سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«العشق الحرام» في قصور الرئاسة.. «إدوارد» تنازل عن حكم الإمبراطورية العظمى بحثا عن رضا الحبيبة.. فرانسوا هولاند وجولى غاييه «الغرام السرى للرئيس».. وكليوباترا وضحيتها أنطونيو
«إذا أومأ الحب إليكم فاتبعوه وإن كان وعر المسالك زلق المنحدر، وإذا بسط عليكم جناحيه فسلموا له القياد وإن جرحكم سيفه المستور بين قوادمه» هكذا سطر جبران خليل جبران في سفره الخالد «النبي» واصفًا الحب بتلك النار الخالدة أبدية الإشراق، نفثة الروح التي نسمو بها فوق الزمان والمكان والتاريخ، بل إن الأبدية لا تبقى على هذه الأرض إلا الحب لأنه مثلها؛ فالأبدية لا يمكن أن تكون شيئا سوى المحبة والرحمة، إن الحب لا يعطى إلا لذاته ولا يأخذ إلا من ذاته، والحب لا يملك ولا يملكه أحد فهو مكتف بذاته وفى عالم النور وحده يتألق الحب. لا توجد سواتر يتمترس خلفها الحكام والملوك ليحولوا بينهم وبين الوقوع في شغف من أحبوا، بل إن التاريخ مليء بقصص كان أبطالها ملوكًا يخضعون الناس لسلطانهم فأخضعهم الحب لسلطانه ومنهم من تنازل عن تاج الملك ليكلل بعشق محبوبته مكتفيًا بها عن الصولجان، مستغنيًا بها عن العالمين، خاضعًا لجبروت كيوبيد، ليقول للخلق أجمعين: إنى أملك قلبًا عاشقًا كقلوبكم فدعوا الملام واتركونى مع من أحب، وفى السطور التالية نرصد لكم بعض من أحبوا وتركوا خلفهم ملكا يزول مقابل عشق أفنوا ذواتهم بين رحابه الواسعة. سمبسون.. ابتسامة من الحبوبة تكفى ربما ضاع في واحة النسيان اسم من سبقوه واسم من جاءوا بعده في حكم مملكة كانت لا تغيب عنها الشمس، أما هو ورغم أنه لم يكمل عاما في حكم إنجلترا إلا أن اسمه ظل سابحًا في نهر الخلود لا لشيء سوى أنه عشق وخير بين عشقه وإمبراطورية تترامى في أطراف الأرض فاختار ابتسامة حبيبته، إنه الملك الإنجليزى إدوارد الثامن الذي تعلق قلبه ب«واليس سمبسون» تلك المطلقة الأمريكية التي تكبره بعامين، وخير بين البقاء في السلطة والحكم وبين حبها، فقرر الفوز بقلبها والتضحية بعرش بريطانيا العظمى. حينما وُضِع أمام الاختيار بينها وبين العرش. وأعلن إدوارد تخلّيه عن منصبه في خطبة ألقاها في 11 ديسمبر عام 1936، مقرّرًا البقاء مع حبيبته، ومؤكّدًا لجميع المواطنين البريطانيين أن حُبّه لتلك المرأة هو السبب الوحيد في قراره، حتى سُمّى ب «الملك العاشق». وفى 20 يناير 1936 بدأت ترتيبات الزواج من الملك، لكن كان من المستحيل أن يتزوج الملك بمطلّقة، باعتباره راعى الكنيسة الإنجليزية، ليطالب رئيس الوزراء البريطانى الملك بالاختيار بين العرش والزواج بتلك المرأة، لتكون إجابته: «إن العرش لا يعنى شيئًا بالنسبة لى دون وجود واليس إلى جانبى»، معتبرًا أن ابتسامتها تكفى، وإثر قراره واختياره هذا وقّع وثيقة التخلّى عن العرش في 10 ديسمبر 1936، وأعلن زواجه بحبيبته في الثالث من يونيو 1937. جولي.. في عينيك تسكن جنتي اعتبرها البعض فضيحة ترفرف بجناحيها فوق قصر الإليزيه وظل الجميع يتهامس في ردهات القصر وخارجه عن علاقة قد تطيح برئيس منتخب للجمهورية الفرنسية، وبعد أن واصل عمود الدخان انتشاره وكاد يلمس عنان السماء لم يجد بدًا من الكشف عن النار التي تعتمل في قلبه معلنًا: نعم أنا أحبها وفى عينيها تسكن جنتي. فلقد كشفت مجلة المشاهير الفرنسية «كلوسر» عن علاقة تربط الرئيس فرانسوا هولاند مع الممثلة جولى غاييه في ملف من 7 صفحات يحوى صورا عن العلاقة بين رئيس الدولة والممثلة المعروفة. وتصدرت غلاف المجلة صورة للرئيس تحت عنوان عريض: «فرانسوا هولاند وجولى غاييه.. الغرام السرى للرئيس». وكتبت المجلة: «قرابة رأس السنة انضم الرئيس مرتديًا خوذة على دراجته النارية إلى الممثلة في منزلها، حيث اعتاد الرئيس قضاء الليل». وطرحت المجلة مسألة أمن الرئيس، موضحة أنه كان «برفقة حارس شخصى واحد يحفظ سر هذه اللقاءات مع الممثلة ويجلب لهما حتى الكرواسون». وردًا على ذلك، أعلن فرانسوا هولاند في بداية الأمر أنه يعتزم ملاحقة المجلة قضائيًا منددًا ب«انتهاك حياته الخاصة». وفى بيان تلاه أحد المقربين منه، وأصدره باسمه الشخصى وليس بصفته رئيسًا للجمهورية، أعرب هولاند عن «أسفه الشديد لهذا الانتهاك للحياة الخاصة