اصدر الدكتور مرسى قراره بدعوة الناخبين للمشاركة فى انتخابات مجلس النواب المقبل، والتى سوف تكون على اربع مراحل، ابتداء من 22و 23 أبريل 2013..وبغض النظر عما شاب القرار من اضطراب، من حيث تزامن موعد المرحلة الأولى مع أعياد إخواننا الأقباط، وهو ما تم استدراكه لاحقا بأن تم تبكيره خمسة ايام، فقد أثار القرار جملة من التحفظات، حول تعجل الرئيس لإجراء الانتخابات، دون الوضع فى الاعتبار طلبات المعارضة بشان ضمانات نزاهة وحيدة الانتخابات..القرار دون شك عمق الانقسام بين الرئيس والمعارضة، وقطع السبيل على اى حوار.. التيار الشعبى بزعامة حمدين صباحى اعلن مقاطعته للانتخابات، وبرر ذلك بان الرئيس وحكومته يتحملان مسئولية قتل الثوار، فضلا عن إهمالها وتقاعسها فى أخذ حقوق الشهداء، رغم الوعود المبذولة فى هذا الصدد..كذلك اعلن الدكتور البرادعى على صفحته الخاصة بموقع تويتر عن نية المقاطعة، واتهام القرار بانه غير مسئول..ثم عاد ليقول: إننا لن نشارك فى خداع الشعب..الدكتور السيد البدوى اعلن هو الآخر عن توجه الهيئة العليا للوفد للمقاطعة بسبب عدم الاستجابة لتوفير الضمانات، وان الهيئة فوضت المكتب السياسى أو التنفيذي فى متابعة الموقف واتخاذ الموقف المناسب بالتنسيق مع أطراف جبهة الإنقاذ..حزب النور كان مقررا ان يجتمع الأحد (24 فبراير) لكى يقررهو الآخر ما إذا كان سيشارك أو يقاطع، وإن كانت هناك تسريبات تقول بالمشاركة. الحقيقة انه كما ان قرار الدكتور مرسى كان متعجلا، فإن رد فعل أطراف المعاضة كان هو الآخر متعجلا..كنت أتصور ألا تصدر تصريحات من حمدين صباحى أو الدكتور البرادعى، كل على انفراد، وان يتمهلا حتى يجتمعا مع الأطراف الأخرى للجبهة لمناقشة الأمر فيما بين الجميع من كل نواحيه، ثم يخرجون الى الرأي العام بقرار واضح ومحدد له أسانيده وأدلته..بل كنا نرجو ان يسارع كل طرف بالاجتماع مع الهيئة التى تمثل حزبه (كما فعل الوفد) قبل الاجتماع الموسع الذى يضم كل الأطراف، حتى يكون القرار الصادر مؤسسيا..فهكذا تكون الديمقراطية. فى تصورى، سوف يعمد الإخوان الى احد طريقين..الأول هو محاولة عقد اتفاقات مع بعض الأحزاب الصغيرة، كى يبدو الإخوان وكأنهم غير منعزلين من ناحية، وحتى يقللوا من حجم المعارضة الممثلة فى جبهة الإنقاذ من ناحية ثانية..الثانى هو محاولة شق صف الجبهة نفسها، بهدف إضعافها والتقليل من تاثيرها، وذلك بعقد اتفاقات مع بعض أطرافها. اعتقد ان جبهة الإنقاذ إذا استطاعت ان تلملم شتاتها، وتجمع أوراقها وتصدر قرارا واحدا، اما بالمشاركة أو بالمقاطعة، فسوف يكون لذلك اثره الفاعل..فى حالة المشاركة ربما تجمع عددا لابأس به من المقاعد، وبذلك يمكن ان تكون معارضا قويا للحرية والعدالة..فى حالة المقاطعة، سوف تزداد حدة الاستقطاب، مما يؤثر سلبا على المناخ السياسى العام. تبقى هناك حالة الارتباك فى السياسة التى يتبعها الدكتور مرسى، والتى تحتاج الى مراجعة..إذ لا توجد رؤية استراتيجية لديه، أو لدى جماعة الإخوان..يكفى قرار إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول الذى اتخذه بالنسبة لمدن القناة، وكيف خرج الشعب فى هذه المدن ليعلن رفضه لهذا القرار، ليعدل الرئيس بعدها بوقت قصير فى قراره..يكفى حالة العصيان المدنى فى مدينة بورسعيد، وهو ما جعل الرئيس يقرر صرف 400 مليون جنيه لها، ثم اعداد مشروع قانون فى مجلس الشورى بإعادة بورسعيد مدينة حرة..دكتور مرسى: ما هكذا تورد الإبل!!