التقى بكار وحمزاوى بناء على طلب الأول فى مقهى صغير بميدان التحرير.. حمزاوى: إشمعنى وليه هنا بالذات واحنا معروفين والناس ممكن تتلم علينا فى لحظة والميدان دوشة ومش حنعرف نتكلّم زى ما كنا حنتكلم فى أى مكان تانى؟ - بكار: إحنا متراقبين. حمزاوى: من الداخلية ولذا من المخابرات ولّا من مجلس الأمن الوطنى؟ - بكار: إحنا متراقبين من مخابرات الإخوان وجهاز البصاصين بتاعهم. حمزاوى: يا راجل انت بتصدّق الكلام ده، دى إشاعات. - بكار: لأ، دى مش إشاعات دى حقيقة مؤكدة، السيسى اجتمع مع مرسى، وبلّغه بعلمه كل شىء عن التقرير السيادى اللى وصل للجيش عن تحركات الإخوان وأملهم فى نزول ميليشيات إخوانية لمساعدة الداخلية فى قمع المتظاهرين والثوار ضد نظام مرسى ومسلحين وكمان لجان شعبية لحماية موكب مرسى ومقرات حزب الحرية والعدالة، وطبعًا تم الرفض خوفًا من قيام حرب أهلية. حمزاوى: ده قمة الغباء السياسى إن حد يفكر بالشكل ده، أنا من الأول قلت دول لا يصلحون للحكم. - بكار: السيسى بلّغ مرسى كمان أنه على علم بمعسكرات الإخوان اللى بيتم فيها تدريب كوادر من الإخوان على حمل السلاح فى الشرقية وكفر الشيخ، وده مدلوله أن الإخوان بتكون جيش موازى وأن الإشراف على التدريبات بيتم عن طريق عناصر من حركة حماس وإيران. حمزاوى: هى وصلت أن المصرى يستعين بالأجنبى علشان يهاجم أخوه المصرى؟ - بكار: دول مش بيحسبوها كده، دول بيحسبوها بشكل تانى، إن المسلم أيًّا كان بلده لازم يقف مع المسلم قصاد الإنسان غير الملتزم اللى بيرفض حكمهم، حكم دولة الخلافة الراشدة. حمزاوى: الخلافة الراشدة حتة واحدة، دى لا خلافة ولا راشدة، هىّ دى لو كانت راشدة كانت غرقت مصر، دول شوية ناس هَبْلَة، تنظيم عددى مش فكرى، دول قطع شطرنج بيادق بتتحرك فى إيد المرشد عرايس خشب ماريونيت بتتحرك بحبل السيد بديع ماسكة بإيده. - بكار: علشان كده فضلت أننا نتقابل فى مكان همه ما يقدروش يدخلوه وميدان التحرير مكان محرّم عليهم، لأنه ميدان خارج سيطرتهم، يبقى وجودنا فيه أمان لينا وبعيد عن أنظارهم. حمزاوى: وصلك إيه تانى يا بكار؟ - بكار: الإخوان وقيادتها كمان تحت مراقبة المخابرات، لأنها مش مدياها الأمان، والسيسى هدّد بالقبض على المتدربين الإخوان، ومرسى طلب منه إنه يسيبهم وهو حيحلّهم، ده غير إن السيسى طلب من مرسى عدم التعامل مع الثوار بعنف من قبل الداخلية، مما أثار حفيظة مرسى وخلّته يحس إن الجيش عقبة فى طريق أحلام سيادة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وإنه بيتدخل فى الشئون الرئاسية، ومرسى نفسه يتخلص من قيادات الجيش الموجودة ويأخونه علشان يبقى على البلد السلام. حمزاوى: ده بعيد عن دقن مرسى، كله إلا الجيش.. الجيش أعقل وأحكم من كده، دول بيهرجوا وده سفه. - بكار: الإخوان بيحاولوا يستميلوا الجيش، خايفين من أى انقلاب عسكرى عليهم، والشعب بيطلب دلوقتى بعد رفضه حكم العسكر أن الجيش يقوم بانقلاب عسكرى. حمزاوى: طبعًا بعد ما الشعب جرّب وشاف حكم الإخوان قال حقّى برقبتى، وعرف أن الجيش أرحم من الإخوان - بكار: الجيش حيتدخل فى الوقت المناسب، وده أمل مصر كلها، لأن الحكاية زادت عن حدها أوى، والإخوان بهدلوا البلد حمزاوى: يلّا يا بكار مش بإيدنا إننا نسبق الأحداث، بكرة المستخبى يبان ونعرف مصر رايحة لفين. - بكار: رايحة للنور طبعًا. حمزاوى: أى نور يا بكار، نور حزب النور ولا نور الخير؟ - بكار: نور الخير يا حمزاوى، اطّمن أنا ما قصدتش حاجة، يلّا يا حمزاوى. .. وهمّ حمزاوى وبكار بالانصراف على أن يلتقيا الأسبوع المقبل.