التقى بكار وحمزاوى كالعادة فى لقائهما الأسبوعى، ولكنهما قد اتفقا تليفونيا على أن يغيرا المكان الذى اعتادا أن يلتقيا فيه، فقد اقترح بكار أن يلتقيا على مقهى الفيشاوى بالقرب من خان الخليلى وقد حدث.. بكار: إيه رأيك يا حمزاوى مش هنا أحسن، شاى أحمر بالنعناع وشاى أخضر وجو تانى واهه تجديد، شايف يا حمزاوى الأجانب بيحبوا بلدنا ازاى؟ حمزاوى: "مبتسما".. شايف بس دول قلوا أوى، قبل الثورة كانوا أكتر من كده بكتير. بكار: خايفين من الأحداث اللى بتحصل فى مصر ماعادش فيها أمان ياريتنا احنا كمان نحب بلدنا زيهم بس للأسف احنا بنحب نفسنا أكتر. حمزاوى: مش عيب إن الإنسان يحب نفسه بس يحب غيره مع نفسه ويحب بلده كمان ولما يلاقى مصلحته حتتعارض مع مصلحة البلد المفروض يضحى بمصلحته علشان مصلحة البلد لكن مين بيعمل كده؟ بكار: "بخبث" مرسى! حمزاوى: "ضاحكا" إنت بتتريق ولا بتتكلم جد؟ بكار: بتريق طبعا، لو مرسى بص لمصلحة البلد كان قدم استقالته، مرسى أكتر واحد حاسس بفشله بس اللى مخليه مش قادر يعترف بكده الجماعة والحزب وبديع والشاطر وكل الكتيبة دى لأنه من مصلحتها إن مرسى يفضل فى الحكم. حمزاوى: طبعا يا بكار أنا فاهم ده كويس أوى بس همه كده بيفرقوا البلد ويقسموها واحنا واقفين نتفرج، لازم كلنا نكون إيد واحدة، ونتفق على قرار واحد، ويكون لنا عمل واحد، عمل ثورى كبير، الثورة لسه ماخلصتش، الثورة مستمرة بس نتفق. بكار: نفسى يا حمزاوى، أنا أكتر واحد مقتنع إن الجماعة دلوقتى ماكانش هاممها الدين ولا نشره ولا الخلافة الإسلامية، كل اللى شاغلها هو مصالحها الشخصية وبس، بعد سنين العذاب والسجن والاعتقال والتصغير والتحقير والنفور اتغير وضعها ومبقاش سهل إنها ترجع من تانى مطاردة منبوذة مكبوتة عايشة فى الضلمة. حمزاوى: ومين قال إن أى حد هيحكم غيرهم حيعمل معاهم كده؟ حيتعاملوا زى أى فصيل موجود بينا. بكار: الخوف ماليهم والدليل على كده إنهم بيضحوا بأهل الخبرة والكفأة وبيعينوا أهل الجماعة علشان ماحدش ينقلب عليهم، عايزين يأمنوا نفسهم وده ظلم وغبن، البلد كده حتنهار. حمزاوى: لازم يكون فيه حل، مرسى والجماعة مش هيرحلوا بالحجارة والمولوتوف، هيرحلوا باتحاد كل قوى الشعب الشعب بجميع أطيافه وتياراته ووضع حلول بديلة، لازم ننشئ وزارة جديدة ماتكونش من الأحزاب ولا من جبهة الإنقاذ، وزارة يشهد لها بالكفاءة والخبرة ويكون عندها حلول للخروج من الأزمة، الحكومة مش حتلاقى تدفع مرتبات الموظفين كمان شهر وعمالة تطبع فى فلوس وده مش حل. بكار: حكومة مرسى والجماعة بيتعاملوا مع البلد زى حياة الصحابة الأكل يوم بيوم وده ماينفعش دلوقتى. حمزاوى: أنا تعبت من الحكومة ومن المعارضة ومن كل شىء، تعبت من منظر الناس فى الشارع مابقوش مصدقين كلامنا لأنه كلام مايفرقش عن كلام الحكومة فى شىء الناس بقت عايزة فعل، فعل قوى بكار: الدستور لازم يتغير والانتخابات لازم هى كمان تتأجل ولازم يتغير وزير الداخلية والوزارة لازم تنحل ومرسى يتحاسب على قتل المتظاهرين. حمزاوى: ده عين العقل ومرسى لازم يبعد عن الجماعة وينفصل دى جماعة غير شرعية. بكار: أهو ده اللى مش ممكن أبدا مرسى عمره ماحيبيع بديع والشاطر والكتاتنى، ده منهم ده ايدهم اللى حطوها على البلد صعب اللى بتفكر فيه يا حمزاوى وعمره ما يحصل ده من رابع المستحيلات. حمزاوى: أنا خايف يحصل عصيان مدنى زى اللى حصل فى بورسعيد رغم إنه ممكن يكون مؤثر رغم إنى واثق إنه لو حصل حيحاول مرسى يضحك على الشعب بأنصاف الحلول علشان الأزمة تعدى وبعد كده حيكمل اللى اتفقت عليه الجماعة. بكار: الحل يا حمزاوى فى الانتخابات الرئاسية المبكرة حمزاوى: الكلام خدنا ونسيت اسألك مفيش حلم جديد يا بكار؟ بكار: فيه حلم بس غريب، حلمت خير اللهم اجعله خير إنى بقيت توم وجيرى بيجرى ورايا فى فيلم كارتون وقعدنا نناكف فى بعض ونستخبى من بعض. حمزاوى : انت كنت بتلعب مع عيالك يا بكار قبل ما تنام؟ بكار : للأسف كنت على الفيس بشوف إيه اللى بيكتبوه عنى حمزاوى: ماتزعلش نفسك يا بكار من اشتغل بالعمومة تصدق بنصف عرضه، بس خليك ثابت على أفكارك يا بكار وماتخليش أى حد يأثر عليك لأن الاعتراف بالحق فضيلة. بكار: أنا عمرى ماحتغير، المبدأ مابيتجزأش والحق فوق الجميع. حمزاوى يحتضن بكار وينصرفا على أن يلتقيا الأسبوع المقبل فى مقهى الفيشاوى .