مع أن فيلم «أحاسيس» تم عرضه فى مارس 0102 إلا أن صعود الإسلاميين جدد أزمة بطلته اللبنانية «مروي» بمشهد استحمامها، وأيضاً مع منع طلاب بجامعة عين شمس تصوير مشاهد من مسلسل «ذات» رغم موافقة رئيس الجامعة. والسؤال الآن : ماهى حدود العلاقة بين الإبداع والابتزال؟ وهل نحن قادمون علي «حسبة فنية» بعيداً عن مؤسسة الرقابة والأزهر؟ مخرج ومنتج فيلم «أحاسيس» هانى جرجس فوزى قال متعجباً: لا أعرف سر هذه الأزمة المختلقة الآن فى وسائل الإعلام حول مشهد لم يتم عرضه أساساً وقد تم تقديم مثل هذا المشهد فى أفلام كثيرة وأكثر سخونة، مثل «مواطن ومخبر وحرامي» و«كلمنى شكراً» و«حين ميسرة» فظهرت فنانات «تحت الدش» ولا أعرف سر الضوضاء التى نعيشها الآن، فالفن حالة إبداعية ولا يمكن تعيين أستاذ يمسك بالعصا ليقول للمبدع أفعل كذا ولا تفعل كذا، فنحن أكثر وعياً ونضجاً من أن يوجهنا أستاذ لا يعرف قيمة الفن أو الإبداع. كل فن له مذاق وإبداع خاص وفننا العربى يختلف عن أى فن سينمائى بالعالم، هكذا يرى المخرج أحمد البدري، مضيفاً: حرية إبداعنا فى الفن تحددها عاداتنا وتقاليدنا، والحرية ليست «سداح مداح» وما يثار حول مشاهد مروى فى فيلم «أحاسيس» وطرد طلاب لنيلى كريم من الجامعة، كل هذا نتاج طبيعى للحياة السياسية التى نعيشها الآن والخطأ الحقيقى هو كيفية التعبير عن الرفض، وأقول لمن يريدون فرض وصايتهم على الفن: لسنا أقل وطنية منكم وقد بلغنا سن الرشد منذ سنوات طويلة. الناقد طارق الشناوى قال: إذا كان فيلم «أحاسيس» قد حصل على تصريح الرقابة فيجب أن يعاقب الرقيب وليس الممثل أو الممثلة، ومروى ليست نجمة شباك أو نجمة اغراء لأنها لن تكون شيئاً بجانب هند رستم أو تحية كاريوكا التى قدمت فيلم «شباب امرأة» وهو ضمن أهم أفلام السينما المصرية وقدم فناً راقياً ومحترماً. قمت باستخدام مشاهد الاغراء فى فيلم «كباريه» لتقديم شخصيات مختلفة كما استخدمت المشاهد المخلة فى أعمالى للوصول إلى أهداف سامية هكذا يرى المخرج سامح عبد العزيز، مضيفاً: هناك من يرى فيلم «كباريه» عملاً فجاً وآخرون يعتبرونه عملاً أخلاقياً ويجب أن يراعى كل شخص المعايير الأخلاقية فى كل أعماله وهو الأهم من وجود رقيب عليه، والتيارات الإسلامية لن تجبرنى على تغيير مسار تفكيري. رئيس الرقابة على المصنفات الفنية سيد خطاب قاطعاً: الرقابة لن تتأثر بأى جهة سيادية أو تيار دينى لحذف مشاهد قد تخل بالعمل الفني، الرقابة ملتزمة بقانون تطبقه على جميع الأعمال. مضيفاً: سوف نحكم على العمل الفنى بحيادية شديدة والمرحلة القادمة سوف تشهد رقابة مجتمعية، معبراً عن استيائه: ما حدث من طرد نيللى كريم وأبطال مسلسل «ذات» من جامعة عين شمس هو سلوك معيب جداً، فهل تحول الطلاب إلى رقيب لطرد أسرة المسلسل رغم حصول فريق العمل على موافقة رئيس الجامعة، أما بخصوص «مروي» فالرقابة لا تتدخل فى مثل هذه الأمور. مخرج فيلم «ريكلام» على رجب يقول: أثار استيائى تصريح سيد عاطف عضو اللجنة الدينية بمجلس الشعب فهذا النائب الإخوانى يريد إعادة قانون «الحسبة» فتصريحه مريب فهل يمكن لأى شخص منع عمل فنى من التصوير، مؤكداً: الآتى أسوأ، فالإخوان المسلمون «ركبوا» الثورة ونحن الضحية. عضو اللجنة التأسيسية لجبهة «الإبداع» الفنان صبرى فواز يرى وجود خيط رفيع بين حرية الإبداع والابتذال، والفرق بينهما شاسع، فحرية الإبداع لا تعنى المشاهد الساخنة والعرى ولكنها تعنى قيام المبدع بتقديم عمل فنى يعبر عن هموم المجتمع ومشاكله فى بلد له تاريخ وأصول وعادات وتقاليد، لكن من يقولون بمنع «القبلات» فحالتهم متأخرة، ويجب أن يعرضوا أنفسهم على أطباء، مضيفاً: أن قضية «مروي» أثارت ضجة أكثر من اللازم، فهى تساوى «كام» فى سوق الفن، وهى كممثلة من حقها أن تفعل ما تشاء، وعلى المعترض اللجوء للنقابة المسئولة عنها وما حدث فى جامعة عين شمس من طرد أبطال مسلسل «ذات» فمن قام بذلك بلطجية وليسوا طلاباً ويجب أن ينص القانون والدستور على حرية الإبداع حتى يكون الأمر واضحاً للجميع. الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن - عضو جبهة الإبداع- يرى أن ما حدث بجامعة عين شمس موقف خاطئ تماماً، وهو تدخل سافر فى الفن قائلاً: هذا لا ينبأ بأى خير، وكون الجامعة تصبح رقابة فهذا كارثة، ولدينا الكثير من الجهات الرقابية، كالرقابة على المصنفات الفنية والأزهر. مضيفاً: إن تدخل التيارات الإسلامية فى الفن سوف يؤدى إلى خراب الفن.