البابا في المؤتمر المشترك مع بطريرك الكنيسة الإثيوبية: علاقتنا بالكنيسة قوية واسم مصر وإثيوبيا مذكوران بالكتب المقدسة.. والأنبا متياس يدعو تواضروس لزيارة بلاده.. 5 اتفاقيات لتعزيز العلاقات

عقد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مؤتمرا صحفيا مشتركا بينه وبين البطريرك متياس الأول، بطريرك الكنيسة الإثيوبية، بالمركز الإعلامي بالكاتدرائية المرقسية.
وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية، إن زيارة متياس الأول هامة على المستوى الوطنى والترابط الكنسي بين مصر وإثيوبيا، فمنذ قرابة 16 قرنا هناك تواصل بين الكنيستين.
وأضاف المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة، أن الزيارة كانت حافلة، بدأت باستقبال البابا للبطريرك متياس باحتفال في الكاتدرائية، وتخللها زيارة الرئيس السيسي والتقى الدكتور الطيب، كما زار أديرة مارمينا والأنبا مقار والأنبا بيشوى وزار الأمير تادرس ومارجرجس بمصر القديمة للراهبات، وأيضا المعالم السياحية والأثرية.
وكان المؤتمر تأخر قرابة الساعة ونصف عن الانعقاد، نظرًا لتأخر بطريرك إثيوبيا في القدوم من زيارة الدكتور أحمد الطيب بمشيخة الأزهر.
ورحب البابا بالبطريرك متياس الأول بطريرك إثيوبيا والأساقفة وسفير إثيوبيا بالقاهرة محمود دريدري خلال المؤتمر.
علاقة قوية بين مصر وإثيوبيا
وقال البابا خلال كلمته بالمركز الإعلامي للكنيسة القبطية بالكاتدرائية: "إن علاقتنا مع الكنيسة الإثيوبية قوية جدا وأقوى علاقة لنا خارج مصر معها، ويربط بيننا الكثير، فاسم مصر وإثيوبيا مذكور في الكتب المقدسة ولنا تاريخ مسيحي ورهباني مشترك".
وأضاف البابا، أن نهر النيل يجمعنا، وأعجبني كثيرا في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي قول قداسة البطريرك متياس الأول أنه بالإنجيل مذكور ما جمعه الله لا يفرقه إنسان، وكأنه يتحدث عن مصر وإثيوبيا وارتباطهما بنهر النيل".
وتابع بأن زيارة بطريرك إثيوبيا بركة وإضافة للعلاقات القوية التي تربط الشعبين المصري والإثيوبي، وتربط التاريخ، وأود أن أذكر أن علاقاتنا القوية بين الكنيسة الإثيوبية جعلنا الأنبا بيمن مسئولًا عن العلاقات مع الكنيسة الإثيوبية".
وعاد ليرحب بالزيارة، قائلا: "إن الكنيسة المصرية الوطنية في علاقتها تخدم الوطن والكنيسة والشعب من خلال مشروعات التنمية التي نتبناها في إثيوبيا، وككلمة ختامية أظن هذه الزيارة ستضيف دفعة قوية للعلاقات الإثيوبية المصرية على كل المستويات الكنسية والوطنية والمجتمعية.
علاقة خدمية
وتابع البابا: "إن علاقتنا بالكنيسة الإثيوبية ليست دينية فقط، بل خدمية أيضا نقدمها لبلادنا في أفريقيا، مثل إقامة مصانع الأدوية والمستشفيات والخدمة الاجتماعية ورعاية الفقراء والمحتاجين، فهى جهود كنسية محدودة، ولكن تضاف لجهود مصر التي تقدمها بمحبة للكثير من الدول".
ودعا المصريين المتواجدين بمصر والخارج لإقامة مشروعات لهما بأرض إثيوبيا، من استصلاح أراضٍ أو مصانع أو ما شابه ذلك.
وأعرب البابا خلال كلمته بالمؤتمر المشترك له ولبطريرك إثيوبيا بالكاتدرائية، عن تمنية الترابط القوى بين الكنائس الأرثوذكسية في العالم، موضحا أن هناك 15 كنيسة أرثوذكسية في العالم.
وأضاف أن زيارات الوفد الشعبى الإثيوبي والمصرى صنعت جسورا بين البلدين، خاصة في ظل الفكر الجديد الذي يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة المسئولة، مؤكدًا أن الكنيستين الإثيوبية والقبطية لهما دور في العلاقة بين البلدين فإنهما القوى الناعمة، وإنما دور كل أحد هو التشجيع على الحوار والتفاهم والإعلام والكنيسة والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، فالجميع يهيئ جوًا للتفاهم بين الجميع.
