قال اللواء إيلي زعيرا، رئيس شعبة المخابرات الحربية "آمان" بالجيش الإسرائيلي خلال حرب 1973، إنه يجب إعطاء المصريين وسام شرف لاستطاعتهم خديعة الإسرائيليين خلال الحرب. وأشار زعيرا، في مواجهة هي الأولى مع رئيس الأركان خلال الحرب دافيد إليعاذر بمعهد الأمن القومي الإسرائيلي، إلى أن "وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان، وضع تقديراته بأن المصريين سيخرجون إلى الحرب يوم الجمعة صباحًا، قلت يومها إن الروس يظنون أن الأجواء تتجه إلى حرب حقيقية، فهم أجلوا مستشاريهم، وقدر ديان ورئيس الأركان الأسبق الوضع بالشكل نفسه، ووصلوا إلى نتيجة أن المصريين يهدفون إلى الهجوم علينا، ويريدون أن يفاجئوننا، ليس لدي أي فكرة عن السبب الذي دفعهم في التفكير بأن الحرب ستندلع في اليوم التالي، يوم الغفران، لكن لم يكن حديثنا عن احتمال الحرب، وإنما كيفية استدعاء جنود الاحتياط". وأضاف: "رغم أن إسرائيل كانت اتخذت تفاهماتها بشأن اندلاع الحرب قبل أكثر من يوم من اندلاعها، إلا أنه يجب القول إن المصريين يجب أن يحصلوا على وسام شرف للخديعة التي أجروها في الحرب". وتابع: "اللقاء تحدد بعد أن تلقينا معلومات مساء الخميس عن إجلاء السوفييت لخبرائهم من مصر، وقد نقلت تلك المعلومة وسط ذهول من الجميع، ديان كان واثقا من اندلاع الحرب، وطلب لقاء مع رئيسة الوزراء جولدا مائير، وحينها قال لها إنه من اللازم إعداد القوات لحرب يوم الغفران، مؤكدا أنه لديه معلومات أن هناك احتمالات مرتفعة عن نجاح المصريين في عبور القناة إذا وقعت الحرب، بنسبة 100%". وأشار زعيرا إلى أن الوزير الإسرائيلي إسرائيل جليلي، قال عشية الحرب، إنه "بما أن هناك احتمالات باندلاع الحرب، فأنا أقترح أن نمنح جولدا وديان توكيلا رسميا بإدارة الحرب"، مضيفا: "فور أن سمعت ما قاله الوزير الإسرائيلي، سألت نفسي عما لم يحدث، وفورا أدركت أنهم لم يستعدوا قوات الاحتياط، على عكس كل ما هو معروف في أدبيات الحروب". وتبادل زعيرا ورئيس "الموساد" خلال الحرب تسفي زامير، الاتهامات بشأن عدم نقل "آمان" معلومات هامة عن الاستعدادات له. وأضاف زامير: "تبين لي أنه ليس هناك آلية للعمل داخل المخابرات الحربية. وصلت إلينا معلومة اعترضوها هم، تم نقلها من دولة عربية إلى دولة أخرى عربية على يد رجل عسكري، يفسر سبب إجلاء الروس خبرائهم من مصر إلى سوريا، وقال صراحة إنها حرب. لم يتم نشر تلك المعلومة".