سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيلي زعيرا - رئيس الموساد يعترف: القاهرة هزمتنا ب "النوايا الحسنة".. قادة الجيش الإسرائيلى تعاملوا مع معلومات «الموساد» باستعلاء «غير مبرر».. وميزانية سلاح الطيران «أكذوبة»
لأن الرئيس أنور السادات كان يتعامل مع حرب تحرير سيناء بإمكانات الجيش المصري الواقعية، أمام الغرور الإسرائيلي وجنرالاتهم الذين كانوا يعتقدون تماما أن جيشهم "أسطورة" لا يمكن هزيمته، فقد انتصر "الواقع" على "الأسطورة" باعتراف "إيلي زعيرا" - رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية - في كتابه "حرب يوم الغفران.. الواقع يحطم الأسطورة"، عن حرب السادس من أكتوبر 1973، يقول: إن هناك تحذيرا استخباراتيا، وكان أول تحذير حقيقي من الموساد في تاريخ إسرائيل حسب قوله قبل حرب أكتوبر أو حرب عيد الغفران كما يطلق عليها الإسرائيليون، وقدم الموساد صورة كاملة ودقيقة عن قوة الجيش المصري واستعداده وتحرك القوات وانتشارها وقدرتها على الدخول في الهجوم، وهو ما كان يتطلب تعبئة عسكرية فورية، إلا أن هذا لم يتم، ورغم تميز الموساد في جمع معلومات دقيقة عن المطارات المصرية وتقديمها إلى سلاح الجو الإسرائيلي، وهو ما يسهل ضرب المطارات المصرية بكل سهولة، إلا أن هذا لم يكن له وجود في 1973. ويعترف زعيرا في كتابه أن حرب أكتوبر 1973 كانت هي المرة الأولى منذ عام 1949 التي هوجمت فيها إسرائيل على أيدي الدول العربية ولم يستطع سلاح الجو الإسرائيلي صد الهجوم المصري، وتقديم قوة نيران للقوات البرية في الحرب الدفاعية، بل إن المفاجأة أن سلاح الجو الإسرائيلي أبلغ قيادة الجيش رسميا بأنه لن يستطيع توجيه قدراته إلى هذه المهمة على أقل تقدير خلال ال48 ساعة الأولى للحرب، وهو ما يعني أن واحدا من أنظمة الأمن الأساسية قد انهار، مشيدا بما قدمته روسيا لمصر وسوريا من صواريخ دفاعية أوقفت حركة الطيران الإسرائيلية بشكل كبير. ويتعجب زعيرا مما حدث في حرب 73 قائلا: كل الاختبارات التي وضعت فيها المخابرات الحربية الإسرائيلية كانت ناجحة وفق التقديرات، إذ تم رصد كل تحركات الجيشين المصري والسوري وانتشار القوات وأماكن تواجدها وتسليحها، متسائلا: لماذا حدث التقصير في الحرب ؟! واتهم قيادة الدفاع الإسرائيلية بأنها كانت السبب، لأنهم تصرفوا بصورة متناقضة لنظرية الأمن، فقد حصلوا على كل المعلومات التي كانت تمكنهم من توقع كل الاحتمالات التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي لاسيما الجانب المصري. وواصل زعيرا الدفاع عن الموساد الذي كان يرأسه قائلا، إن الجهاز وفر كل المعلومات إلا أنه اعترف أنه أخطأ في تقييمه لنوايا مصر عندما تصور أن احتمالات استغلالها لقدرتها في الهجوم الفوري ضعيفة ومنخفضة، لكن هذه التقديرات كانت تقتضي أن يتم فيها عدم التغاضي عن النظرية الأمنية وتعبئة كل قوات الاحتياط، وهذا هو الخطأ الأكبر لقيادة الدفاع الإسرئيلية، والذي تسبب في خسارتها للحرب، رغم أن سلاح الجو الإسرائيلي يستحوذ على 52 % من ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكان من المفترض أن يكون العنصر الأساسي في قوة إسرائيل، وتساءل زعيرا: هل فعلا يتم إنفاق 52 % من ميزانية الجيش الإسرائيلي على سلاح الجو ؟ !! متهكما على كل هذا الفشل الذي حققه في مواجهة الجيش المصري، وهو ما تسبب في شل حركة الجيش الإسرائيلي تماما على الأرض. ويقول زعيرا إن الاتحاد السوفيتي أراد أن يجعل من منطقة الشرق الأوسط حقل تجارب عن طريق تزويد مصر بصواريخ مضادة للطائرات، مؤكدا أنه كانت هناك رغبة قوية لدى الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدةالأمريكية في أن تعرف وتدرس ابتكاراتها التكنولوجية قولا وعملا في أنظمة الأسلحة في ساحة القتال المستقبلية. وذكر رئيس جهاز الموساد أثناء حرب 1973 إيلي زعيرا أنه قبل حرب السادس من أكتوبر قام قائد سلاح الجو بإبلاغ رئيس هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلي بأنه سوف يكون في حاجة إلى 48 ساعة من أجل القضاء على هيكل أو تشكيل الصواريخ "الأرض- جو" المصرية وسلاح الطيران المصري، وبعد تنفيذ هذه المهمة فقط سوف تكون لدى سلاح الجو حرية العمل لمساعدة القوات البرية، وهذا البلاغ من سلاح الجو الإسرائيلي يعني انهيار عامود رئيسي من أعمدة نظرية الأمن، وإذا كان سلاح الجو لن يكون قادرا خلال ال48 ساعة الأولى الحرجة من بداية الحرب على أن يساعد القوات البرية في الدفاع عن حدود الدولة متسائلا: " كيف سيقف الجيش النظامي أمام قوات عربية تحظي بتفوق عددي هائل؟ ومن الذي سيوفر له المدفعية الطائرة ؟ ووحدات الاحتياط الأولى عندما ستصل إلى ساحة القتال كيف ستخوض حربا دفاعية دون مساعدة جوية ؟ مؤكدا صدور تعليمات من رئيس الأركان الفريق حاييم بارليف بتنفيذ هجوم على بطاريات الصواريخ الأرض / جو، على طول القناة، وبالفعل تم تنفيذ الهجمات على الصواريخ بالقرب من قناة السويس، لكنها لم تحقق سوي نجاح محدود وتكبدت خسائر فادحة.