عبادة المرقوشي وقد تقطب جبينه وجحظت عيناه حتى كادتا أن تقفزا من محجريهما علامة على الاندهاش الكامل، بينما كان يستمع لشحاتة على الله وهو يقرأ له الجرنال: يا نهار أغبر... وشنق نفسه كده عيني عينك.. قدام الناس كلها ياض يا شحاتة ؟!! شحاتة على الله مؤكدا ما سبق أن قرأه: يعني أنا هاجيب الكلام ده من بيتنا يابا عبادة ؟!! اسمع يا سيدي بقية الخبر وقام المدعو "فرج رزق فرج جاد الله" 48 سنة، بالتوقف بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوى بسيارة الشركة التي يقودها وتحمل لوحات رقم "ر ج 2856" مصر. وأضاف أصدقاؤه السائقون أمام مأمور القسم أنه قام بعبور الطريق الصحراوى، وتسلق لوحة إعلانات بالطريق، وأخرج أحد الحبال من السيارة، وشنق نفسه في لوحة الإعلانات، فتوجهوا على الفور للقسم للإبلاغ بالواقعة فور مشاهدتهم له. وانتقل على الفور مأمور القسم على رأس قوة لسرعته إنقاذ المواطن قبل وفاته، ولدى وصولهم تبين أنه قد فارق الحياة، فحضرت سيارة إسعاف ونقلت جثمان السائق إلى المستشفى للتشريح والتصريح بالدفن. ومن جانبه أوضح أصدقاؤه في العمل بالشركة، أنه كان يعانى أزمة مالية طاحنة، فتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. ابن أبو سويلم أبو لسان زالف ساخرا: ولسه بكره ياما تشوفوا مصر!! شاكر أبو هيبة عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني سابقا بغضب شديد: ما تبس يا جدع يا بارد يا خرفان انت... حتى الموت ما لوش عندك حرمة ؟!! وعامة مصر الآن على الطريق الصحيح وهتبقى قد الدنيا زي ما الريس قال فعلا.. لكن لازم نعرف إن معاناتنا اللي بنعيشها ومشاكل مصر القومية وآلام الغلابة كلها نتيجة ميراث عتيق وتركة ثقيلة للحكم الخاطئ لمصر عبر القرون والحقب التاريخية الطويلة واستغلال النفوذ وإذلال الناس واهدار كرامتهم وتجميع ثروات الوطن في يد شلة بعينها لكن الحمد لله احنا دلوقت في عصر جديد وسياسات جديدة هاتعمل نهضة كبيرة للوطن وكلنا هنشارك فيها أومال.. مصر أم الدنيا وهاتبقى قد الدنيا ما فيش كلام.. الشيخ حسونة العجاتي مؤذن الجامع معترضا: لا حول ولا قوة إلا بالله ده كفر بواح.. أين الوعي المستنير والتوعية الدينية للأزهر الشريف وبقية المؤسسات الدينية ؟! كيف يقبل رجل في مثل هذا العمر الناضج على هذه الفعلة الشنعاء ؟!! استغفر الله العظيم لابد أن ننقذ شباب مصر قبل فوات الأوان وأن نعرفهم بضرورة تحري حسن الخاتمة حتى لا يخسروا دينهم ودنياهم وآخرتهم.. اللهم أرض عنا ونور عقول شبابنا ووسع رزقهم وافتح لهم أبواب الخير إنك على كل شيء قدير.. حودة كرامة مفتش اللغة العربية بالمنطقة التعليمية: يا جماعة دي مصيبة تقيلة قوي.. انتم ماركزتوش في الخبر كويس ولا إيه ؟!! بيقول لك اللي انتحر اسمه فرج وأبوه رزق وجده فرج وجده الكبير جاد الله يعني كل أنواع الخير ماتت مرة واحدة في البلد وانتحرت يا خونة.. دا فال وحش جدا.. يا ترى ده معناه إيه وما تفسيره في الفترة القادمة ؟! جيكا الثورجي بعصبية شديدة: معناه زي ما قال نجيب محفوظ في روايته " ثرثرة فوق النيل " " الفلاحة ماتت ولازم نسلم نفسنا " البلد لو ما لحقنهاش هاتروح في ستين داهية يا عالم.. عشان لما يطلعوا السواقين المساكين دول ويعملوا إضراب ويطالبوا برفع أجورهم وتطبيق الحد الأدنى لأجل ما يقدروا يعيشوا حياة كريمة نعرف أن عندهم حق في ده.. الثورة اتعملت أساسا عشان الناس تعيش حياة كريمة ومتبقاش محتاجة لحد لكن للاسف نسينا كل الحاجات دي وناس حاربتها عشان مصالحهم وأول ناس وقفوا ضد مطالب الثورة بخصوص المرتبات همّ أصحاب الأعمال الجشعين اللي مش بيحترموا قيمة الإنسان اللي بيرموا له الفتات بينما هم بيكسبوا مئات الآلاف والملايين..لازم الحكومة ووزارة العمل يتدخلوا في نظام الأجور للجهات الخاصة زي ما دول كتير بتعمل ! ربنا يرحمه ويغفر له هو أدرى بحاله بقى.. حودة كرامة مؤيدا: مش عارف هانفضل لحد إمتى مضحوك علينا زي أحمد آدم في فيلم " صباحه كدب " لما صاحبه اللي كان فاكره مخلص ليه، فضل مستعميه وكان قالب عربيته الملاكي تاكسي وكل ما يروح بيه في حته الناس تشاور له وتقول له على مشاويرها وهو يقول لهم: ليه انت شايفنها تاكسي ولا إيه ؟! يرد عليه صاحبه الضلالي بالإفيه الشهير " دا مش لينا دا تاكسي لازق فينا " ليجاوبه أحمد آدم هو التاكسي ده لازق فينا كل يوم وكل مرة نخرج فيها ؟!! احنا ملزقين قوي كدة يا شفيق ؟! ليباغته أحد الزبائن قائلا: فاضي يا اوسطى ؟ ليخلب الإفيه عقل أحمد آدم ويسلبه تفكيره السليم فيرد هو بنفسه على نفسه وعلى صديقه مسمعا الزبون بقوله: ده مش لينا دا تاكسي لازق فينا !! امتى هانفوق بقى ونعرف إن العربية الملاكي بقت تاكسي أجرة ؟!! ابن أبو سويلم أبو لسان زالف ساخرا: يا جماعة انتم مش واخدين بالكم إن الخبر قال لسه في تحقيقات نيابة عموما بكرة تيجي التحقيقات دي مبنية على تحريات مأمور الضبط القضائي اللي هايثبت إن الراجل ده مات من الطمع والجشع وإن الراجل صاحب الشغل كان بيديه حقه بما يرضي الله بس هو طمع وقال إما أقلب لي قرشين زيادة، راح شغال في شركة حبال جديدة ادوا له فيها الحبل ده عشان يعلقه في لوحة الإعلانات ويعلق فيه أي حاجة تقيلة عشان يثبت إنه متين وجامد كإعلان للشركة يعني، قوم رجله اتزحلقت ورأسه جات في الخية فشنق نفسه من كتر طمعه وجشعه وحبه للفلوس.. عموما.. كويس خالص إن في حبال متينة كده.... أروح الحق أجيب لي واحد منها لحماتي... يمكن ربنا ينفخ في صورتها وتلعب بيه زيه كده وربنا يجيب أجلها.. ونرتاح بقى..