"ديفيد".. تجربة "مادونا" الأولى إعداد: رضوى كمال قضية مغنية البوب والممثلة الأمريكية الشهيرة "مادونا" المتعلقة بطلبها تبني طفلة من مالاوي تثير جدلا واسعا داخل البلد الإفريقي الذي انقسم ما بين مؤيد ومساند للنجمة باعتبارها فرصة للطفلة قد تمكنها من حياة أفضل، ومعارض لطلبها خشية من استغلال ذلك في الاتجار بالأطفال. ويزيد من حدة الجدل محاولة الإجابة على السؤال لماذا تصر النجمة الشهيرة البالغة من العمر 50 عاما، والتي تعد من أكثر المغنيات غنى - حيث حققت مبيعات ألبوماتها 200 مليون دولار- على تبني الطفلة الإفريقية، خاصة وأنها ليست المرة الأولى بين "مادونا" ومالاوي؟! علما بأن لديها طفلين من زوجها السابق المخرج "جاي ريتشي"، هما الابنة "لورد" البالغة 13 عاما، والابن "روكو" البالغ 9 أعوام، حيث تتحمل "مادونا" مسئولية تربيتهما وحدها بعد طلاقها. "مادونا" والطفلة "ميرسي" قضية "مادونا" تنظر في الاستئناف في 4 من مايو/ أيار 2009. بعد أن رفض القاضي أوائل أبريل/ نيسان 2009 عملية التبني، حيث لم تتوفر الشروط القانونية في النجمة الأمريكية التي لم تقم في ماالاوي لمدة 18 شهرا على الأقل وفقا للقانون، الذي يرفض تبني الأطفال من قبل غير المواطنين إلا إذا أقاموا في مالاوي بين 18 و24 شهرا. ومن أسباب رفض طلب التبني أيضا أن مادونا لا تلبي متطلبات الإقامة الأساسية للأسر التي تتبنى الأطفال. وحذر القاضي في حكمه من تبني المشاهير للأطفال، خشية من أن يؤدي ذلك إلى الاتجار في الأطفال. ومن المقرر أن ينظر 3 قضاة من محكمة الاستئناف العليا في مالاوي قضية "مادونا" دون أن تحضر الجلسة، حيث تنظر القضايا المتعلقة بالأطفال داخل قاعة مغلقه ولا تكون الجلسات علنية. "مادونا" تحمل الطفلة "ميرسي" التي ترغب في تبنيها مغنية البوب "مادونا" تشعر بالإحباط لرفض المحكمة تبنيها للطفلة، حتى أنها توقفت عن تناول الطعام وممارسة الرياضة، ولم تستطع السيطرة على مشاعرها أثناء وجودها في الأماكن العامة. ويشعر أصدقاؤها بالقلق عليها خاصة مع تدهور حالتها الصحية بسبب حزنها. ولقي قرار المحكمة قبول الكثيرين الذين قالوا إن السلطات قد منحت "مادونا" معاملة خاصة، بعد إعلان حكومة مالاوي مساندتها لتبني الطفلة، وتصريحات وزير الإعلام التي قال فيها إن مادونا أم جيدة ترعى أكثر من 25 ألف يتيم، كما تخطط مؤسسة مادونا الخيرية لبناء مدرسة للفتيات في البلاد. وقد ساندت وزارة الطفل النجمة الشهيرة في قضيتها. جاء ترحيب عدد من المسئولين في الحكومة بعض مواطني مالاوي بتبني "مادونا" للطفلة، اعتمادا على أن هذا قد يتيح للطفلة فرصة في حياة أفضل لن تتوفر لها إلا بالتبني. في المقابل، يبرر المعارضون لعملية التبني موقفهم بأن الأطفال ينشئون بشكل أفضل داخل مجتمعاتهم، وعلى المشاهير المهتمين بالأطفال أن يقدموا المساعدة والدعم لكل الأطفال دون تمييز بينهم باختيار طفل بعينه. "ديفيد".. تجربة "مادونا" الأولى لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتبنى فيها "مادونا" طفلا، حيث سبق لها أن تبنت في عام 2006 الطفل "ديفيد" الذي كان يبلغ من العمر عاما، وذلك عندما سافرت إلى مالاوي لتصوير فيلم تسجيلي عن الفقر والإيدز في البلاد، بالإضافة إلى المساعدة في بناء ملجأ، وحينئذ تأثرت النجمة الأمريكية بوضع الأطفال والصعوبات التي يواجهونها. "مادونا" تحمل طفلها الذي تبنته من مالاوي "ديفيد" وقالت مادونا إنها تأثرت عندما رأت "ديفيد" يعاني من الالتهاب الرئوي بعد شفائه من الملاريا والسل وقررت أن تتبناه. وأثار هذا التبني الأول الكثير من الجدل وقتئذ. ووجهت الكثير من التهم ل"مادونا" بأنها استخدمت شهرتها وأموالها لتسريع عملية تبنى الطفل. وقالت مجموعات حقوق الإنسان في مالاوي إن "مادونا" تبرعت بحوالي 1.7 مليون دولار للملجأ الذي كان "ديفيد" يعيش فيه، للتحايل على قوانين التبني في البلاد. كما أسست في العام نفسه بالتعاون مع مايكل بيرج مؤسسة "دعم مالاوي" للمساعدة في وضع حد للفقر، وما يواجهه الأيتام والأطفال الفقراء من معاناة في البلاد – ويقدر عددهم بنحو 2 مليون – حيث توفر المؤسسة لهؤلاء الأطفال الغذاء والملبس والمأوى والتعليم والرعاية الصحية.