التي تمثل حقًا له مثل أي مواطن آخر». وكانت جولى غاييه «41 عامًا» رفعت شكوى إلى نيابة باريس في نهاية مارس 2013، لتحديد المسئولين عن شائعات سرت على الإنترنت وأفادت بارتباطها بعلاقة مع هولاند الذي يكبرها بثمانية عشر عاما. وبدأت علاقتهما في 2012 حينما شاركت جولى في شريط إعلانى في حملة فرانسو هولاند الانتخابية وصفته حينها فيه بأنه رجل «متواضع ورائع وينصت فعلًا إلى الآخرين». وفور نشر الخبر وتعاظمه توالت ردود الفعل الغاضبة لاقتحام حياة الرئيس الخاصة، معتبرين أن قلبه ملكه فقط وليس ملك الفرنسيين وأن قصر الإليزيه وكأنه على موعد مع رؤساء عاشقين، ملمحين إلى علاقات جاك شيراك وساركوزى الرئيسين السابقين. كليوباترا.. وضحية قلبها ولأن التاريخ يكتبه المنتصرون فقد تم تشويه صورة كليوباترا وإطلاق كل صفات الخلاعة والمجون على ملكة لم يكن لها ذنب سوى أنها عشقت إلا أن صراعات القصور حالت بينها وبين من تحب. كليوباترا هي آخر الحكام البطالمة في مصر، وقد تفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة والطموح. واعتلت العرش وحكمت مصر لنحو عشرين عاما. ووفق القانون المصرى، فإنها تزوجت بطليموس الثالث عشر؛ ثم أحست بأن ذلك الزواج يعيق مخططاتها السياسية. اتهمت، بعد ثلاث سنوات من الحكم، بأنها تحاول الاستيلاء على العرش والاستئثار به؛ ففرت إلى الصحراء الشرقية وجمعت جيشا من العرب آملة في مهاجمة الإسكندرية والاستيلاء على الحكم. وحاول يوليوس قيصر، الذي دخل الإسكندرية، إنهاء الخلاف بين كليوباترا وبطليموس. تسللت كليوباترا خلف خطوط جيش أخيها، واختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى قيصر؛ وعندما دخل الرجل إلى القصر، ظهرت هي من البساط. ونشأت علاقة لقيصر معها، وافقت تطلعات كليوباترا أيضا؛ للاستيلاء على العرش. وقرر قيصر أن تشارك كليوباترا أخاها الحكم؛ كما أوصى والدهما. واعترض بطليموس وحارب قيصر، ولكنه أغرق في النهاية. عقدت كليوباترا اتفاقا مع قيصر تعلن بموجبه في مصر زواجها به، وأن يعلن هو الخبر في روما؛ عندما يصبح إمبراطورا هناك. وأنجبت كليوباترا طفلا من قيصر وسجلت على جدران معبد أرمنت بأن قيصر عاشرها في هيئة آمون رع؛ وهو ما جعلها زوجة شرعية لقيصر، في عيون المصريين. وانتقلت عندها إلى روما، انتظارا لليوم الذي يصبح قيصر فيه إمبراطورا ويعلن زواجهما رسميا؛ فتصبح هي بالتالى شريكة له في عرش الإمبراطورية الرومانية. لكن الجمهوريين ضجوا من طموحات قيصر وقضوا عليه في شهر مارس من عام 44 ق.م. وعادت كليوباترا إلى مصر. ثم انتصر أعوان قيصر بقيادة مارك أنطونيو وأوكتافيان (المسمى أيضا بأوغسطس) في خريف عام 42 ق.م. واستدعى أنطونيو، الذي آل إليه الجزء الشرقى من الإمبراطورية الرومانية، كليوباترا إلى صقلية لكى يقنعها بألا تقف مع أعوان قيصر. وسحرت كليوباترا أنطونيو، وعادت إلى الإسكندرية؛ واثقة بأنه سوف يتبعها، وهذا بالضبط ما فعله. وقضى أنطونيو خريف عام 41-40 ق.م. في متعة مع كليوباترا التي نجحت في تحويل ذهنه إلى الإسكندرية، وبعيدا عن روما. ولكن أنطونيو أسرع عائدا إلى روما، نتيجة للأحداث الدرامية هناك؛ وتزوج بأوكتافيا شقيقة أوغسطس. وبقى بعيدا عن كليوباترا؛ إلى أن خرج للإشراف على حملته في الشام. عندها استدعى أنطونيو كليوباترا وأعلن زواجه بها واعترف بأبوته لتوءم أنجبتهما منه. وعاد من حملته منتصرا وأقام احتفالات بالإسكندرية. وأقلق الرومان أن أنطونيو أراد أن يجعل الإسكندرية عاصمة للإمبراطورية الرومانية. وسرعان ما أعلنت كليوباترا «ملكة الملكات»، ووزعت الولاياتالشرقية للإمبراطورية الرومانية بينها وبين طفليها من أنطونيو. ورأت كليوباترا نفسها إمبراطورة للمرة الثانية؛ وكل ما تبقى لتحقيق ذلك هو أن يطيح أنطونيو بأوغسطس. ولكن أنطونيو هزم في عام 31 ق.م. وفر الاثنان إلى الإسكندرية. قبل دخول أوغسطس إلى الإسكندرية قتل أنطونيو نفسه، واختبأت كليوباترا بمقبرتها في الحى الملكى بالإسكندرية؛ حيث كان قصرها الشهير، وقد احتفظت بكنوزها جميعا في المقبرة. وهددت بأن تضرم النار في المقبرة؛ فتقتل بذلك نفسها وتدمر الكنوز؛ ومعها أحلام روما وفى النهاية وفرت كليوباترا على نفسها الحرج وقتلت نفسها.