الجماعة تدافع عن حبيب العادلى أمام المحكمة قيادى إخوانى التقى حسن عبد الرحمن للاتفاق على سيناريو التوريث الأغا.. زوج جيهان العادلى منسق علاقات إخوان مصر بحماس والأمريكان حلقاتك برجالاتك قبل عشرات السنين, استيقظ أهالي بلدية خان يونس بفلسطينالمحتلة على أصوات دوى المدافع، و قذائف الطائرات الإسرائيلية, غير أن خبرا سارا انتشر بين سكانها: «لقد أنجبت ماجدة طفلا جميلا قرر والده الحاج أمين تسميته عبد الله».. مرت سنوات, وصار الطفل صبيا..إنه عبد الله الأغا, سليل عائلة الأغا التى تنازع عائلة «الفرا» وجاهة، وزعامة البلدة, فالأولى تناصر حركة المقاومة الإسلامية حماس, بينما الثانية تساند منظمة التحرير الفلسطينية فتح. كان الأب عبدالله أمين سليم إبراهيم الأغا, وهو طبيب حصل على الدكتوراه من بريطانيا, قد تزوج المصرية ماجدة سعد الرافعي, مما مكن الابن عبد الله من حمل الجنسية المصرية إلى جانب جنسيته الفلسطينية, بينما كانت نفسه تتوق لبلد آخر.. المملكة العربية السعودية حيث يقيم جده سليم الأغا , أحد مشاهير فلسطين الذى نفاه الاحتلال البريطانى قبل أن يعود إلى خان يونس، و يفشل فى أن يكون رئيسا لبلديتها، لفوز غريمه عبد الرحمن الفرا بالمنصب لثلاثين عاما. وحينما نشأت حركة «حماس» كان «عبدالله الأغا» أحد الأشبال الصغار وقتها، لكنه لم يكن يلهو وسط أقرانه , حيث كانت هناك روابط قوية تربطه بالحركة خاصة وأن والده أمين سليم الأغا كان رفيقا وصديقا حميما للشيخ «أحمد ياسين» الزعيم الروحي للحركة ، بل وكان أمين أكبر الداعمين لها. هنا الكويت ينتقل المشهد إلى دولة الكويت, حيث الضابط المصرى حبيب العادلى, ملحقا أمنيا بسفارة بلاده هناك , بصفته أحد قيادات قسم السفارات بجهاز مباحث أمن الدولة.. و يشاء القدر أن يلتقي أمين الأغا الذى كان فى زيارة للبلد الخليجي, بالعادلى, فتنشأ بينهما صداقة وطيدة, تسمح بزيارة الضابط للرجل فى المملكة العربية السعودية, حيث يقيم مع والده, و بالتالي استضافة العادلى للأغا حال زيارات الأخير لمصر.. عبر تلك العلاقة الحميمة كان للعادلي أن يحصل على معلومات غاية فى الخطورة والحساسية عن حركة حماس, ليبزغ نجمه في هذا الملف.. وهو ما كان سببا في ترقيته ، حتى وصل لرئاسة جهاز مباحث أمن الدولة قبل اختياره وزيرا للداخلية. جى جى وعبد الله سرعان ما يقطع الكادر على بطلنا الشاب عبد الله الأغا, الذى حضر للقاهرة من أجل الدراسة, لتتلقفه يدا العادلى بالرعاية والعناية, ردا لجميل والده, فزوج الشاب ابنته جيهان عقب تخرجه فى كلية الطب, رغم علم الضابط الكبير بانضمام صهره لجماعة الإخوان المسلمين, حيث كان ضمن مجموعة من الدارسين الفلسطينيين فى مصر تحت قيادة السيد النزيلى, الذى أصبح فيما بعد عضو مجلس شورى الإخوان. ما أظهره عبد الله الأغا من إخلاص للجماعة دفع مهدى عاكف, الذى أصبح فيما بعد مرشدا لها, لتزكية الطبيب الشاب للسفر الى أمريكا، ليكون إحدى همزات الوصل بين إخوان مصر و حماس من جانب , و إخوان أمريكا من جانب آخر. فى بلاد العم سام, صار الأغا نجما إخوانيا لامعا, وارتبط بعلاقة