الصراع بين خيرت الشاطر- نائب مرشدالإخوان المسلمين- والرئيس محمد مرسى تحول فى الفترة الأخيرة إلى صراع مؤسسات وكيانات فبعد نجاح الشاطر فى الإطاحة برجال مرسى داخل حزب الحرية والعدالة، وعلى رأسهم عصام العريان وتصعيد (الكتاتنى)، حيث أخذ الصراع بين الرجلين منحي آخر وبدأ كلاهما يستخدم ما في يده من مؤسسات لتوجيه الضربات لمنافسه، فالأول يستغل الحزب لتحقيق أحلامه في إبعاد الرئيس والثاني يستغل مؤسسات الدولة للقضاء علي نائب المرشد. شهدت الايام الأخيرة حالة من التوتر بين الجماعة والحزب، خصوصا بعد استشعار قيادات الإخوان بالخطر الذى يهدد بقائهم على عروشهم، فكان القرار عودة سيادة الجماعة على الحزب، وبدأ المشهد الآن لينذر بقرب تفكك الجماعة التي باتت تحتضر بفضل الصراعات داخلها! المصادر من داخل الحزب الحزب أكدت أن وجود العريان داخل الحرية والعدالة أصبح صوريا فلا توكل له أى مهام ولا يأخذ رأيه فى شيء، والأكثر من ذلك أن الايام المقبلة سوف تشهد الاطاحة بالدكتور محمد البلتاجى- أمين الحزب بالقاهرة وأحد المساندين للعريان والمحسوبين عليه. قيادات مكتب إرشاد الجماعة شعروا بالقلق على مستقبلهم بعد فتح الباب لدخول غير الإخوان للحزب، والذين وصلت نسبتهم فى القاهر،ة حسب تأكيدات البلتاجى الى 50%من نسبة الأعضاء بينهم أقباط. وأسباب القلق بحسب المصدر أن هذه الشريحة بعد مرور ثلاث سنوات على انضمامها للحزب ستتحول من منتسب إلى عضو عامل له حق التصويت فى الانتخابات، والأخطر من ذلك أن يكون له الحق فى تقديم طعون على نتيجة أى انتخابات تجرى فى الحزب، حتى وإذا كانت على منصب رئيس الحزب. أيضاً كشف المصدر عن صدور توصيات من مكتب الإرشاد بضرورة سيطرة شيوخ الجماعة على الحزب مرة أخرى، وغلق باب انضمام أعضاء للحزب من غير أبناء الجماعة أو أن يصبح الأمر فى أضيق الحدود. وبدأ رجال الجماعة فى الحزب فى تنفيذ المخطط، وظهر ذلك فى انتخابات الأمانة العامه للحزب بالجيزة، التى فاز بها الدكتور حلمى الجزار- عضو مجلس شورى الجماعة- على الرغم من أنه غير متفرغ لمهام المنصب، فى الوقت الذى كان يوجد فيه مرشحين آخرين متفرغين، ويحظون بتأييد كبير من الأعضاء، مثل محمد زيدان، الذى حصل على 88 صوتا وكانت جميع المؤشرات تؤكد فوزه بأمانة الجيزة إلا أن تعليمات مكتب الإرشاد جاءت بالتصويت للجزار فحصل على 300 صوت بنسبة 68%من اجمالى الاصوات. فيما وصل صراع »الشاطر« و»مرسى« إلى نفق مظلم، وتحول الصراع بين حزب الحرية والعدالة بقيادة »الكتاتنى« حليف الشاطر، ومؤسسة الرئاسة التى يسيطر عليها أيضا رجال الشاطر وجميعهم يعملون على إحراج الرئيس، إذ أصدر الشاطر تعليمات مباشرة للكتاتنى لاصدار بيان رسمى عن الحزب يرفض فيه قرار غلق المحلات بعدالعاشرة مساء، كخطوة تصعيدية أولى ضد مؤسسة الرئاسة والحكومة وإحراجهم أمام الرأى العام مما أغضب الرئيس. وكشف الخبر عن أن الرئيس استطاع كسب ولاء جهة أمنية سيادية موالية له، وساعدته فى رد الصفعة للشاطر عن طريق تسريب معلومات لوسائل الإعلام عن لقاء الشاطر، ونجله برجال أعمال أتراك وفتح صالة كبار الزوار بالمطار لهم واستقبالهم رسميا مما أثار غضب الشاطر.