فجأة وبغير سابق إنذار دهم الموت الكابتن محمود الجوهري، بينما يمارس حياته بصورة طبيعية مع أسرته في العاصمة الأردنية عمان أصيب بجلطة دماغية أودت بحياته. رغم ابتعاد الجوهري منذ سنوات عن الكرة المصرية واستقراره في الأردن شعر كل المعنيين بالرياضة بحزن وأسى على فراق الكابتن الكبير محمود الجوهري، فالراحل أعطى للكرة المصرية معنى ومذاق منذ أسهم في عودتها مرة أخرى إلى العالمية فى مونديال 90، أعاد تنظيم وتوظيف طاقات اللاعبين وفق خطط مدروسة تجمع بين الدفاع والهجوم، أعاد إنتاج فريقنا القومي بروح جديدة جماعية. ميزة الجوهري أنه دمج موهبته في مواهب لاعبيه واقترب من قلوبهم واتبع سياسات تربوية هكذا كان، سواء في النادي الأهلي عندما التحم مع فريقه وتضامن معهم في مطالبهم وهو ما أغضب عليه رمزًا كبيرًا في حجم صالح سليم. لم يستسلم الجوهري لفيتو الساحر سليم وانتقل في سابقة تاريخية إلى ميت عقبة ليدرب الغريم التقليدي لناديه القديم الأهلي وهو نادي الزمالك وحقق معه بطولات كبيرة محليا وعربيا وأفريقيا، ليثبت ما لم تدركه الرياضة في مصر أن الاحتراف ليس له انتماء. تعرض الجوهري لرذالات أقرانه وحساده وهى طبيعة الأشياء وفطرة فطر الله الناس عليها أن يحسد أصحاب الأحقاد على صاحب النعمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل ذي نعمة محسود"، وضاق ذرعًا بأعداء النجاح وحزم حقائبه وغادر إلى الأردن مديرا فنيا لمنتخبها الوطني وكعادته حول المنتخب الأردني لمنافس قوي وصيفا لأقوى الفرق في بطولة كأس الأمم الأسيوية، وبعد انتهاء عقده كان يرغب في التقاعد والراحة بعد رحلة طويلة وشاقة في عالم كرة القدم لاعبا دوليا رائعا ومدربا ومديرا فنيا، لكن المسئولين على الرياضة هناك تمسكوا به مشرفا عاما ومهندسا للكرة الأردنية حتى وافته المنية الأسبوع الماضي. كان استقبال تلامذته لنعشه دافئا يحمل ذات الحب والتقدير لمن أسهم في تنمية مواهبهم فحملوه بحب كل عشاق المستديرة كانوا في استقباله بمطار القاهرة والصلاة عليه في مسجد آل رشدان بمدينة نصر حتى واروه الثرى!! لكن.. لم يكن التقدير الرسمي يكافئ سيرة الراحل ولا لما قدمه للرياضة المصرية، صحيح حضر الجنازة وزير الرياضة العامري فاروق لكن كنا نتوقع اهتمامًا رسميًّا من مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة وترددت معلومات عن جنازة رسمية عسكرية لكن ذلك لم يحدث في الوقت الذي فيه التقى الرئيس وفدًا للفنانين غاب سيادته عن لمسة تقدير لرياضي كبير في حجم جنرال الكرة المصرية محمود الجوهري.