توالت ردود الأفعال على انفراد «فيتو»الأسبوع الماضي عن العلاقات المتشابكة التي تربط بين نظام مبارك وجماعة الاخوان المسلمين...فمحمد عبدالفتاح الجندي محامي العادلي زار مقر الجماعة بالمقطم،فيما قامت الجماعة بتوزيع منشورات ضد الجريدة في الاسكندرية ، وصولا لقرار منتظر باستخدام العنف ضد الزميلين عصام كامل رئيس التحرير، وعامر محمود نائب رئيس التحرير. إحنا أنضحك علينا مساء الاثنين الماضي ومع دوران عجلة مطابع دار أخبار اليوم بأكتوبر لم ينتظر أحد العاملين بالمطبعة الانتهاء من طباعة «فيتو»وتلقفت يده إحدي النسخ «الدشت»ليطالع تفاصيل «3 مفاجآت تثبت تورط الإخوان مع نظام مبارك» وبعدما انتهى من القراءة بدأ يقلب «كفا على كف» ويتمتم «يا الله مكناش نعرف ان الدنيا منفدة على بعضها بالشكل ده...إحنا كان بيضحك علينا» ويمضي الرجل في حال سبيله مع انتهاء عملية الطباعة وبدء عملية التوزيع. عداء واضح «فيتو»مع باعة الصحف...ومشاهد متكررة لمحاولات تشويه الصحيفة تبدأ من شارع جامعة الدول العربية حيث يهمس أحد الشباب في أذن بائع صحف قائلا له»هذه جريدة إسرائيلية عليكم بإخفائها وعدم عرضها لتنصروا الدين والوطن».. داخل مقر الجماعة سيارة تقترب من فيلا فخمة في منطقة المقطم....تتوقف السيارة فجأة، ليترجل منها شخصان يبدو عليهما القلق والتوتر...ثوان معدودة ويدخل الشخصان من الباب الأمامي للفيلا لتتضح ملامح وجهيهما ، فأولهما محمد عبد الفتاح الجندي محامي «حبيب العادلي» وزير الداخلية الأسبق...والثاني «محمد سلامة» أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة الشرابية....اما الفيلا فهي مقر الإخوان بالمقطم. يدلف «عبد الفتاح» و«سلامة» إلى أحد المكاتب داخل مقر الإخوان ليلتقيا هناك بأحد قيادات المحامين الإخوان. القيادي الإخواني يبادر بالحديث ليقول:(عليك يا أخ «عبد الفتاح» أن تنفي صلتك تماما بالجماعة وترسل تكذيبا إلى هذه الجريدة) يقاطعه «عبد الفتاح» (الأمر ليس بهذه السهولة فمن سياق النشر واضح أن الجريدة لديها أوراق وصور تثبت صلتي بكم) فيتحدث «سلامة»موافقا على تحفظ «عبدالفتاح»ومؤكدا عليه....وهنا أسقط في يد القيادي الإخواني الذي لم يدر بخلده أي رد يخرجه من هذا الحرج فصمت. «عبد الفتاح» كان كل ما يدور بخلده في هذه اللحظة ،هو حديثه المنتظر مع حبيب العادلي في هذا الشأن لأنه يخص أيضا زوج ابنته. خلاف داخلي المسألة الآن عند الإخوان ،والعادلي تقف بين طرفين... فالإخوان يريدون من «الجندي» نشر نفي لصلته بالإخوان ،ولكنه يخشى مما قد يكون لدى الجريدة. أما العادلي فلا يرغب في التصعيد ، أو النفي، حتى لا يتم فتح ملفات أخرى، ويرى أنه يجب ضرورة تجاهل هذا الموضوع، ويراهن على أن تراكم الأحداث سيجعل الناس تنسى هذا الأمر، بحيث يدخل في زوايا النسيان . تشويه الإخوان لم يصمتوا فقاموا بتشكيل كتائب إخوانية إلكترونية، لتشويه سمعة الجريدة ووصمها بالعلمانية ،ومعاداة الإسلام ، والمرور على باعة الصحف وتحذيرهم دينيا من بيع الجريدة ، وأن من يفعل ذلك سيكون من أعداء الدين ، فالذين يمرون على الباعة يقولون لهم إن الله يقول ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) وأن الجريدة من الجرائد الظالمة لأنها تحارب الإسلام، ومن يساعدها بالبيع والتوزيع ستمسه النار . الأسبوع الماضي شهد خطأ آخر ارتكبته الجماعة تمثل في قيام شبابها في محافظة الإسكندرية، بتوزيع بيان يحمل اسم الجماعة وشعارها يدعو لمقاطعة «فيتو»تحت زعم أن من يمولها هو رجل الأعمال نجيب ساويرس!! عنف متوقع بعض المعلومات الواردة من داخل الجماعة تشير إلى أن هناك احتمالات لاستخدام العنف مع رئيس التحرير ، ومع الصحفي عامر محمود ولكن استخدام العنف مؤجل لمرحلة مستقبلية ،لا يكون فيها احتدام بين الجريدة والجماعة ، هذا الأمر تم طرحه من بعض أعضاء مكتب الإرشاد، وعلى رأسهم قيادي كبير من القيادات التاريخية للجماعة ، فهل سيكون العنف ضد الخصوم هو الخيار الذي ستلجأ إليه الجماعة ضد خصومها الفكريين ، وهل ستعود عمليات الاغتيال التي قامت بها الجماعة في حقبة الثلاثينيات والأربعينيات ؟ الأيام القادمة تحمل الإجابة .