هكذا تركتني خلفي دون أن أرغب بعودة منذ تاهت تلك الطفلة حبًا في غابات اللون القاتل بسحر وعدت إلى قطتي الصغيرة التي انتظرتني فوق السطور لتدفىء أحلامها في صدري وحدها الضفائر الذهبية لتلك الطفلة كانت ترمي بسمة للحلم وتنهيدة قاتلة في الوتين بينما راح الغروب يعبث بالموانئ الراحلة خلف المجاز المشاغب والقطة ما زالت تنظرني بعيني الدهشة تسألني أين تركت خلفي مواعيد العيد أين تركت أرجوحتي الحمراء تداعب الذكريات والضباب ؟! سامقة في المرايا نُصبُ من صهيل وأين نصبّت أحلامي الجديدة على الطرف المعانق للتصوف في حديقة الرؤى السرية ؟! أين تركت قرنفلتي الحمراء على الشواطئ القصية ؟! تلك الخنفساء البرتقالية الناعمة ما زالت تقرأ ما خبأته السطور في عيني ذاك الغريب بشغف الياسمين للندى تطالعني بألف سؤال وقبلة ودهش.. وحين خلع النهار الشمس وارتدى أثواب الليل راحت زهرة العشق تهامس القمر تمسد وجهه بشال تلك الدمشقية المعطر بنبضات من أريج تلون أحداق الحكايا بقصه عن ملاك يركض بيدها في الصباحات الأنيقة يتوه ويتوهها ويتوه القطة والخنفساء في فيروز القمر لتقف فينوس مدهوشة تطالع الأسطورة من شباك العمر دون أن تفك ألغاز العشق وحدها تلك الرسالة الدافئة في يمينها مازالت تتنشقها لارتواء ويقظة حياة.