وأكد البابا أن الحوار يستطيع حل المشكلات، فهناك ثقافة الحوار وأخرى ثقافة الجدار، وهناك ثقافة الشجار، ونحن الآن في مرحلة قوية من مراحل الحوار.
دعوة لزيارة إثيوبيا
ودعا الأنبا متياس الأول بطريرك إثيوبيا، البابا تواضروس لزيارة إثيوبيا، بالتزامن مع عيد الصليب المقرر له 27 سبتمبر، نظرا لمكانته الروحية فإن الشعب الإثيوبي ينتظره بكل ود ومحبة.
وقال الأب متياس الأول بطريرك إثيوبيا، خلال كملته بالمؤتمر المشترك الذي عقده البابا تواضروس الثانى وبطريرك إثيوبيا، إن ما رأيناه بالقاهرة والإسكندرية من الأماكن التي زرناها أبهرنا، من حياة رهبانية وأماكن مقدسة منها دير القديس مقاريوس والأنبا بيشوى.
وأضاف أننا شاهدنا التراث الأصيل الذي لا مثيل له، ونحن سعداء وأجرينا حديثا مثمرا مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأيضا في زيارتنا للمكتبات شاهدنا الحفاظ على التراث القديم بالتكنولوجيا الحديثة من حيث ترميم الكتب القديمة والمخطوطات، فمثلا الأهرامات؛ نحتار أن نقول هي من عمل الإنسان فهى عمل جبار، وفى إثيوبيا هناك تراث وكنائس مثل كنيسة محفورة من حجر في صخر واحد.
وتابع الأنبا متياس: "خلال زيارتى لمصر عادت بى الذاكرة لإثويبا للتراث العريق الإثيوبى، كل هذه الآثار دلالات لعراقة شعبينا واستغربنا كثيرا عندما سمعنا أن الأهرامات تعود لأربعة آلاف وستمائة عام، لا شك أن كل ذلك يدل عى عراقة هذين الشعبين الإثيوبي والمصري ونحتاج إلى جهودنا معا لنحافظ على استمرارية هذه العلاقة العريقة".
لا فرق بين النيل وسد النهضة
وقال متياس الأول: "إننا لا نفرق بين نهر النيل وسد النهضة، فالعلاقات التي ظلت سنوات طويلة فيما يتعلق بهمزة الوصل بين مصر وإثيوبيا نهر النيل سوف تستمر ونريد لها أن تستمر"، لافتًا إلى أن لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي كان حديثا اتسم بمجمل العلاقة بين البلدين، ولم يتطرق لأشياء خاصة.
وأضاف: "إنني أردت كثيرا زيارة مصر في وقت سابق، ولم يتسن ذلك نظرًا لانشغالات بالعمل الرعوي بالكنيسة الإثيوبية، وعندما قرر الله جئنا للزيارة، ولا علاقة لتأخيرها بما يحدث بمصر لأن رجال الدين لا يخافون هذه الأشياء، في إشارة لمؤتمر الرئيس المعزول محمد مرسي الذي حمل تهديدًا لإثيوبيا".
وحول سؤال عن ارتدائه زيا مشابها للبابا عكس ملبس البطريرك الإثيوبي الراحل باولوس، قال: "إنه لا يريد الاختلاف عن الآباء الذين أحبهم، وإنه كان يرتدي زيا أسود قبل رسامته بطريركًا، وظل هكذا بعد توليه الكنيسة الإثيوبية"، وعقب البابا تواضروس، بأن الزي الأسود هو الأصل وما كان سابقًا فكان الاستثناء.
5 اتفاقيات
وقال محمد الدرديرى، سفير إثيوبيا في مصر، إن هناك لجنة ثلاثية للتفاوض حول سد النهضة، لن تتفاوض عبر الإعلام وفكرة اللجنة إثيوبية، وخلال الفترة السابقة بدأت العلاقات تتحسن، لذا يجب أن نترك ما للخبراء للخبراء، وما للسياسيين للسياسيين، واللجنة تقوم بدورها".
وأضاف سفير إثيوبيا خلال المؤتمر الصحفى للبابا تواضروس والأنبا متياس الأول بالكاتدرائية، أن المرحلة الحالية وقعنا على خمس اتفاقيات تتعلق بتعزيز التجارة والتعليم والصحة وقضايا المرأة وتقوية القدرات الدبلوماسية وتبادل الخبرات في مجال الشباب الدبوماسي، وهناك زيارات متبادلة ولقاءات متكررة.