[email protected] كل التوقعات تشير إلى أن الجولة الأولى من انتخابات رئيس الجمهورية لن تكون حاسمة، وان الحسم سيكون فى الإعادة بين صاحبي أعلى الأصوات.. والتجربة السابقة أثبتت أن الإقبال على التصويت فى الإعادة يقل بشكل ملحوظ، وأن بعض الذين يدلون بأصواتهم فى الجولة الأولى يعزفون عن المشاركة بعد استبعاد مرشحيهم.. ويبقى السؤال عن أصحاب الأصوات الضائعة الذين يشاركون فى الإعادة ولمن ستذهب أصواتهم.. ونحن نرى آن أصحاب تلك الأصوات هم الذين سيحسمون المعركة الانتخابية لصالح أحد الاثنين. وعندما نستعرض أسماء المرشحين الأحد عشر الذين سيخرجون من المنافسة نجد ان معظم مؤيديهم سيحرصون على التصويت لصالح الأقرب إلى مرشحهم المستبعد، لكن المسألة لن تكون بهذا القدر من البساطة لأن معظم الذين سيشاركون لن يجدوا بين المتنافسين الاثنين هذا الشخص المنشود، مما سيدفعهم إلى التصويت لصالح الأقرب إلى فكرهم وانتماءاتهم. ويصل بنا تحليل النتائج المتوقعة لنتائج المرحلة الأولى إلى أن أصحاب تلك الانتماءات لا يشكلون أغلبية حاسمة، خاصة بعد أن تحولت نسبة من الملتزمين بأفكار مسبقة عن اتجاهاتهم بعد أن اكتشفوا تحول أصحاب القيم الأخلاقية عن بعض ما كانوا يلتزمون به، وأن منهم من تنكر لبعض ما كان يلتزم به، بل إن منهم من تورط فى الكذب أو فى الانشغال بفرعيات وجزئيات تتعارض مع فقه الأولويات، وكان الأولى بهم ان يهتموا بأمور الأمن وبالملف الاقتصادى قبل ان يغرقوا فى بحث أمور اجتماعية تدخل فى إطار المهم أو الأقل أهمية، وتركوا ما هو أهم من المسائل الملحة. ونحن نرى ان نسبة كبيرة ممن أعطوا أصواتهم لهؤلاء ستتراجع عن تأييد مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، وان نسبة أخرى منهم ممن لن يتراجعوا عن ذلك سيعزفون عن المشاركة فى جولة الإعادة بعد ان يسقط مرشحهم. وهذا يعنى ان الذين سيشاركون فى جولة الإعادة من أصحاب الأصوات الضائعة سيعطون أصواتهم للمنافس الآخر وسيجدونه الأقدر على إدارة الدولة ما دام لا يتنكر للقيم الدينية التى تسود بين السواد الأعظم من أبناء مصر من مسلمين وأقباط، والتى تفرض نفسها على كل صاحب منصب، مع الالتزام بالنصوص الدستورية التى تدعم هذا الاتجاه. وهذا ما نراه، وما يشكل توقعاتنا التى قد تصيب وقد لا تصيب. ويبقى ان ندعو الله ان يقيض لنا جميعا الأصلح والأقدر، وان يوفر له البطانة الصالحة.. ونسأل الله لنا وله العافية..