جريمة أستاذ الجامعة    نورهان عجيزة تكشف كواليس اليوم الأول للمرحلة الأولى بانتخابات النواب 2025 في الإسكندرية    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    بعد لقائه ترامب.. الشرع: دخلنا عهدًا جديدًا بعد سقوط بشار.. ولن نجري محادثات مباشرة مع إسرائيل    الإطار التنسيقي الشيعي يدعو العراقيين إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات التشريعية    "ترامب": واثق في أن الشرع سيتمكن من أداء مهام منصبه    نجاح زهران ممداني حدث عالمي فريد    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    واخدها في حضنه، رانيا يوسف تخطف الأنظار مع زوجها في العرض الخاص ل"السلم والثعبان" (فيديو)    كندا تفقد وضعها كدولة خالية من الحصبة بعد 3 عقود    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    انهيار جزئي من عقار قديم بالمنيا دون خسائر بشرية    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    نفسنة أم نصيحة، روني يشن هجوما جديدا على محمد صلاح    بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز.. رضوى الشربيني داعمةً آن الرفاعي: «المحترمة بنت الأصول»    وداعا إسماعيل الليثى.. كاريكاتير اليوم السابع يرثى المطرب الشعبى ونجله ضاضا    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    من البابونج للسلمون.. 7 أطعمة تساعد على تقليل الأرق وتحسين جودة النوم    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    وزير الخارجية ل«القاهرة الإخبارية»: مصر لن تسمح بتقسيم السودان تحت أي ظرف من الظروف    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    قوات الاحتلال الإسرائيلي تصيب فلسطينيًا بالرصاص وتعتقله جنوب الخليل    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    سعر الفول والدقيق والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    ياسمين الخطيب تعلن انطلاق برنامجها الجديد ديسمبر المقبل    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسقاط الجنسية عن البورسعيدية بقرار رئاسى

على أعتاب المدينة الحزينة يرابض شبح الانفصال.. بيوت يسكنها الغضب وشوارع يكسوها الضيق والضجر.. عيون تائهة تبحث عن غريب يشق ظلام الوحدة ويشعرها أنها مازالت جزءا من الصورة لا عضوا أصابه العطب وبات على شفا حفرة من البتر.. إنها بورسعيد تلك المدينة الباسلة التى دفعت فواتير الدم بطول تاريخ مصر وبعرض بطولات أبنائها، بينما أضحت هى فى مرمى النيران وباتت وباء فى عيون مرشحى الرئاسة فراحوا يفرون منها عقابا على جرم لم ترتكبه وأوزروها وزرا لم تزره..
هكذا أسقط الثلاثة عشر مرشحاً لرئاسة الجمهورية بورسعيد من حساباتهم فقاطعوها وساروا على خطى الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى عاقب أهالى الحرة بالتجويع واغتيال المنطقة الحرة ليضيق عليهم سبل الرزق بسبب محاولة اغتيال وهمية، بينما هم -المرشحون- تعمدوا عدم زيارتها وكأنهم قرروا حرمان أهاليها من الجنسية المصرية..
أكثر من مائتى كيلو متر قطعتها «فيتو» لترصد مشاهد ولقطات من حياة أبناء بورسعيد المنبوذين منذ مذبحة الألتراس الشهيرة التى راح ضحيتها أكثر من سبعين شابا أريقت دماؤهم عقب مباراة مشئومة جمعت الأهلى القاهرى والمصرى البورسعيدي، لتصاب المدينة الحرة باللعنة التى يخشاها مرشحو الرئاسة الذين راحوا يطلبون ود الغاضبين من بورسعيد.
الأهالى مستاءون من استمرار الحصار الاقتصادى الذى كان «المخلوع» قد فرضه عليهم بعد قوله -زوراً وكذباً وبهتاناً- إن أحدهم وهو العربى سيد سليمان حاول اغتياله، بينما تؤكد الحقيقة الساطعة أنه الرجل كان يقدم له شكوى ضد المحافظ الذى عجز عن حلها، بينما الآن اقترب الأهالى من حافة الجوع، منهم من نادى بإعلان بورسعيد جمهورية مستقلة ليختار الأهالى رئيسهم، وآخرون طالبوا بأن تكون بورسعيد هى الولاية الثانية والخمسين ضمن الولايات المتحدة الأمريكية، برروا قولهم بقيام الثورة ومرور خمسة عشر شهراً على اندلاعها ومازال «المخلوع» يلقى بأوامره بحرمان المدينة الباسلة من أبسط حقوقها، «فيتو» سمعت صرخات الأهالى المدوية، يطالبون بفصل بورسعيد عن مصر، وقالوا إنهم منبوذون من الجميع.
تخريب ذاكرة مصر
محمد كرارة -صديق «العربى سيد سليمان- موضحاً: النظام السابق حاول تخريب ذاكرة الوطن، ضمن وسائله لتدمير الشخصية المصرية، فقد قام حرس مبارك بقتل صديقى «العربي» الذى كان يقدم له شكوى من المحافظ الذى تجاهل مشكلته ولم يحاول حلها، فاقترب العربى من موكب «مبارك» وحاول اعطاءه الشكوي، فبادر حراسه بقتله، وزين له حبيب العادلى -كبير زبانيته وجلاديه- بأنها محاولة اغتيال، فقرر «المخلوع» عقاب البورسعيدية بإلغاء المدينة الحرة، فأصاب اقتصادها بالشلل، وشاء الله، الحكم العدل، أن يسقط مبارك، وأعوانه نزلاء السجون الآن.
جمهورية مستقلة
إلى «سوق الحميدي» اصطحب «كرارة» محرر «فيتو»، مشيراً إلى بيت «العربي» المكون من أربعة طوابق، ولا يزال خالياً من أسرة الرجل، وأمام البيت «فرشة العربي»، عادل الكوتش -بائع يجلس مكان «العربي»- قائلاً: مبارك كان ظالماً فاجراً فى خصومته، وبورسعيد وقفت ضده لعلم الأهالى ببراءة «العربى سليمان»، الذى قتل غدراًَ، فقد اتهمنا النظام السابق بأننا خونة، وقرر التنكيل بأهالى بورسعيد، فأمر بإلغاء المنطقة الحرة، فتوقفت تماماً عمليات البيع والشراء، ومع مرور أكثر من عام وخمسة أشهر على الثورة إلا أن الوضع لم يتغير، نحن نشعر بذات المرارة التى خلفها النظام السابق فى حلوقنا، وازداد الأمر سوءاً بعد مذبحة استاد بورسعيد، فمن نفذوا المذبحة بلطجية وليسوا من أهالى المدينة الباسلة.
أحد نجوم الجيل الذهبى للنادى المصرى «العربى شامة»، مضيفاً: ما حدث يمكن أن يقع فى أى مكان فى العالم، لذا أدعو مجلس إدارة الأهلى تغليب مصلحة مصر على مصالح النادي، وأدعوهم للقيام بمبادرة صلح حفاظاً على نسيج الوطن، وبورسعيد مدينة وطنية تفتح أحضانها للجميع، «شامة» موجهاً عتاباً لمرشحى الرئاسة بقوله: هم سلبيون تجاه أزمة بورسعيد، وعليهم زيارة المدينة الباسلة وحل مشاكل الأهالى قبل أن ينتخبوا من بينهم رئيساً ليدير المدينة الحرة كدولة مستقلة.
محلات للأشباح فقط
«فيتو» قامت بجولة فى أحياء بورسعيد وأسواقها، فكان المشهد صامتا تماما، حركة البيع والشراء متوقفة، كأن البائعين على رؤوسهم الطير، التجار افترشوا النواصي، الأشباح تسكن المحلات.
مصطفى خميس -صاحب محل ملابس- بمرارة يقول: حركة البيع والشراء راكدة تماماً: لا تسر عدواً ولا حبيبا، انعدمت التجارة تماماً بعد أحداث استاد بورسعيد، ونحن نعيش كارثة حقيقية، والمدينة الباسلة «مكتوب عليها الشقاء» تخلصت من نظام مبارك الذى أذاقنا البؤس والحرمان، لكن الوضع كما هو، فمرشحو الرئاسة مرعوبون من زيارة بورسعيد، والأهالى لن يصمتوا كثيراً، سوف نقطع «رجل» الرئيس القادم، لن يدخل بورسعيد، ولن يقوم الأهالى بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية.
هناك شخصيات إعلامية تحاول تصوير شعب بورسعيد بأنه «همجي» و«بلطجي»، بهذا يقول محمود السيد العربى -تاجر- موضحاً: وهذه الأوصاف عارية تماماً عن الصحة، والكارثة أن مرشحى الرئاسة يحاولون كسب جماهيرية بالرضوخ لدولة الأهلي، بعدم الاقتراب من بورسعيد لحل مشاكل الأهالى على أرض الواقع، ونحن نتوعد الرئيس القادم بكوارث.
بورسعيد بلد الشهامة والرجولة والمجد، على أحمد محمود -تاجر- متباهياً، ويضيف: بورسعيد هى بوابة مصر أمام العالم، نحن من أشرف أبناء مصر، تحملنا الكثير على مدى تاريخنا، ولم تتعرض محافظة للقذف المدفعى والصاروخى والتهجير كما تعرضت بورسعيد، وبقاء المدينة الباسلة على حالة البؤس والحرمان هو مخطط ينفذه أذناب النظام السابق، الكساد التجارى هو سيد الموقف، الانفلات الأمنى بلغ ذروته، بعض الشباب قرر الهجرة إلى إسرائيل.
مأساة المدينة الباسلة
موت بطيء، هذا هو حال بورسعيد، لم تعد مكاناً مفضلاً لشراء الأسرة المصرية احتياجاتها من الملابس، بل أصبحت على رأس المحافظات الطاردة لسكانها، بهذا يعبر سيد مغازى محمد -موظف- عن الوضع المتردى للمدينة الباسلة، مضيفاً: إن السياحة انعدمت أيضاً بعد التجارة، ولا حكومة ولا محافظ يسأل فى شعب بورسعيد.
سيد أصلان -تاجر- يوضح خطورة أزمة بورسعيد قائلاً: خراب البيوت هو ما حدث، فالفقر والبطالة هما المسيطران، والإعلام هو السبب المباشر، لقد قام بتشويه صورة أهالى بورسعيد، وزرع الخوف فى قلوب أبناء المحافظات الأخرى الذين امتنعوا عن زيارة بورسعيد وفرض العزلة على أهالى المدينة الباسلة.
05 ألف عامل فى الشارع
ماذا بعد إغلاق المحلات وتسريح العمال؟ بهذا يتساءل أحمد سعود، مضيفاً: تم تشريد 05 ألف عامل من محلات بورسعيد بعد أن أغلقت أبوابها، كرها لا اختياراً، هؤلاء كانوا يعولون 05 ألف أسرة، كل هذا يحدث ولا أحد يتحرك فى مصر، لا أحد يحاول إنقاذ المدينة، مرشحو الرئاسة قاموا بإلغاء محافظة بورسعيد من خريطة زياراتهم.
ألتراس بورسعيد
رائحة الشهداء تملأ أرجاء استاد بورسعيد، فور دخولنا عاد المشهد ليقتحم ذاكرتنا، البلطجية يقتحمون مدرجات الأهلي، هناك من أغلق أبواب الخروج باللحام، المجزرة بشعة، الدماء تسيل، الصرخات تصل إلى عنان السماء، الأرواح البريئة فى موكبها النورانى تعانق السماء، المصابون يتساقطون، الرعب يجتاح الجميع، الجثامين فى كل مكان، رائحة الموت تنشر ظلالها السوداء فوق المئات، الحكومة تعلن -أو تزعم- أن 47 شهيداً قد سقطوا فى غزوة بورسعيد، آخرون يقولون إن الرقم الحقيقى يقترب من 002 شهيد، الله أعلم.
بحرارة استقبلنا كابتن عباس نور -القائم بأعمال مدير النادى المصري، مدرب فريق الأمل، وهو الأب الروحى لألتراس بورسعيد- مؤكداً أن شباب بورسعيد قد يتحولون إلى لصوص وبلطجية من شدة الفقر والبطالة، وشعب بورسعيد قرر مقاطعة انتخابات الرئاسة، مدللاً: عندما زار الرئيس السابق بورسعيد لافتتاح مشروع «شرق التفريعة» فلم يكن أى بورسعيدى فى استقباله، كرد فعل لقراراته التى دمرت بورسعيد، «نور» يصف مرشحى الرئاسة بالغباء السياسي، موضحاً: أنهم يحاولون إرضاء جماهير النادى الأهلى على حساب محافظة تعد خط الدفاع الأول لمصر والوطن العربي.
قمنا بتمزيق لافتات مرشحى الرئاسة، ولن نسمح لأحد المرشحين بإقامة مؤتمر جماهيرى فى بورسعيد، على سبايسى -كبير رابطة ألتراس بورسعيد- قاطعاً، وموضحاً: كما قمنا بمنع عرض البرامج الانتخابية للمرشحين بشاشات العرض بالساحة الشعبية وأمام مقارهم الانتخابية واختيار رئيس سوف نقوم بتصعيد الموقف بإعداد لافتات عملاقة نطالب فيها بفرض الحماية الدولية بسبب الظلم الذى وقع علينا لسنوات طويلة، سوف نقيم دولة مستقلة، حتى لو أصبحت الولاية رقم 25 ضمن الولايات المتحدة الأمريكية، فمرشحو الرئاسة زاروا «ألتراس أهلاوي» ولم يقم أحدهم بزيارة «ألتراس بورسعيد»، لقد اتفق الجميع على تدمير المدينة الحرة التى دافعت عن مصر.
كابتن السيد الجمل موضحاً: بورسعيد ذات أهمية قصوى، لدينا الغاز الطبيعي، وهيئة قناة السويس، وشعب بطل، ومع هذا يتجاهلنا مرشحو الرئاسة، الذين أراهم «كومبارسات» فهم يدعون أنهم ليسوا فى حاجة إلى أصواتنا، ونحن لسنا فى حاجة إليهم، وسوف ننتخب رئيساً لجمهورية بورسعيد من بين الأهالي!.
«ماحدش فاهم حاجة»، بتلك العبارة يصرخ أحمد محمد عرابي، مضيفاً: أنا من مصابى ثورة 52 يناير وأحد أعضاء ألتراس بورسعيد، ويتساءل: أين القانون والحرية والعدالة
الاجتماعية، وهل من العدل تجاهل محافظة بها 056 ألف نسمة.?
صفية والبدري
شارع صفية زغلول تحمل ملامحه تاريخ بورسعيد، مبان ومقاه ودور سينما ومحال تجارية، بناصية الشارع يقع مقهى «سمارة»، ملتقى السياسيين وأرباب المعاشات، البدرى فرغلى عضو مجلس الشعب ورئيس اتحاد جماعات المعاشات رواد المقهي، كان يجلس فى ركن هاديء، يحيط به عدد من الأهالى يناقشونه فيما يحدث على الساحة الآن، وفى الركن الآخر من المقهى التقيت من يلقبونه ب «فيلسوف السياسة» رضا الغزاوي، يقول: مرشحو الرئاسة يتعاملون مع بورسعيد كأنهم يسيرون على خطى المخلوع، قاموا بزيارة كل محافظات مصر باستثناء بورسعيد، فهم يخشون خسارة الانتخابات لو أبدى أحدهم تعاطفا مع بورسعيد منذ فترة طويلة زار حمدين صباحى المدينة الباسلة وزوجته سهام نجم جذورها بورسعيدية، والمرشحون لهم مقار انتخابية لا يترددون عليها، فمقر «العوا» بشارع الثلاثيني، و«عمرو موسي» بشارع صفية زغلول، ومقر أحمد شفيق بشارع عرابى بحى العرب، ويصل عدد الإخوان المسلمين إلى 71 ألفا، وعدد كبير من السلفيين، أما أحزاب المعارضة والتيارات السياسية نحو 05 ألفا، وفلول الوطنى يقدر عددهم ب 054 ألفاً.
الغزاوى مضيفاً: المرتبة الأخيرة يحظى بها د.عبدالمنعم أبوالفتوح لزيارته «ألتراس أهلاوي»، وهنا من يضع «عمرو موسي» فى المرتبة الأولي، وشفيق فى «الثانية»، والعوا «الثالث»، ومحمد مرسى «الرابع»، لإيمان أهالى بورسعيد بأن حزب «الحرية والعدالة» كاذبون، وموضحاً: نطالب بإعادة المنطقة الحرة، والتحقيق العادل فى أحداث مجزرة بورسعيد، فالبورسعيديون مسالمون، وهم لا يؤذون أحداً.
حديث البدري
نائب مجلس الشعب البدرى فرغلى شن هجوماً عنيفاً ضد مرشحى الرئاسة، ووصف الأمن ب «المشبوه»، قائلاً: الشركات الاحتكارية العابرة للقارات لا تمتلك أموالاً كأموال حملات الدعاية لمرشحى الرئاسة، هذه الأموال مشبوهة، كما أن بورسعيد غير مطروحة فى برامج المرشحين، هم يعدون زيارة المدينة الباسلة ضارة لهم دعائياً، وتؤثر بالسلب على دعايتهم الانتخابية، مع أن مدينتنا قلعة الوطنية بشهادة التاريخ ولم يستطع نظام مبارك بجبروته قهر حريتنا، فالمحافظة الباسلة أنجبت قوى معارضة ضد مبارك، وقدمت للبرلمان مصطفى شردى وآخرين، ولم يستطع أحد شراء صوت بورسعيدى واحد، حتى فى أحلك اللحظات التى مرت بالمدينة الباسلة، وأقول لجميع مرشحى الرئاسة: هل هانت عليكم بورسعيد حتى تتخذوا منها موقفاً عدائياً؟ وهل أصبحت بورسعيد سيئة لدرجة عدم ذكرها فى برامجكم الانتخابية ولا حتى فى حواراتكم ومناظراتكم؟.
البدرى مؤكداً: من يريد إسقاط بورسعيد من ذاكرته فسوف تسقطه بورسعيد من ذاكرتها.
البدرى مواصلاً: ومع ذلك لا تزال بورسعيد تفتح ذراعيها لكل مرشح شريف يشعر بآلام شعب المدينة الباسلة، مضيفاً: صوتى لا يزال فى جيبي، ومرشحو التيار المدنى تربطنى بهم صداقة، ولن أمنح «الإخوان» صوتي، فرغلى مندهشاً: مرشحو الرئاسة ليسوا أبناء أثرياء أو أمراء، جميعهم من الطبقة الوسطي، فمن أين جاءت أموال دعايتهم الضخمة التى تفوق ميزانيات شركات عالمية عملاقة، من أين لهم هذه الأموال؟
أم أن الشفافية حلال للغرب وحرام علينا؟.
كواليس الزيارة
- كنا نجلس بمقهى «أبو طرية» أثناء بث حوار لمرشح الإخوان «محمد مرسي» على قناة «CBC»، رواد المقهى وصفوا كلام المرشح «الاستبن» بالكاذب هو وجماعته.
- صور شهداء المدينة الباسلة فى ثورة 52 يناير تتصدر جميع الميادين.
- تم تكسير شاشات عرض خاصة بحملة محمد مرسى وعمرو موسى وتمزيق اللافتات الخاصة بهما.
- أهالى بورسعيد عاشقون لحمدين صباحى الذى زار المدينة العام الماضى فى احتفالات ثورة يوليو.
- مقرات أحمد شفيق وعمرو موسى وسليم العوا، خاوية على عروشها.
- شركة شهيرة للرخام والجرانيت ببورسعيد تدعم حملة حمدين صباحى فى المدينة الباسلة.
- زيارة عمرو موسى للإسماعيلية أجحت غضب أهالى بورسعيد، قالوا إن المسافة بين المدينتين 07 كيلو متراً وتساءلوا لماذا لم يأت؟
- زيارة أبوالفتوح لالتراس أهلاوى أثارت غضب أبناء بورسعيد وأحبطت نتائج زيارته فور وقوع مجزرة ستاد بورسعيد لرفع الحصار عنها.
- مقاهى بورسعيد تشتهر بأسماء روادها، وأشهرها: سمارة، البحرية، المجابرة، الصعيدية، قوطة، عبدالله، أبوطرية.
- نسبة إشغال فنادق بورسعيد «صفر»، والركود التام يتصدر جميع محلات بورسعيد، أما فى مواقف «السرفيس» فالبانجو والأقراص المخدرة هى التجارة السائدة بين السائقين وبعض الركاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.