سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«السيارات المصفحة» سر حربي.. «عبد الناصر» لجأ إليها بعد حادث المنشية.. تزويد طاقم حراسة «مبارك» بها عقب محاولة اغتياله بإثيوبيا.. تكلفتها تزيد عن «العادية» ب70 ألف دولار
انتعشت سوق السيارات المضادة للرصاص مدفوعًا بتردي الأوضاع الأمنية وتصاعد حدة الاغتيالات، فبعد ارتفاع المخاطر الأمنية وفشل الحمايات البشرية في حمايتهم، ارتفعت الطلبات على السيارات المصفحة المضادة للرصاص من قبل عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية ورجال المال والأعمال وشخصيات اجتماعية. الأمر الذي أثار جدلًا بينا في الأوساط الأمنية، وحاولنا اقتحام هذا العالم، لنكشف أسراره، من خلال النقاش مع خبراء الأمن، للتطلع إلى الأسباب التي أدت إلى زيادة الإقبال على تلك المصفخات. تجهيزات السيارات المصفحة قال الدكتور سمير على، مسئول بقطاع خدمات ما بعد البيع بإحدى شركات السيارات، أن السيارات المصفحة أضيفت لها بعض التجهيزات لتتحمل نوعًا من الأسلحة بقوة معينة وهذه التجهيزات عادة تتكون من الصلب والزجاج والألياف الصناعية. وأضاف «على» أن معظم الناس تعتقد أن السيارات المصفحة تكون ضد الرصاص واللغم والقنابل اليدوية، وهو إدراك خاطئ، لأن الموضوع أكبر من ذلك فيوجد تجهيزات ضد الغازات السامة، مشيرًا إلى إذا وقع عُطل لأي سيارة مصفحة من الناحية الأمنية يتم إصلاحها في أقل من الثانية، بالإضافة إلى تزويدها بإطارات معينة يمكنها مواصلة السير لمسافة 50 كلم حتى لو اخترقها الرصاص. مميزات السيارات المصفحة وأشار إلى أن هناك مميزات أخرى بالسيارات مثل إطلاق دخان كثيف حتى لا يستطيع أحد ملاحقة السيارة المصفحة وإيجاد حاجز بين السيارة المصفحة والسيارة التي تلاحقها، بالإضافة إلى أن هذه السيارات يوجد بها أجهزة إعاقة وتشويش على أي مصدر خارجي يحاول أن يخترق أجهزتها، مضيفا أن السيارات المصفحة تحتاج لنوع معين من الصيانة وباستمرار، والصيانة تشمل الفرامل والموتور والعفشة لأن الوزن يكون أعلي من أي سيارة عادية ويجب أن يتم لها الصيانة مراكز صيانة أمانة خاصة لو كانت تلك السيارة مملوكة لشخصية هامة، موضحًا أن أسعارها أعلى من سعر السيارة العادية ب 70 ألف دولار وهذا يُعد تكليف تصفيحها. رؤساء مصر وأكد أن مصر بدأت باستخدام السيارات المصفحة في عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" فكانت سيارات "ميسكو فيتش" الروسية، والسيارة "المرسيدس البولمان"، أما الرئيس الراحل "أنور السادات" فكان يعشق سيارات "الفولكس فاجن"، أما الرئيس السابق "حسني مبارك" فسياراته المصفحة كانت من "المرسيدس" وتم تزويد طاقم حراسته بالسيارات المصفحة خاصة بعد "حادث إثيوبيا" ووصلت عدد سياراته المصفحة لأكثر من 30 سيارة. حفظ الأرواح وأكد اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمني، أن السيارات المصفحة ليست رفاهية، بقدر أنها ضرورة لحفظ الأرواح، ولا تقتصر على رجال الأمن، إنما يلجأ اليها أيضا الدبلوماسيون، والشركات الخاصة والإعلاميون. مواصفات التصفيح وأضاف «يعقوب» أن الأفراد العاديون أيضًا يُسمح لهم بامتلاك سيارات مصفحة، حيث بإمكانهم مخاطبة الشركات العالمية، وتزويدهم بالمواصفات التي يرغبون في إلحاقها بسياراتهم، موضحًا أن مواصفات التصفح متعددة، أبرزها أن يكون جسم السيارة والزجاج مقاومًا للرصاص، وتستطيع الإطارات السير لمسافة تصل إلى 15 كيلومترًا. التعرض للاغتيال وأشار إلى أن استخدام مثل هذه السيارات دائما يكون عقب التعرض لحوادث الاغتيالات، "فالملك فاروق" كان يذهب إلى مجلس النواب على عربة خشبية يجرها حصان في أوائل عهده، إلى أن زادت المعارضة فخشى على نفسه من الاغتيال، كما أن الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر" لجأ إلى السيارات المصفحة عقب حادث المنشية، حتى الشخصيات المحببة إلى قلوب الشعب عبر التاريخ، لجأت إلى المصفحات، حيث استخدمها أيضا "مصطفى النحاس" و"سعد زغلول" عقب محاولة اغتيالهما.