أمازالت مصر يأكل بقراتها السمان بقرات كالحات عُجّف ؟ ، وتأكل ثعالبها وأعنابها ويشحذ ابنها ما لا يقوته وعلى الموت في كل يوم يشرف ، وقد تحمل الناس حتى يقوم البرلمان فماذا جنوا غير لغط لا يغني من جوع أو من براثنه ينصف ، لقد شكل البرلمان لجانا لتقصي الحقائق نعدها زرافات ووحدانا جابوا الميادين يمحصون ويدققون ويسألون كل شخص ويعطونه مصحفا كي يحلف ، وأعدوا التقارير يكدسون لأوراقها حتى بلغن فوق المائة ألف ، فما أقالوا رئيس حكومة أو زحزحوا حتى وزيرا ولا نقلوا موظفا مسكينا أو غير موظف ، وما زادوا إلا في « ضغطنا» وفي « سكري» البعض ومن عنده القلب أضحى يستغيث وينزف ، وعندي حكاية تلخص حالنا فاتعظ منها واعلم المستقبل واستشرف : « يحكى أن ولدا يدعى الحق وولدا آخر يدعى الباطل اشتريا حمارا ، وقد كانا لا يستطيعان الركوب عليه مجتمعين ، فاقترح الباطل على الحق اقتراحا رأى فيه الحق إنصافا ، لقد قال الباطل للحق هذا حمار هزيل ولو ركبنا عليه سوية سوف يهلك لذا فأنا أرى أن أركب قليلا على ظهر الحمار وتسير أنت على قدميك بجواري ، ثم أنزل فتركب أنت وأسير أنا وهكذا بالتبادل حتى نصل ، قال له الحق : نعم ما حكمت به يا باطل اركب أنت أولا وعندما تتعب قدماي ترجل لأركب أنا ، سار الحق بجوار الحمار والباطل راكب ظهره هازا قدميه وسار الركب طويلا حتى تعبت قدما الحق وتورمت فقال للباطل لقد التزمت باتفاقنا وقد ركبت أنت واسترحت معظم الطريق فهلا نزلت قليلا كي أركب أنا ، وهنا ظهر وجه الباطل الحقيقي وقال : من قال هذا لقد اتفقنا سوية أن تسير أنت وأركب أنا حتى نصل ، هنا طار صواب الحق وقال له : أبدا هذا لم يحدث إنك لكذاب أشر ، وحتى يفلت الباطل بكذبته وصنعه من بين يدي الحق اقترح عليه اقتراحا آخر قائلا : أنا أعلم يا حق أنك تنسى كثيرا وتخرج عن شعورك ولا تدري ما تفعل في معظم الأحيان وأنا لن أكلمك أو أخاصمك أكثر من هذا ، ولكن هل ترضى بحكم الناس ؟ ، هز الحق رأسه وقال نعم أرضى بحكم الناس وأعمل به فلا يمكن أن يحكم القوم إلا بالحق والإنصاف ، ضحك الباطل ضحكة صفراء لم ينتبه لها الحق ، وسار الركب إلى أن وجدا مجموعة من الناس بادرهم الباطل بعد التحية بقوله : يا قوم أنتم أهل إنصاف وحق ولا تغمطون الناس أشياءهم وقد لمست هذا في وجوهكم السمحة ، فقالوا أحسنت قولا ماذا تريد ؟ ، قال الباطل : استحلفكم بالله يا قوم هل الحق يمشي أم الباطل يمشي ؟ فقال القوم : أعوذ بالله طبعا لابد على الحق أن يمشي ، وهنا قال الباطل للحق أرأيت إنك دائما ما تظلمني وأن الجميع متفقون على أنك لابد أن تمشي وأنا أركب ، حسنا كي لا تشك لحظة أنني ظلمتك سنترك هؤلاء القوم ربما أكون قد اتفقت معهم من خلف ظهرك كما يدور بخلدك الآن مع أنني أراهم لأول مرة في حياتي ولنذهب لقوم آخرين ، وعندما ذهبا لقوم غيرهم بادرهم الباطل قائلا : يا قوم أستحلفكم بالله هل الحق يمشي أم الباطل يمشي ، استهجن القوم قوله وقالوا جميعا أبدا لابد للحق أن يمشي ، وهكذا يحكى أن الباطل مازال راكبا وجاثما على أنفاس العالمين من يومها إلى وقتنا الحاضر ، لذا فإذا ركب الإخوان ، وأذن في البرلمان ، وتركوا دماء الشعب المصري وناقشوا قطع العلاقات مع مجلس شعب الأسد الجبان ، فقد حل الهوان ، وسيظهر « اللهو الخفي» في كل وقت وآن ، يحرق ويقتل ويقض مضاجع المصريين في كل مكان ، فإنه خير مشجب يعلق عليه الفاعل الأصلي الجبان ، كل أفعاله الخسيسة في منتهى « الروقان» ، وستعتزل « أجاثا كريستي» قصصها البوليسية لتكتب قصصا ل « تان تان» ، ولتفصل الحكومة مخابراتها العامة والحربية وأمنها الوطني الذين حاروا جميعا في إيجاد هذا « اللهو الخفي» المدان ، ونقابلكم في الحادثة القادمة إن شاء الله لنبحث أيضا عن «اللهو الخفي» إن ظل أحد منا بعقله سليما ولم يذهب إلى البيمارستان !!! .