تأمل حركة بيجيدا الألمانية المناهضة للإسلام، والتي تثير معارضة متزايدة لدى مؤيدي مجتمع منفتح ومتسامح، في الاستفادة من هجمات باريس لكي تزيد أعداد مؤيديها، لكن الحركة تلقى أيضا معارضة متزايدة من قبل مؤيدي التعايش والتسامح. ومنذ أكتوبر 2014 تحشد بيجيدا "وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب" كل يوم اثنين متظاهرين ضد الإسلام وطالبي اللجوء، حيث زادت أعداد المشاركين من 500 شخص في أول مسيرة في 20 أكتوبر 2014 إلى عشرة آلاف في مطلع ديسمبر من نفس العام، وصولا إلى 18 ألفا يوم الإثنين الماضي. وفي مساء يوم الإثنين الماضي وفي التظاهرة ال12 في عاصمة مقاطعة ساكسونيا، دعا المنظمون إلى توجيه تحية "لضحايا الإرهاب في باريس" ودعوا مناصريهم إلى وضع شارة سوداء علامة الحداد، وبعد الهجمات التي أدت إلى مقتل 12 شخصا في مقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة الفرنسية، لم تتأخر بيجيدا في الرد معلنة أن "الإسلاميين الذين تحذر منهم منذ أكثر من 12 أسبوعا أثبتوا اليوم في فرنسا أنهم غير منسجمين مع الديمقراطية بكل بساطة" كما كتبت على صفحتها على فيس بوك. وأضافت بيجيدا أن هؤلاء "يلجأون إلى العنف والموت" و"هل يجب أن ننتظر أن تحصل مثل هذه المأساة في ألمانيا". واعتبر فيرنر باتسيلت أستاذ العلوم السياسية في جامعة دريسدن التقنية أنه من الأرجح أن يتم تجاوز عتبة ال20 ألف متظاهر مساء الإثنين"، مضيفا أن "اعتداء باريس له وقع دون شك في دريسدن وسيعطي حركة بيجيدا تأثيرا أكبر". وفي أماكن أخرى نزل "الوطنيون الأوربيون" إلى الشوارع كما حصل في بون (بوجيدا) أو برلين (بيرجيدا)، ومساء اليوم الإثنين ستشهد لايبزيج أول تظاهرة مؤيدة لبيجيدا، ولهذه التظاهرة رمزية كبرى لأنه من ذلك المكان عام 1989 أدت "تظاهرات الإثنين" إلى سقوط جدار برلين. وتتسع هذه الحركة وصولا إلى أوربا، ففي فيينا من المرتقب تنظيم أول مسيرة بيجيدا في نهاية يناير، وتم إنشاء صفحات على فيس بوك لهذه الغاية في السويد والنرويج، لكن في مواجهة ذلك، يبقى مناهضو بيجيدا أكثر عدديا في ألمانيا حيث جمعت عدة تظاهرات مضادة أعدادا أكبر من الناس. وهكذا تظاهر نحو 35 ألف شخص أول أمس السبت في دريسدن دفاعا عن مجتمع منفتح ومتسامح، ومساء اليوم الإثنين سينزلون مجددا إلى الشارع، وفي برلين سيتظاهر أنصار مجموعة "لا لبيجيدا، لا للعنصرية" بعد الظهر، ودعا وزير العدل الألماني الاشتراكي- الديمقراطي هايكو ماس بيجيدا إلى العدول عن تظاهرة الإثنين معتبرا أن ليس لديها الحق "في استغلال" هجمات باريس، وبعد هذه الهجمات دعت عدة منظمات مسلمة أيضا إلى مسيرة صامتة غدا الثلاثاء في برلين. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل