الياسمين، هذه الزهرة الهادئة حين رأيتها تثور هناك كارهة أربعين عامًا من الظلم والقهر، كانت الأرض تحتها تحتضن شهداء الرصاص والغاز وتحنو عليهم. عندما يحتضن الأب الثائر مولود الحرية بين يديه لأول مرة شهيدًا.. فاعلم أنك فى دمشق الثورة.. حيث يحيا مولود الحرية وينبت فى كل أرض.. ستنبت له أظافر كأظافر أطفال درعا.. حتمًا سيكون له وجه ملائكى كوجه حمزة.. ستصدح وتشدو حنجرته القاشوشية بالحرية والعزة دومًا. عفوًا عندما توشك قدماك أن تطأ أرض تلك البلاد.. فاخلع نعليك.. فنعلاك تستحيان من أن تخضبهما دماء الشهداء. بالأمس إذا مررت بتلك البلاد تحسب أهلها رقودًا ولكنهم كانوا أيقاظًا..!! دائمًا هناك ثمة من كان يؤخر ميعاد قدوم قطار الثورة؛ لأنه على ثقة أنه لا بد للقطار من أن يمر بجميع محطاته، ولهذا أمعن وأسرف فى الذل والظلم حتى ثار الظلم والذل على نفسيهما.. فالثورة هنا تختلف فى كل شىء.. فقبل أن تكون ثورة أشخاص على أشخاص..هى ثورة الطبيعة على نفسها.. ثورة الربيع على الشتاء، ليُخرج أحلى ما فى الأرض والطبيعة على حد سواء. ربما تتشابه البلدان فى أسباب ثوراتها على حكامها، ولكن يبقى أن لكل بلد طبيعته، وطبيعة دمشق أنها كانت ولا زالت ثورة غير المألوف على المألوف.