغوط من الجماعة، لرفض الوزير التوقف عن عمليات تدمير الأنفاق الواقعة على الشريط الحدودى بين قطاع غزة ومصر، بعدما تزايدت أعداد المتسللين من أعضاء حركة حماس لتهريب الأسلحة والذخيرة. أعضاء بارزون بجماعة الإخوان، في مقدمتهم المهندس خيرت الشاطر، رئيس لجنة تطوير الجماعة، تلقوا اتصالات متكررة من إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس– المقالة– في قطاع غزة، وخليل الحية القيادي بالحركة، أعلنوا فيها عن غضبهم من استمرار القوات المسلحة فى هدم الأنفاق، بما يهدد سيطرتهم على القطاع، واستمرار الحصار. وهنا تدخل "الشاطر" مطالباً وزير الدفاع بعدم استكمال مهمة هدم الأنفاق، واستمرار الحوار مع حركة حماس كأبرز الفصائل الفلسطينية، بما يخدم دور المخابرات العامة والدبلوماسية المصرية التي تتولى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وعلى مدار الفترة الماضية، جدد "السيسي" رفضه لمطالب نائب مرشد الإخوان، خاصةً مع تمسك حماس بدخول عناصرها إلى مصر، للقيام بأدوار يحددها مكتب الإرشاد، مقابل تمرير مشروع توطين أبناء القطاع في سيناء، وأصر وزير الدفاع على إغلاق الأنفاق وإغراقها بمياه الآبار والصرف الصحى، من خلال قوات سلاح المهندسين، بمساعدة كتيبة الفوج الأول. تمكنت القوات المسلحة من الوصول إلى نحو250 نفقا بين مصر وغزة، من إجمالي 1400 نفق، بعضها يمر أسفل المنازل. وشدد المصدر الإخواني، على أن مكتب الإرشاد تعمد تسريب نبأ إقالة وزير الدفاع، لمعرفة موقف قادة القوات المسلحة والضباط، وفي الوقت ذاته اختبار رد فعل السيسي، مؤكداً في الوقت ذاته أن موقف المؤسسة العسكرية جاء صادماً ومفاجئاً للجميع، بعدما ظنت الجماعة أنه بإمكانها السيطرة على الجيش منذ عملية الإطاحة بالمشير طنطاوي. العميد علي حسن، الضابط السابق بسلاح المهندسين، قال إن لديه معلومات تؤكد تدخل مكتب الإرشاد في قرارات قيادة الجيش، خاصةً ما يتعلق بإطلاق سراح المتسللين عبر الحدود المصرية من أعضاء حركة حماس، مشدداً على أن بعض محاولات الجماعة فشلت نتيجة تمسك القيادة العامة بموقفها الرافض لأخونة المؤسسة العسكرية، والسيطرة عليها. وتابع قائلاً: "عملية إغلاق الأنفاق التى تمت فى الأيام الماضية، لا تزيد على 5% من إجمالي عدد الأنفاق، لكنها في الوقت ذاته أحدثت تأثيراً كبيراً وملموساً على موارد حركة حماس، مما اضطرها لشكوى المؤسسة العسكرية، لجماعة الإخوان والرئيس مرسي، مطالبةً بالتوقف الفوري عن الهدم". وكشف "حسن" أن قرار الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بشأن حظر تملك الأراضى بسيناء، والذي صدر قبل شهرين من الآن، تسبب في أزمة وصدام مباشر مع مؤسسة الرئاسة، والتي رأت أن "السيسي" تجاوز الخطوط المحددة له، لكن حينها حاولت التخفيف من حدة الأمر، وعدم التعليق انتظاراً لموقف آخر يحمل خروج آمن للوزير.