وثيقة بالذراع اليمنى لمهدى عاكف, «محمد عبده علي» أحد مسئولي التنظيم الدولي للإخوان في مصر الذي حصل على براءة فى القضية العسكرية عام 1995 . تهنئة قلبية فى الوقت الذى بزغ فيه نجم الأغا, حقق فشلا لا يحسد عليه فى الدراسة بمنهاتن , فعاد إلى القاهرة ليحصل على الدكتوراه في جراحة القلب في أكتوبر 2010 بمساعدة صهره وزير الداخلية حبيب العادلى, لتزين صورته إحدى التهاني المنشورة فى جريدة قومية كبيرة, دون الإشارة الى أصل الرجل ولا نسبه, ولا حتى اسم المهنئ! فى بيتنا ثورة مع برد يناير من عام 2011 انتفضت مجموعات من شبان مصريين ثاروا مطالبين بإصلاحات سياسية ،واجتماعية و سرعان ما تطور الأمر لثورة شعبية واسعة, أطاحت بالصهر المهم, حبيب العادلى ضمن شلة كانت تحيط برئيس خلعه الشعب, فاعتقل الوزير وصدر قرار بالتحفظ على أمواله, هو عائلته, ليفاجأ الأغا برنين هاتفه يعلو وعلى الطرف الآخر زوجته جيهان, ابنة العادلى تخبره بما حدث معها وزوجتي أبيها إلهام شرشر و الفنانة أنوشكا. الإخوان تحت الطلب بدأت محاكمات الصهر, و معها قدم رجل نفسه على أنه «محمد عبد الفتاح الجندي» حاضر بصفته محامى «جيهان حبيب العادلى» زوجة «عبدالله الأغا»..وقدم للمحكمة مستندات تؤكد أن أموال جى جى هي أموال زوجها«عبدالله الأغا» فلسطيني الجنسية, و هو جراح قلب شهير في منهاتن بالولايات المتحدة يربح سنويا 5 ملايين دولار ،إلا أن المحكمة أيدت قرار التحفظ على أموال جيهان. وفى أولى جلسات محاكمة العادلى ظهر الجندي رئيسا لفريق الدفاع عن وزير الداخلية المتهم بقتل الثوار, لتبدأ فصول واحدة من أكثر دراميات العصر الحديث إثارة وتشويق, والسبب أن الجندي هو أحد أبرز كوادر إخوان الشرابية بالقاهرة, ودخل الجماعة عبر الحاج «حمدي إبراهيم» أحد القيادات التاريخية للإخوان بالمنطقة الشعبية، قبل أن يصبح الحاج «ماجد حسن» وهو نقيب أسرة محمد عبد الفتاح المسئول عن إخوان الشرابية . ابن الشرابية فى بلاد العم سام تقترب عدسة الكاميرا من وجه الجندي, فيتأكد أن الرجل هو أحد الشخصيات الشهيرة داخل لجنة الشريعة الإسلامية بنقابة المحامين منذ عام 1993، وكان في فترة من الفترات مسئولا عن المحامين الإخوان بمنطقة الشرابية، وكان يلقي دروسا أسبوعية في مسجد النقابة، ثم مساجد الجماعة فى الشرابية ،وشبرا، وروض الفرج بصفته قيادة إخوانية دعوية واعدة. فلاش باك سريع الزمان: عام 2000..المكان :قاعة محكمة..المشهد الجندي فى روب المحاماة يقف وسط مجموعة من محامي الإخوان « محمد طوسون وصبحي صالح وعبد المنعم عبد المقصود وفتحي تميم وسمير خشبة وأحمد الحمراوي ومحمد غريب وعلاء موسى» أمام هيئة المحكمة, بينما فى القفص يقف الدكتور محمد بديع, المرشد الحالي لجماعة الإخوان, وبعض الإخوان المتهمين في قضية النقابات المهنية الشهيرة. ولأن الدنيا صغيرة , فطنت الجماعة لقدرات الجندي الدعوية والخطابية فرأى الإخوان أن يستفيدوا من هذه القدرات، فقامت بتسفيره الى أمريكا بعد عام 2001 ، وكان لا بد من حصوله على شهادة «توثيق» من الإخوان للسفر وكان مسئول التوثيق في هذه الفترة