يبدو أنني وجدتُ ضالتي في الهروب.. من واقعِأضحي هلاميا ..إلا من النكد وقلة الضمير.. قس على ذلك يا سيدي كل الحوارات والأحاديث.والمقالات والمتاريس.. وما صرنا فيه أكبر دليل...فإن أحببت أن تهرب معي فبها ونعمت.. اهرب ثم عد على الأقل سيداعبُ قلبك الحنين................. أنا العثمانُ سيدتي..فمن تكونين؟ لن تهرب منى بعد الآن كلماتي.. أو تنزوى حروف ألحانى بعدما صار اسمُك لحنا ..ترددُه أيام عمرى ويلتحف به وجداني فلماذا تهربين منى؟ بعدما أشعلت رهافتُك بريق سماواتي إياكِ أن تفعليها سيدتى أتختفين؟..ثم أخبريني: ماذا أفعل حين تغيبين ويختفى من كونى الحنين..أيضيعُ صوتٍ يشيعُ فى نفسي الشجن الجميل.. أم ألعوبةً صار عقلى لديكِ أتتمايلين به.. وتتراقصين ..فلا تزيفيه الجمال سيدتى بعدما تغنى بحبٍ جميل.. فكيف يتحول قلبُك كرعديد أُدرك أنك لكل الناس تحبين.. ثم تلعقين دماء حبى بلا وازعٍ من ضمير.. ليته قلبُكِ من العاشقين.. أأنتِ لعذابى تستعذبين ..أم تصنفينى ..كمجنون ليلى .. ثم مهلا..ألا تتذكرين.. قد كان صوتك..يوقظ داخلى عناقيد حبٍ يمتص رحيقها.. قلبٌ عليل ..لماذا الآن تتلونين ..وتتلاعبين وتقولين: الحب مرضٌ وجنون..أتّدعين بالزيفِ قبحَ الشجر أم تقتلعين بذورَ الشروق ..الحبُ سيدتى سرُ الوجود أيصبحُ الكونُ كله غروب..لا جنسا أريدُ ولا تقبيل بل حبُ يحتوى منى كيانا حزين.. يطفئُ ما اشتعل من لهيبٍ ويطويني حنين.. قلبٌ هدّه الشوقُ وأضناهُ الأنين.. .. ألا تفهمين لا أخشاه غَرقِى.. ولا يعنينى قولُكِ أحبُك.. أو مجنون آلاتٌ ندورُ بداخلها.. مثل فلكٍ طريد.. كأننا طيرُ جارحٌ يتوهُ فى الدروب..أبحثُ عن أمانٍ لا تهزمه السنون .. فهل أنت مثلى.. أم تُراكِ مازلتِ تتلاعبين؟ ِأمن الحورِ أنت... أم فى الجسور تقطنين.. كحيةٍ تسعى بين الصخور...... لماذا دوما تُبدين فى قالبٍ ..مستدير.. غير مستقيم أنزلتُكِ حومة المجد..فمابالكِ لا تتحدثين....... كأنّك ضحيةٌ تخشى النسور..بل تبتزين كلماتى فى سوق نخاسةٍ قديم..أو إن شئتِ سوق الرقيق تعلّمى الآن سيدتى من شيخٍ مثلى وقور..تعلّمى معنى الوقارِ من جديد..وكيف تكتبين وتفرحين علّمتُها نساء قبلكِ سنين.. فهل تستطيعين نحت الكلمات على الصخور.. أم تراك لزخرفِ الدنيا تنحتين................ أنا الأستاذ سيدتى وآهٍ لو تعلمين.. دون تزييف وتجميل................ هل تبلغين ما فوق الأربعين مثلى.. أم مازلتِ وراء الجسور تختبئين بعدما صار صوتك كسجنٍ كبير.. يحوى الغموض كزماننا التعيس لفظكِ قلبى.. وقتلتُ الحنين.. وما لمثلي سوى الأنين ورجوع أحلامى أضحي..شيئا بعيدا لا أبتغيه لن يطول وجدى مع الذكرى.. أبدا لن يزيد أشعلتُه لكِ كى تتعلمى..كيف ترسمين لوحةً أو تكتبين من جديد..سأُزلزل قلبَكِ العنيد ببعض كلماتٍ يحوطُ بها..شىءٌ من نكرانٍ وجحود نامى الآن سيدتى نامى ككل الوجود................ قد أوشكت شمسُكِ أن تغيب ولم يعد هناك بريق انطفأ الآن بريقُكِ واندثر اللهيب لهيبٌ..لم يمطر سوى ضوضاءٍ وضجيج تماما كعالمكِ الذى تعيشين أنا العثمانُ سيدتى فمن تكونين؟ يلفٌنى الكبرياءُ لفاً ويغذى قلبى السحابُ المطير ويملأ الأكوان كلها.... جمالا ورونقا وعبير... فمن تكونين ? [email protected]