عاشق الكرة وضحيتها .. لها ومن أجلها عاش، ومات قبل أن يحقق أحد أغلى امنياته الكروية.. وحتى وصيته شغلت الكرة حيزا كبيرا منها ولم يبتعد محمود الجوهرى عن الكرة إلا لتلبية نداء ربه بعد أن وافقته المنية أمس الاثنين فى الأردن. وشاءت الظروف أن التقيه اربع مرات خلال عمله فى الأردن وأثناء تواجدى هناك لتغطية فعاليات رياضية اقتربت منه بشدة وعرفت منه الجانب الإنسانى فى حياة الرجل. قال لى الكابتن الجوهرى رحمه الله أن حلم حياته أن يختم مشواره التدريبى فى النادى الأهلى الذى نشأ وترعرع فيه رغم الأزمة التى حدثت بينه وبين الكابتن صالح سليم رئيس النادى الأهلى فى ثمانينيات القرن الماضي.. ورغم القطيعة إلا أن الجوهرى كان يعشق كل ما هو لونه أحمر وكان مثل الحبيب الذى يتحرق شوقاً للقاء محبوبته ولولا الحياء لذهب إلى هناك رافعاً شعار التصالح حتى أن يوم وفاة المايسترو كان أحد اسوأ أيام الجنرال وسر حزنه أنه لن يستطيع المشاركة فى تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير خوفاً من الجماهير وبعض المسئولين بالأهلى الذى كانوا يزكون نيران الفتنة بين الطرفين. ووصف الكابتن الجوهرى هذه العلاقة لى بأن علاقته بصالح سليم كانت أقوى مما يتصور أحد لدرجة أننى عندما كنت انظر للمرآه أجد صورة صالح مطبوعة على وجهى وعندما انظر لصالح أجد صورتى وكأنى انظر فى المرآة. لم يفسد علاقة الاثنين سوى أولاد الحلال فى أزمة اللاعب الأسمر الشهير محمد عباس حيث كان رأى الجوهرى ضرورة استمرار اللاعب فى صفوف الأهلى حتى لا ينحرف وهو ما حدث بالفعل ودخل السجون فى حين كان رأى صالح هو ضرورة «البتر» حتى لا تنتقل العدوى لباقى عناصر الفريق. كان رأى «الأسطورة» الجوهرى أن اللاعب الذى يضع شامبو على رأسه تعرف تماماً أن حياته فى الملاعب قصيرة وقد لا يضمه للمنتخب وحدث ذلك عندما استبعد حازم إمام فى آخر أيامه فى الملاعب ونفس الأمر مع سيد عبد الحفيظ ونجوم آخرين. وآخر منصب تولاه فى مصر هو المدير الفنى لاتحاد الكرة وكان يتقاضى مقابلاً قدره 001 ألف جنيه شهرياً ضحى به وأعلن استقالته اعتراضاً على كلام الثلاثى أحمد شوبير وأيمن يونس ومجدى عبد الغنى بأسلوب يرفضه وقال إن هؤلاء أبنائى وأنا من صنعت نجوميتهم فكيف ذلك ورحل فى هدوء. والانجاز الوحيد الذى ربما لن يحققه مصرى آخر غير الجوهرى هو قيادته للقطبين الأهلى والزمالك وحقق معهما أنجازات قارية فضلا عن أنه المدرب المصرى الذى أعاد الكرة المصرية للعالمية بالوصول بالمنتخب لنهائيات كأس العالم فى عام 0991 بإيطاليا. خلال الأيام الماضية فضل الجوهرى الراحة فى الأردن بعيدا عن عصبية المنافسات من خلال منصب المستشار الفنى لرئيس اتحاد الكرة الأردنى خاصة أنه يسكن فى قصر أهداه له الملك عبد الله ملك الأردن عندما قاد الأردن لأول مرة فى تاريخه للدور قبل النهائى فى الأمم الآسيوية فى إنجاز غير مسبوق. مصدر فى إدارة النادى الأهلى قابل ما تردد عن أن الجوهرى كانت أمنية حياته أن يعود إلى الأهلى حتى لو خرجت جنازته من «الجزيرة»، وقال ل «فيتو»: إنه لم تخرج أي جنازة من مقر النادى سوى جنازة الراحل المايسترو صالح سليم ونحن لم نسمع بأن الكابتن الجوهرى رحمه الله تمنى أن يعود إلى الأهلى وأن تخرج جنازته من هناك، واختتم كلامه بجملة واحدة «رحم الله الكابتن الجوهرى».