[email protected] في بداية العام 2007 كانت الصحافة العربية مشغولة بتقرير الصحفي الأمريكي سيمور هيرش عن خطة (إعادة توجيه) السياسة الأمريكية نحو العداء مع الشيعة بدلا من التيار السلفي وقطعا بدلا من أمريكا وإسرائيل. وحسب التقرير فقد قامت إدارة جورج بوش، عبر دبلوماسيتها العامة وعملياتها السرية، بإجراء تحول مهم في إستراتيجيتها في الشرق الأوسط. «إعادة التوجيه»، قادت نحو مواجهة مفتوحة مع إيران وبعض أجزاء المنطقة، دافعةً إياها باتجاه نزاع طائفي متّسع بين الشيعة والسنة. وبهدف تقويض إيران، ذات الغالبية الشيعية، قررت إدارة بوش إعادة ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط. ففي لبنان، تعاونت الإدارة مع الحكومة السعودية، في عمليات سرية تهدف لإضعاف حزب الله. كما شاركت في عمليات تستهدف إيران وحليفتها سوريا. وكانت إحدى نتائج تلك النشاطات دعم المجموعات المتطرفة التي تعتنق رؤية عسكرية للإسلام وهي متعاطفة مع القاعدة. ونقل التقرير عن وليد جنبلاط الذي ناقش مع نائب الرئيس ديك تشيني في واشنطن إمكانية تقويض نظام بشار الأسد. وقد نصح جنبلاط وزملاؤه نائب الرئيس الأمريكي بأنه إذا حاولت الولاياتالمتحدة التحرك ضد سوريا، فإن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين هم «الأشخاص الذين سيتم التحدث إليهم»، على حد قول جنبلاط. الآن نرى بأم أعيننا أن ما كتب قبل خمس سنوات يتحقق في أرض الواقع ونرى من يدعون الغيرة على الإسلام وهم ينفذون بضمير ميت كل ما ورد في الخطة الأمريكية الجهنمية المسماة بإعادة التوجيه. رأينا بأم أعيننا الفيلد مارشال محمد عمارة ممتشقا سيف الفتنة بعد استلامه قيادة تنظيم القاعدة فرع الأزهر، ممسكا خريطة (إعادة التوجيه) منفذا كل بنودها، مرتديا رابطة العنق لزوم التمويه وإثبات إمكانية الجمع بين الأصالة والمعاصرة، أصالة تبدأ من نجدة ونافع بن الأزرق وتنتهي بابن لادن والظواهري وبينهما (أصالة نصري)!!. رأينا الكثير من وسائل الإعلام تصرخ وتنبح وتنفخ في كير الفتنة لئلا تسأم أمهم أمريكا وتترك الساحة قبل أن تجهز على ما تبقى من وجودنا وكرامتنا. بلغت أمريكا الآن نهاية الشوط في مغامرتها الفاشلة المسماة (إعادة التوجيه) وها هي تعد العدة لتراجعها الاستراتيجي من المنطقة تاركة أصحاب الفخامة والأصالة عمارة ونصري لمصيرهم المجهول حيث من المتعين علينا أن نبدأ عملية (إعادة التكوين). إنها حتمية لازمة بدأت معالمها تلوح في الأفق.