كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة من بعد منتصف الليل.. عندما استيقظ أهالى منطقة الطريق الأبيض بأرض اللواء فى الجيزة، على صوت صراخ صادر من أحد المنازل.. هرع البعض الى مصدر الصوت، فوجدوا جارهم «سيد عوض» يبكى بشكل هيستيرى، وهو يردد: «ابنى قتل بنتى وضيع العائلة كلها».. بعد لحظات خرج ابنه «وليد» ويداه ملطختان بالدماء.. وبصوت قوى صرخ فى الجميع: « قتلت اختى.. غسلت عارى بيدى بعد ان فرطت فى شرفها ووضعت رأسى فى التراب».. ثم وجه حديثه لوالده المنهار قائلا: « لماذا تبكى؟.. هى تستحق القتل.. الآن ارفع رأسك وافخر بابنك».. ثم فر هاربا فى لحظات.. بعد دقائق معدودة امتلأ المكان برجال المباحث، وعلى رأسهم المقدم محمد امين رئيس مباحث العجوزة، الذى أشرف على نقل الجثة الى المشرحة بسيارة الإسعاف، بعد أن أجرى المعاينة اللازمة لمسرح الجريمة.. ثم اصطحب الأب الى قسم الشرطة، للتحقيق فى ملابسات واسباب الحادث.. محقق «فيتو» هو الآخر انتقل الى قسم الشرطة، وهناك التقى بوالد القاتل والقتيلة، واستمع منه الى تفاصيل مثيرة يرويها فى السطور التالية: قال الرجل وهو يغالب دموعه: « انا السبب.. فقد أهملت أبنائى وتفرغت لشهواتى ونزواتى.. وها هى النتيجة.. ابنة قتيلة وابن قاتل.. وعار لن يمحوه الزمن».. قاطعه متسائلا: « ماذا حدث بالضبط؟».. مسح الرجل دموعه واستطرد: « بعد وفاة زوجتى الأولى بأيام قليلة.. تزوجت من امرأة أخرى فى عمر اولادى دون مراعاة لأبنائى الأربعة – 3 اولاد وبنت واحدة- اهتممت بزوجتى الجديدة، ونسيت ابنائى خصوصا شيماء، التى كبرت وأصبحت شابة مكتملة الأنوثة.. وبسبب الغيرة بدأت زوجتى توغر صدرى تجاهها.. ثم حرضتنى على تزويجها من احد اقاربنا، رغم ان شيماء اعترضت بشدة عليه.. وأمام إصرارى تزوجته، وبعد فترة قصيرة عادت الى المنزل وصممت على الطلاق.. لم اهتم بمشكلتها، وتركتها تواجه أزمتها منفردة.. لم تحتمل مضايقات زوجتى وهربت من المنزل.. بحثت عنها فى كل مكان الى ان عثرت عليها فى شقة مستأجرة بالشيخ زايد.. وفاجأتنى بأنها تزوجت من احد الاشخاص، وطلقت منه بعد أسبوع واحد من الزواج، وانه استأجر لها الشقة التى تقيم فيها بمفردها.. عدت بها الى منزلى فى أرض اللواء، وتجددت المشاكل بينها وبين زوجتى، وكثر كلام الناس عن سوء سلوكها، وتعدد لقاءاتها غير المشروعة مع الرجال». صمت الرجل قليلا ثم أضاف: «بعد يومين من عودتها خرجت مع ابنة عمتها بحجة إجراء اختبار حمل، ولكنها لم تعد وذهبت الى شقتها فى الشيخ زايد.. غضب شقيقها «وليد» بشدة، وأسرع اليها وعاد بها مرة اخرى.. فى المساء نشبت مشاجرة عنيفة بينهما.. دخلت شيماء الى حجرتها واستغرقت فى النوم.. أما وليد فلم يعرف النعاس طريقا الى جفنيه.. خرج الى المطبخ وأحضر سكينا حادا، واقتحم حجرة شقيقته.. دون تردد انهال عليها طعنا فأحدث بها إصابات أودت بحياتها.. استيقظت على صوت صراخها وهرعت الى حجرتها لأجدها جثة وسط بركة دماء». اما القاتل «وليد» 31 عربجي فقد اعترف بجريمته للمحقق قائلا بكلمات حاسمة: « لست نادما على قتل شيماء.. فهى تستحق القتل الف مرة.. وخير لى ان اموت مشنوقا ولا اعيش ذليلا «.