هو «محمد عبده علي» القريب من «عبدالله الأغا» نسيب العادلى, وبتزكية من «محمد مهدي عاكف» المشرف على ملف التنظيم الدولي وقتها،وبالفعل حصل الجندي على خطاب التوثيق، وسافر إلى أمريكا ليصبح مشرفا على مركزين إسلاميين تابعين للإخوان هناك أحدهما في نيوجرسي ، والآخر في نيويورك. حمزة.. مسمار جحا وهناك على الأراضي الأمريكية نشأت قصة حب بين الجندي وفتاة أمريكية, تزوجها وأنجب منها «حمزة» ليصبح هذا الصغير هو مسمار جحا الذى مكن المحامى الإخوانى من التردد على أمريكا من وقت لآخر. إلى مصر عاد «الجندي» و قام بافتتاح مكتب في عمارات العبور بمدينة نصر بالمشاركة مع المحامي عصام البطاوي الذي كان مقربا من حبيب العادلي و أسرته و هو أيضا -أى البطاوي - كان واحدا من المحامين الذين ترافعوا في الكثير من القضايا التى اتهم فيها إخوانيون , قبل أن يترافع عن حبيب العادلى نفسه فى قضايا قتل المتظاهرين و التربح و غسيل الأموال! أمن الدولة فى أواخر عام 2009 , رفع حسن عبد الرحمن, رئيس جهاز مباحث أمن الدولة , وقتئذ, تقريرا إلى العادلى يزكى فيه قيادة إخوانية كانت مرشحة للترقى داخل الجماعة, مؤكدا أن هذا القيادى هو أفضل الشخصيات التى تصلح لتتبوأ مكانة كبرى بالجماعة , بعدما أبدى هذا القيادى استعداده للمساهمة فى تمرير ملف التوريث والتحدث عن مبارك كوالد لكل المصريين, وما إلى ذلك». وكان عبد الرحمن قد التقى بالقيادة الإخوانية عبر وساطة الجندي والبطاوى وشخصية إسلامية كبيرة للحصول على مباركة الجهاز لترقيته داخل الجماعة، ومحاولة فتح صفحة جديدة بين الجماعة، والجهاز الأمني، واستمر اللقاء أكثر من ساعة داخل مقر جهاز مباحث أمن الدولة الذي قام أفراده بتسجيل اللقاء بالصوت والصورة وفقا لما هو متبع في مثل هذه اللقاءات. مذكرات حبيب داخل إحدى الخزانات بدار الشروق للطبع و النشر, تقبع نسخة «ماستر» من مذكرات الدكتور محمد حبيب, انتظارا لخروجها إلى النور, وفيها يحكى الرجل الذى غادر الجماعة بعد تولى بديع منصب المرشد العام , عن ملابسات و ظروف انفصاله عن الجماعة , و أسباب انقطاع العلاقة بينهما, ومنها لقاء القيادة الإخوانية ورئيس جهاز مباحث أمن الدولة مما أطاح- إلى جوار حبيب- بالقطب الإخوانى الشهير الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح, بينما يبقى دور بديع و خيرت الشاطر عاملا أساسيا فى خروج أبوالفتوح وحبيب من جنة الإخوان! العادلي و حماس و الجماعة أمام شاشات التليفزيون جلست مجموعة من ابرز أعضاء مكتب الإرشاد تتابع فى قلق وقائع الجلسة الأولى لمحاكمة حبيب العادلى و مبارك, وبدأ العرق يتصبب من وجوه البعض منهم بغزارة, و هم يتابعون الجندي الذى حضر الجلسة بصفته مدافعا عن وزير الداخلية الأسبق. قال أحدهم: أخشى أن يكشف احدهم شخصية الجندي للرأي العام, فماذا سيقول الناس و هم يرون كادرا اخوانيا يدافع عن رجل تصفه الجماعة بالسفاح, و تقول إنه عذب و نكل بالكثيرين منا؟! أحد لم يرد, لكن جماعتهم اتفقت على إصدار تعليمات مباشرة للجندي كي ينسحب, أو على الأقل يترافع عن إسماعيل الشاعر فقط. على الفور