اندهش الساسة والعامة من قول رئيس إن لديه ولدى جماعته تسجيلات لأعداء الثورة، واندهشوا اكثر لأن واحدا من جماعته قال إن شباب الجماعة لديهم تسجيلات.. وسوف يستخدمونها فى الوقت المناسب، والحقيقة أننى على عادتى لم ولن اندهش ممايفعله مرسى، لأن الرجل لايزال غير مقتنع أنه رئيس دولة، ويعتقد أنه تبوأ مكانه كرئيس عصابة، والفرق بين الاثنين بمساحة الفرق بين مصر الحلوة، ومصر التي يقوم علي صناعتها الآن جماعة الإخوان المحظورة. حتي لايتصور البعض أني أهين الرئيس، وبالتالي يجب القبض عليّ دون محاكمة، وحتى لايعتقد البعض أني أنازعه الولاية بعد البيعة فيحق قتلى، فإني أوضح الأمر ليكون جليا لا لبس فيه، ولا غموض، فالرجل الذى وصل إلى الرئاسة، وفق انتخابات مشكوك فى صحتها، ولاتزال رهن تحقيق، لم يتصور بعد أن الله من عليه بهذا المنصب الرفيع، لدرجة ان مواطنا مصريا ألف نكتة بعد فوزه بالرئاسة مشيرا فيها إلى أن مرسى عندما وجد تشريفة الشرطة قفز راكبا البوكس !! هذا التصور الساخر ليس بعيدا عن شخصية الرجل، فلايزال حتي حينه لايصدق أنه رئيس مصر ورئيس كل المصريين، لذلك يتصرف وكأنه رئيس عصابة، وحتي لايفهمني أحد على نحو خاطئ، فإني أحيل كل الخبثاء إلى قاموس المعانى، الذي شرح معني كلمة عصابة، فالعصابة جمع من الناس، أو الجيران، أو الطير، ويقال عصابة الخيل، وهى تعنى مجموعة الخيول، ولأنه بشر سوىّ مثلنا، فإن المعني الذى أقصده بعيدا عن الظن، أنه لايزال يعتقد أنه رئيس جماعة من الناس، ولتكن جماعة الإخوان المحظورة، وهو المعنى الأكثر دقة إذ أن كلمة عصابة إذا ماوضعت في مصطلح «حرب عصابات» فإنها تعنى : حرب تقوم بها جماعات غير منظمة ضد محتل أو غاصب !!. ومرسى كرئيس دولة، لابد أن يحرص على كل مواطن فيها، المسلم، والمسيحى، يحرص على السلفى مثلما يحرص على الإخواني، والليبرالى، واليسارى، والناصرى، أما حينما يميل لتيار بعينه، أو لجماعة بعينها، فإنه بذلك يمارس مايجب أن يمارسه رئيس جماعة من الناس، فيتحول من رئيس دولة، إلى رئيس عصابة أي جماعة بعينها. ومرسى عندما يقول إنه يمتلك تسجيلات لأعداء الثورة- رغم أن جماعته التي ينتمى إليها هى أشد أعداء الثورة - وعندما يخرج واحد من نفس الجماعة التى ربته ليقول نفس الكلام، إذن نحن أمام عصابة، وأمام رئيس عصابة، أى رئيس مجموعة تمارس ما لا يمكن أن تمارسه الدولة، أو رئيس الدولة، ورئيس الدولة في علم السياسة حديثا، لو مارس التجسس، أو قال ماقاله مرسى، فإن عزله يصبح واجبا، ولعل فضيحة ووترجيت الأمريكية أقرب مثل علي مانقول، أما لو كان رئيس الدولة واليا، أو أميرا فى حكم إسلامى، ومارس التجسس، فإنه يكون بذلك قد خالف نص القرآن الكريم، الذى نهي عن ذلك فى سورة الحجرات الآية رقم21 » يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ» صدق الله العظيم وحتي نتفادي أن يكون محمد مرسى قد ارتكب جريمة التجسس التى نهى عنها المولى عز وجل، فإنه ليس أمامنا إلا ان نعتبر سيادته رئيس عصابة الإخوان المسلمين، وليس رئيس دولة مصر، وعصابة الإخوان هنا تعني جماعة، ورئيس العصابة هنا أيضا تعنى رئيس جماعة من الناس، ربما يجد مرسى نفسه في موقف حرج أمام رئيس العصابة الأصلى، ويدعى الأستاذ الدكتور محمد بديع، وبالتالى فإننا ندعوهما إلى إجراء انتخابات داخل عصابتهما، أو جماعتهما ليكون منها رئيس، ونائب رئيس، وبذلك تكون فكرة التسجيلات تهمة موجهة إلى رئيس عصابة، وليس إلى رئيس دولة !!