«حب إيه اللى انت جاى تقول عليه.. انت عارف قبل معنى الحب إيه».. هكذا شدت كوكب الشرق أم كلثوم بواحدة من أجمل أغانيها عن الحب واصفة العلاقة المثلى التي ينبغى أن تربط بين الحبيب ومحبوبته، لكنّ مطربى الأغنية الشعبية وأغانى المهرجانات كان لهم رأيٌ آخر في معنى الحب يتماشى مع تطور الزمن وشيوع ثقافة «التوك توك» وصل إلى الحد الذي غنى فيه أحدهم لمحبوبته قائلا: «هاتى بوسة يابت» و«بحبك يا حمار» وما بين زمن أم كلثوم وعصر مطربى المهرجانات مساحة زمنية قصيرة تكشف مدى الاضمحلال الذي وصل إليه الفن في التعبير عن المشاعر الرقيقة. فقد رحل سيد درويش بعدما تغنى بكلمات يونس القاضي؛ فقال عن الحب: «أنا هويت وانتهيت.. وليه بقى لوم العزول ؟!.. يحب إنى أقول ياريت..الحب ده عنى يزول.. مادمت انا بهجره ارتضيت.. خلى بقى اللى يقول يقول.. أنا وحبيبى في الغرام.. مافيش كده ولا في المنام.. أحبة حتى في الخصام.. وبعده عنى ياناس حرام.. مادمت انا بهجره ارتضيت.. منى على الدنيا السلام»، ورحل معه الصوت العذب والكلمات الرقيقة والمعانى السامية. وأصبح التعبير عن الحب هكذا «هاتى بوسة يا بت..هاتى حتة يا بت..دا حبيبى لابس برنيطة..ومعلق في رقبته شريطة.. وبياكل حتة شكلاتة.. وبيشرب مانجة بشفاطة.. كنت زمان انا وانت في جنة.. كان الوقت يمر ثواني.. إيه فرقنا وبعد بنا.. إيه نسانا أحلى أماني.. أستاذ في الشياكة.. أستاذ في الدلع.. موتنى يا ناس بشياكة.. وسابنى مرمى وخلع.. شاممونى بصلة اغمى عليا.. مقدرتش أقف على رجليا.. الوسادة الخالية تعبت منى يا غالية».. وأهو ده اللى صار!!!! ولا يمكن الحديث عن الأغنية العاطفية دون الحديث عن كوكب الشرق أم كلثوم رمز الحب والوفاء والعطاء، والتي أطربتنا بأغنية «حب إيه» من كلمات عبدالوهاب محمد، وألحان بليغ حمدي؛ فقالت «حب إيه اللى انت جاى تقول عليه..انت عارف قبل معنى الحب إيه..لما تتكلم عليه.. حب إيه اللى انت جاى تقول عليه.. انت ما بينك وبين الحب دنيا.. دنيا ما تطولها ولا حتى فخيالك أما نفس الحب عندى حاجة تانية.. حاجة أغلى من حياتى ومن جمالك.. انت فين والحب فين.. ظالمه ليه دايمًا معاك..ده انت لو حبيت يومين..كان هواك خلاك ملاك»، هذا كان معنى الحب عام 1960. وكان للديك رأى آخر في الحب وهو ما أطلعه علينا الفنان محمد سعد في فيلم اللمبى عام 2002، فقال: «الليل ياليل ياليل ياليلى اااااااه.. صوصوصو.. بيتك بيتك بيتك.. صوصوصووووو.. كوكو كوكو كوكو.. حب إيه اللى انت جاى تقول عليه.. انت عارف قبل معنى الحب إيه.. حب إيه اللى انت جاى تقول عليه.. انت عارف قبل معنى الحب إيه.. انت فين والحب فين.. ظالمه ليه دايمًا معاك..هش هش ياديك الفرخة دى مش ليك.. انت لو حبيت يومين.. كان هواك خلاك ملاك.. يلا يلا يلا صلى على النبى يالمبىىىى فرح ابنك ياما اللمبى بيتجوز». وعندما أرادت الفنانة شادية أن تعبر عن حبها للفنان كمال الشناوى فيلم «قلوب العذارى» عام 1958، غنت «أول لقانا كان هنا.. وكان هوانا وحبنا..فات اللى فات والذكريات..لسة هنا..وهنا وهنا وكمان هنا..القلب إيه هيصبره.. وحبيبى إيه هيفكره.. وفين يادنيا الحب فين..وهجيب زمان معاه منين..أيام ماكنا عصفورين..وانت علينا حنينة..فات اللى فات والذكريات..لسة هنا..وهنا وهنا وكمان هنا..قبل الفراق كنا سوي..اتنين وثالثنا الهوي..يانسمة روحى كلميه..على اللى عايشة..وحدى ليه..هاتيه معاك وفكريه». أما أمينة فقررت أن تركب الحنطور وهو ما أعلنته في أغنية «هركب الحنطور واتحنطر»، «هركب الحنطور واتحنطر..