Ahmedhilmy123@gmail. فلنكن صرحاءً مع أنفسنا ونقر بأنه ربما لا يوجد بديل حالياً أمام جموع الشعب المصرى من تأييد الإسلاميين سواء من الإخوان أو السلفيين، وإن تجاوزوا حدودهم واستعلوا على الآخرين وأثبتوا عدم صلاحيتهم، فهم يظلون الأقرب إلى مفهومه الشكلى عن الدين وقلبه المرتبط وجدانياً به من جميع الفصائل الوطنية الٍأخرى، بالرغم من أن الإسلاميين لا يلبون طموحه فى زعامة حقيقية تقوده، ولا يحققون رغبته فى شخصية كاريزمية يلتف حولها، يري فيها القوة والقدوة، ويعيد تلك الثقة المفقودة بين الشعب وحاكمه، فلا يوجد خيار آخر أمامهم، ولقد استفاد الإسلاميون من عدم وجود ذلك البديل، فقفزوا إلى صدارة المشهد، لا لقوة فيهم، ولا لقيمة سياسية يمثلونها،ولا لخطة واضحة يدعون إليها فهم لا يتعدون مفاهيم الشكل وحدود الشعارات، وإنما لنجاحهم فى طرح أنفسهم كممثلين للإسلام ذاته تجاه المجتمع . بينما خسر السياسيون الوطنيون، لأنهم راهنوا على الفكر الليبرالى وحده دون توظيف قيم الدين الذى يتغلغل فى نفوس المصريين، بعد أن أصبح ركيزة أساسية وعنواناً مهماً فى الساحة السياسية القائمة، لقد وجهوا خطابهم السياسى لطبقة الأقلية من المثقفين والطبقة الوسطى المتآكلة الضعيفة، بينما علت إرادة أفراد الطبقات الدنيا فى المجتمع تلك التى أثر فيها الفكر السلفى الوهابى الذى توغل فيها من سبعينيات القرن الماضى، ثم تصدرت تلك الجماعات السلفية المشهد السياسى بعد الثورة مع الإخوان بعد صعود وسيطرة تلك الطبقات الدنيا على المجتمع فى الحقبة المباركية، وتلازم مع تقهقر الطبقات الوسطى اقتصادياً وسياسياً .وفى الوقت الذى نشطت فيه قوى السلفيين والإخوان أثناء الثورة فى لمز رموز القوى الوطنية من الليبراليين واتهمتهم بالعلمانية والبعدعن الدين، أهملت تلك القوى عملية التعاطى الفكرى معهم بتبنى فكر إسلامي حقيقى يواجههم، فلا يواجه فكر إلا بفكر، فلم نجد حزباً مصرياً يقوم على فكر ديني مستنير يواجه التعاطى المتخلف والفكر السياسي الحالى المطروح للدين . إن أساس الأزمة التى نعيشها هو سيطرة ذلك المفهوم الشكلى للدين المستولد من مئات السنين العجاف التى سبقتنا، بينما لا نلمس فى ذات الوقت وجود مدارس اجتهادية فاعلة تقوم بتصحيح مفاهيم كثيرة فيه وتستدعى حقيقته الأولى كما أُنزل، وترد على ذلك الفكر الشكلى السلفى والإخوانى بمضمون يستمد من الأصل الواحد الراسخ لا من الفروع المتعددة الواهية