عقد وزيرا الموارد المائية والري بمصر وجنوب السودان، والوفود الفنية المصاحبة لهما، عدة اجتماعات بمقر وزارة الموارد المائية والري بمصر في إطار الزيارة الأولى لوزيرة الكهرباء والسدود والري والموارد المائية بجمهورية جنوب السودان لمصر. وأكد الجانبان خلال المباحثات المشتركة على أهمية دعم وتعزيز التعاون بين الدولتين في مجال إدارة الموارد المائية على الصعيدين الثنائي والإقليمي من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين في صورة مشروعات تنموية مشتركة تعود بالخير على الجميع. كما تناولت جلسات المباحثات استعراض الموقف التنفيذي لمشروعات المنحة المصرية المقدمة لجنوب السودان في مجالات تطهير المجاري المائية من الحشائش في حوض بحر الغزال، وحفر آبار المياه الجوفية، وإنشاء المراسي النهرية، والانتهاء من دراسات الجدوى للسد متعدد الأغراض على نهر سيوي، وإقامة معمل نوعية المياه، وإعادة تأهيل محطات القياس، وإنشاء محطات لرفع مياه الشرب، إضافة إلى التدريب وبناء القدرات. وأكد الجانب المصري على استمراره في تنفيذ مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين في مجال إدارة الموارد المائية في إطار مذكرة التفاهم الموقعة عام 2006 مع كامل الاستعداد، لتلبية مطالب دولة جنوب السودان في مجال التدريب وبناء القدرات والكوادر. و أكدت وزيرة الكهرباء والسدود والري والموارد المائية بجنوب السودان على استعدادها لتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لتسهيل مهمة الجانب المصري في تنفيذ مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين، كما أثنت على الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن. وناقش الجانبان مسودة اتفاقية التعاون الثنائي الفني بين البلدين في مجال إدارة الموارد المائية، والتي ترتكز على وجود آليات تعاون مشتركة ودائمة بين البلدين، حيث تم الاتفاق على مراعاة ملاحظات الدولتين حول مسودة الاتفاقية تمهيدًا لتوقيعها قريبًا. وتناولت جلسات المباحثات أيضا الموقف المتعلق بمبادرة حوض النيل، وأهمية العمل على وحدة حوض النيل والتحرك في أُطر تعاونية مشتركة تراعى مصالح جميع دول الحوض، وتقوم على مبدأ المنفعة المشتركة وعدم إحداث الضرر، مع أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات لحل أي نقاط خلافية. أثنت الوزيرة الجنوب سودانية على الحوار القائم حاليًا بين مصر وإثيوبيا والسودان فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، متمنية أن يكون ذلك بداية للوصول لحلول حول الموضوعات الخلافية العالقة فيما يخص مبادرة حوض نهر النيل. وتم على هامش جولة المباحثات، عقد عدة زيارات ميدانية وزيرة الكهرباء والسدود والري والموارد المائية بجنوب السودان، شملت المركز القومي بحوث المياه ومركز التنبؤ بالوزارة ومركز المعلومات وإدارة التليمتري، حيث أثنت على ما حققه الجانب المصري في مجالات إدارة الموارد المائية والري بمصر. ونيابة عن جامعة الإسكندرية، قدم وزير الموارد المائية والري المصري 6 منح دراسية ( ثلاثة لدرجة الدكتوراه وثلاثة لدرجة الماجستير) وذلك للفنيين من جنوب السودان في مجال الموارد المائية وجميع المجالات العلمية الأخرى. وفي ختام جولة المباحثات، اتفق الجانبان على أهمية تبادل الزيارات سواء على المستوى الوزاري أو الفني، بما يهدف إلى تدعيم وتضافر الجهود لمواجهة التحديات المستقبلية، والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة لمنفعة الأجيال القادمة.