وهنركب بالدور كلنا ع الحنطور..ونجيب حمص بالشطة.. وكمان نلبس برانيط.. ونلعب حطة يابطة.. ونطنط تنطيت.. وحبيبى حيسرح بيا.. واقعد اسبله بعيني.. وكمان يمسكلى أيديا.. قال إيه الواد بيعديني». أطربتنا نجاة الصغيرة بقصيدة «أيظن»عام 1960، والتي ألفها نزار قبانى ولحنها محمد عبد الوهاب، وهى أول قصيدة تلحن لنزار قباني؛ فقالت من خلالها: «أيظن أنى لعبة بيديه.. أنا لا أفكر بالرجوع إليه..اليوم عاد كان شيئًا لم يكن.. وبراءة الأطفال في عينيه ليقول لى إنى رفيقة دربه..وباننى الحب الوحيد لديه..حمل الزهور إليّ كيف أردّه..وصبايا مرسومٌ على شفتيه.. ما عدت أذكر والحرائق في دمي.. كيف التجات إلى زنديه..خبات رأسى عنده كانني..طفل أعادوه إلى أبويه..حتى فساتينى التي أهملتها.. فَرِحت به.. رقصت على قدميه..سامحته وسألت عن أخباره..وبكيت ساعات على كتفيه..ودون أن أدرى تركت له يدي..لتنام كالعصفور بين يديه..ونسيت حقدى كله في لحظة..من قال إنى قد حقدت عليه..كم قلت إنى غير عائدة له..ورجعت ما أحلى الرجوع إليه». وهو ما اعترض عليه عماد بعرور ومى عز الدين؛ فقررا أن يغنيا أيظن ولكن في ثوبها الجديد، ومن الواضح أن الثوب كان «local» إلى حد كبير،»أيظن..انى هلعب بيه..ايظن..مش هسأل فيه.. اه يا ناري.. اه يا ناري.. أصله مولع ناري.. أضحك على دى البت.. تعالي.. وأنا أوريك الويل..بالحلوة هنحلي..واعملك الللي..سسسسيد..سيد يا سيد». وكان للحب معناه الراقى عند موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وهو ما أوضحه في أغنيته الرائعة «عاشق الروح»؛ فقال:»ليه ليه يا عين ليلى طال..ليه ليه يا عين دمعى سال..ليه عيونى حبايبى ليه هجرونى..ليه يناموا وانتى تصحى يا عيونى ليه ليه..يا ليلى عينى اشتكت من طول سهادى ياليل..وكف أيدى اتملت من دمع عينى ياليل..وكام من فجر صحيته وصحانى على عهودى..وحتى العين في غفلتها بتصحى دموعها في خدودى..تسبح في الفضا شاغل شغلنى عن حطب عودى..وهبت وجودى علشانه وعمرى ما عشت لوجودى..ضحيت هنايا فداه.....اشهد عليه يا ليل..وهعيش على ذكراه..اشهد عليه يا ليل..هايم على دنياه زى الضحى والليل..يا ليل..وكل دا وانتا مش دارى يا ناسينى وانا جنبك..حاولت كتير ابوح واشكى واقرب شكوتى منك.. لقيتك في السما عالى وانا في الأرض مش طايلك..حضنت الشكوى في قلبى وفطمت روحى على املك..عشقت الحب في معبد بنيته بروحى وكيانى..وخليت الأمل راهب مالوش عندى أمل تانى..أنور شمعتى لغيرى ونارها كاوية أحضانى..وابيع روحى فدى روحى...وأنا راضى بحرمانى..وعشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى». وكان التطور غير الطبيعى لأغنية «عاشق الروح» لعبدالوهاب هي أغنية «حلاوة روح» لحكيم، «ياللى تحب الجمال الحلو حلو الروح في ناس جميلة اوى وعايشة حلاوة روح..وبإيه يفيد الجمال لو عيشت بيه مجروح..اوعى الجمال يغرك أو تنخدع فيه.. أصل الجمال لو غرك يكويك ب نار لياليه.. ده مهما كان الجمال مسيرة بكرا يروح..ده عشق الجسد مش دايم لكن اللى دايم حلاوة روح.. أنا اللى كان شاغلنى واللى كان ألمنى..اديتهم كل حاجة وهما استغنوا عنى..هما استغنوا عنى..هما استغنوا عنى..بكرة الأيام تبين..مين قاسى ومين حنين.. وساعتها تعرفوني.. لما الأيام تبين..عايم والموجه عالية..والموج عالى عليا.. بتشيل وتحط فيا.. الكل جاى عليا أنا إلى عشت ليهم..وكنت بخاف عليهم.. نسونى حتى اسمي.. مش هبقى خلاص عليهم.. أنا إلى بكره هبقى». والأمثلة كثيرة ومتشعبة للدلالة على الحال الذي وصلت إليه الأغنية العاطفية المصرية.