اليتم فى مدينة الغريب كأنه دجاجة تبيض ذهبا ما يجعل خروجه من الاقفاص مستحيلا، هكذا هو الحال فى محافظة السويس الأبية التى قاوم ابناؤها الاحتلال وفشلوا فى مقاومة بعض المسئولين عن دور الايتام والذين حولوها لمشروعات خاصة تدر عليهم ارباحا شهرية تفوق الخيال! عشرات من ذوى القلوب الرحيمة وهؤلاء الذين يكتب لهم أن يروا أبناء من فلذات اكبادهم على الأرض يمشون يتوافدون على دور الايتام ومكتب الشئون الاجتماعية طلبا لتبنى ورعاية بعض الأطفال غير أن التسويف والتأجيل هو الرد الوحيد لكن ما خفى كان أعظم. أحمد عبد العاطي، موظف بشركة غزل ونسيج اصطحب شقيقه محمد والذى لا ينجب إلى إحدى دور الايتام بغرض تبنى أحد الأطفال خاصة وأن حالته المادية ميسورة ولديه الكثير من الممتلكات ويريد أن ينتفع بها بعض من هؤلاء المساكين لكن محاولاتهما باءت بالفشل. القصة وما فيها يرويها عبد المعطى فيقول: على مدار ستة أشهر ترددنا على الملجأ وكل يوم كان الموظفون يتقاذفوننا فيما بينهم ورغم احضارنا لكل الأوراق والمستندات المطلوبة إلا أننا لم نأخذ حقا ولا باطلا من مسئولى الدار، وعندما طفح بنا الكيل عرفنا السبب حيث مالت إحدى الموظفات على وقالت إن هناك العديد من الطلبات المقدمة للدار من أجل التبنى ثم صاحت «أنتوا عايزين تخدوا العيال ونقعد أحنا فى البيت». زينب محمود، حالة أخرى وشاهد عيان على ما يحدث داخل دور الأيتام بالسويس وعلى لسانها تأتى التفاصيل: أعمل مديرة بإحدى شركات البترول، حرمت من الانجاب وتقدم بى العمر فقررت أن اتبنى طفلا فذهبت إلى دار ايتام بالقرب منى وتقدمت بطلب رسمى وما يفيد من أوراق رسمية تدل على اهليتى وقدرتى بأن اتحمل مسئولية تبنى طفل، لكن الأمر استغرق أكثر من سبعة أشهر وفى النهاية خاب أملى وعدت بخفى حنين دون معرفة السبب. مضيفة ما قد يكشف بعضا من ملامح اللغز تقول السيدة زينب: تقدمت بعدة شكاوى لأكثر من مسئول وعلى رأسهم المحافظ شخصيا لكنى لم أجد ردا، لكنى علمت من أحد الموظفين بالدار أن الأموال التى يحصلون عليها من حصيلة صندوق التبرعات الخاص بالدار وكذلك ما ترسله وزارة الشئون الاجتماعية - 05 ألف جنيه شهريا لكل دار- هو السبب، فمسئولو العديد من دور الايتام يخشون قبول طلبات التبنى التى تقدر بمئات الطلبات فينقطع عنهم مصدر الرزق! الأخطر فى قصة الايتام والملاجئ ما ساقه مصدر طبى يعمل بالتفتيش الصحى على دور الايتام بأن الكثير من الأمراض تهدد نزلاء تلك الدور وعلى رأسها الجدرى والدفتيريا والتينية والحمى والأمراض الجلدية وذلك بسبب الاهمال وعدم إجراء الكشف الصحى الدورى على الأطفال وعلاجهم وخاصة وأن بعضا منهم يتم استخدامه فى أعمال تسول تدر على بعض الدور ثرواث طائلة يتقاسمها العاملون عليها!