استجاب الجندي, قبل أن يتدخل الصهر, عبد الله الأغا, ليعود الأول الى الدفاع عن العادلى, فراح الرجل يتغزل بالوزير الأسبق مؤكدا انه تراجع عن الانسحاب من فريق الدفاع لتيقنه من براءة العادلى, راميا بالتهم الى إيران و حماس و حرس الجامعة الأمريكية , بأنهم هم من قتل الثوار! مرة أخرى يتدخل الإخوان فيعود الجندي فى جلسة تالية كطفل متخبط أمام والدته لا يعي ما يقول, مبديا أسفه لاتهام حركة حماس, متغزلا فى الحركة وواصفا إياها بالرشيدة التى تؤسس لحكم إسلامي نقى بفلسطين. الجندي ينفي مؤكدا! في بداية تصريحاته ل»فيتو» نفى المحامى محمد عبد الفتاح الجندي دفاعه عن العادلى بتكليف من جماعة الإخوان, مؤكدا على انقطاع علاقته التنظيمية بالجماعة, و إن كان لايزال منتميا لها فكريا, و قال: نعم أنا أدافع عن وزير الداخلية الأسبق بصفتي الشخصية.. ولا أنفى سفري للولايات المتحدةالأمريكية بتكليف من الجماعة للعمل بمركزين إسلاميين بنيويورك ونيوجرسي. حلمي يكشف أحمد حلمي اسم بارز في نقابة المحامين, ظل لسنوات طويلة عضوا رئيسيا في لجنة الدفاع عن الحريات,و الرجل الذى تربطه علاقات قوية بجميع التيارات وتم حبسه في قضية عبد الحارس مدني وكان في زنزانة واحدة مع مختار نوح وخالد بدوي, قال ل «فيتو»: الجندي ليس شخصا عاديا لكنه عضو عامل في إخوان الشرابية ضمن قطاع شرق.. وكان أول تعارفنا به في أحداث عام 1994 المعروفة بقضية «عبد الحارس مدني» وكان الجميع وقتها تحت قيادة مختار نوح. مستطردا فى كشف الحقائق, واصل حلمي: أعتقد أن مختار نوح كان يجهز الجندي وقتها لمقعد الشباب في انتخابات النقابة...وفي أحداث 1994 أصيب الجندي..و أتذكر أن الجندي كان واحدا من المسئولين عن معسكر رأس سدر الذي أقامه الإخوان عام 1992 في استعراض للقوة..وبدأ دور الجندي يظهر بقوة في لجنة الشريعة بالنقابة. و يكمل حلمي شهادته: استمر هذا الحال حتى عام 1996 في معركة فرض الحراسة على النقابة وقتها اختفى الجندي ولم نكن نسمع عنه شيئا وبعد ذلك علمنا انه سافر الى أمريكا.. ثم عاد للظهور فجأة في انتخابات نقابة المحامين عام 2009 و أعلن عن ترشيح نفسه في هذه الانتخابات وعلى الرغم من انه كان يستخدم الشعارات الدينية الخاصة بالإخوان إلا انه كان خارج قائمتهم الانتخابية المعلنة...ربما كان مرشحا احتياطيا. و منهيا كلامه قال حلمي: ما نعرفه عن الجندي أنه كان كادرا قياديا كبيرا داخل الإخوان وكان يجهز للتصعيد لمناصب اكبر داخل الجماعة...ولكننا كمحامين فوجئنا حينما رأينا الجندي يترافع عن حبيب العادلى وحسن عبدالرحمن !! مكالمة خاصة فى اتصال هاتفي مع المحامى المعروف, عاطف عواد, عضو الهيئة العليا والمكتب السياسى لحزب الوسط, بعد خروجه من جماعة الإخوان المسلمين عام 2001, قال: خذوا عن لساني الكلام التالي: «تاريخي فى مدرسة الإخوان المسلمين مع المحامى محمد عبد الفتاح الجندي كان تاريخا مشرفا , لكن الأمر تغير بقبوله مهمة الدفاع عن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وأتباعه.. أما عن صلته التنظيمية الحالية بالجماعة فلا تعليق لى عليه»!