" إلى "المجنون " المُلَقب رجلًا أنا الآن.. الآن أتحسس وجهك بأصابعي الدقيقة و أُعيرك أقرب فراشاتي وأروعها و أُدين لك بنصف "شاعريتى " وترنيمة سلام ؛ تحبو قُرب قلبي في بلاغة ! الآن أنا أُجيد الرقص تحت المطر و التباهى بأكبر قطعة ثلجية سقطت على رأسي المُختَل ! الآن أنا أتحدث لأنف ذلك التمثال البرونزي وكأنه أنت أُلقي عليه رسالتى الألف و يقهقه بعد سماع تلك الأمنية المكتوبة في سطرها الأخير أمنيتى كانت تقول أن يُمطرك الله جنونًا مُضاعفًا فأنا أذوب حُبًا في تلك المَلكَة الخارجة على كل مألوف " " أيها "المجنون " الواضح كنور تشطره قضبان النافذة تتمشى كالقشعريرة في أوصالي يبدو وجهي أكثر بلاهه كلما فكرتُ فيك وأطفق أردد لنفسي: أحبه.. أحبه أتظننى أُبالغ ؟ أتعاطى حبوب النفاق الأكثر استهلاكًا ؟ أمدحك شِعرًا كى أبدو مُدهشة وحسب " ؟! " يا سيدى عليكَ أن تعلم أنه قد بلغ بي حُبك حد الهذيان أصبحتُ أُقَدس ظِلك وجلستك وغناءك وتلك التنهيدة المُفَعمة حُبًا باتت كقضائي المحتوم ! و حنينى الذي تجاوز مُخيلتى المتواضعة مُخيلتى الفقيرة جعلتنى رهنًا لهواجسي تَلتَبس على الأسماء والأرقام والشوارع ! و أصبحت الطُرقات المُبَللة وحدها.. وحدها من تقودنى اليك ". أعرف أنه من الحَمَق ألا أتدثر في قصيدتك الليلة لكنى آثرت "أذى البرودة " على أن أُبَعثر أفكارك في داخلي ! هاهى جارتنا ؛ تُلَملم رسالاتى كل يوم تلك التي تفترش صفحة الطريق يتزاحم بعضها ويلتصق بعضها بالآخر و يموت بعضها بين يد الآخر ! رسالاتى التي تُقبِل مع الفجر وتستدير مع الشمس أسكب بين سطورها "روحي " عن عَمَد أُسرف فيها من الشوق ما يكفي للم شمل قارات العالم الواسعة ". " في حوزتى الآن "قلبك " ؛ لا أنوى به شيئًا سيئًا وكيف ذلك ؟ و أنا مَن اجتزتُ العُمر ركضًا كي أعثر عليه ؟! ألاطف أحزانه و أتأدب في حضرتها و أقترض من السماء "سر السعادة " و أدسه فيه على إيقاع تلك الأنفاس "النورانية " ؛ أُعَرف نفسي على نفسي و أقفل صدري على أشعارك لحظاتى المسروقة باتت "قانونية " ! و مسالكى للهناء لم تعد أمنية ". " بالله عليك قُل لي مَن يلقاكَ دون أن يُرَتب قلبه كما يليق بتعاليم البَهجة ؟! ومَن يراكَ ولا ينفض عن كاهله كل سنينه المُتعَبة ؟ ومَن يَلفه غرامك دون أن تتآكل صحته دون أن يعلم ؟ ياسيدى خراب أنت للمنطق ! فأى منطق يُفَسر وجودك هو في الحقيقة بدون منطق. و أي بؤس هذا الذي أغرقتُ فيه نفسي بقربي منك " ؟! " يا أيها "المجنون " المُلَقب رجلًا هل لي إخبارك أن الجاذبية لا تستقيم من دونك ؟! و أن جريمة الحب لا تترك أثرها المؤلم بقلبي كلما ارتسمت على ملامحي هيئتك وأنت تحتضن "صوتى " بأعلى الأفق ؟! مجنوني الصادق يا نهمي الذي لا يرتوى يا من تَربت على كَتف الزمن كى يهدأ ويمضى ! ليتك تعلم أنك كَون ؛ ترتاح على كَتفه النجمات ليتك تعلم أن بسمتك انتصار للفَرح وأن الجميع يركض وراءك لكى تضحك الجميع يشتاق لمُعانقة الطبيعة سيدى