ديوان الرئاسة من الطبيعي أن يظل الشغف بمعرفة تحركات رئيس الجمهورية وتصرفاته وطقوسه أمرًا يسيطر على نسبة ليست بقليلة بين المصريين، حدث ذلك بالفعل مع حسني مبارك الذي أغلق الأبواب في وجه كل من يتحدثون عن حياته سواء الشخصية أو حتى العملية واحتفظ بحياة سرية، وبعد رحيله عن الحكم ظل «طباخ وسائق وحلاق» مبارك يتناقلون بين القنوات الفضائية متحدثين عن أسرار الاتحادية خلال حكم مبارك. بعد وصول الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى الحكم، لم يحتج المواطن الكثير لمعرفة «يوميات مرسي بالقصر الرئاسي» فأتباعه تكفلوا بالأمر، فكانت صور صلاة الرئيس تملأ جميع الفضائيات. الآن ومع اقتراب عبدالفتاح السيسي من استكمال شهره الثالث بين جدران «الاتحادية» رئيسًا لمصر، باتت الأسئلة الأكثر تداولا «كيف يقضي الرئيس يومه بقصر الاتحادية؟ ماذا يأكل الرئيس؟ مَنْ أقرب الشخصيات إلى قلبه وعقله؟» «يوميات السيسي في الاتحادية» هل تخيلت يومًا كيف يتعامل السيسي مع يومه ك«موظف في الدولة؟»، هل تساءلت: كيف يبدأ السيسي يومه وكيف ينهيه؟. الإجابة عن هذين السؤالين تكمن في السطور التالية.. يبدأ «السيسي» يومه بأداء صلاة الفجر بمنزله، قبل أن يصل إلى مكتبه بقصر الاتحادية عند السابعة صباحًا، ثم يبدأ يومه بالاتصال بحكومته للاطمئنان على حالة استقرار البلاد وبعدها يتابع قراءة الصحف والتقارير الإخبارية الخاصة بالأحداث الجارية واللقاءات الأسبوعية التي تعدها رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية والمكتب الإعلامي ومركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء. عند الثامنة صباحًا، يناقش مع اللواء هشام الشريف، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، واللواء عباس كامل، القائم بأعمال مدير مكتبه، العديد من القرارات والتقارير التي تنتظر توقيعه، بالإضافة إلى متابعة جدول مواعيد اللقاءات اليومية المعدة سلفًا مساء اليوم السابق. مع اقتراب دقات التاسعة صباحًا، يستعد السيسي لإجراء لقاءاته بمكتبه بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع الوفود الأجنبية والعربية والأفريقية ورؤساء تحرير الصحف المصرية والتي تستغرق بين ساعة وساعة و50 دقيقة، ويعقبها إجراء الاتصالات اليومية بشتى مقاصد الدولة ومتابعة الأحداث والتدخل لتصحيح عدد من الأوضاع. في حالة خلو أجندة الرئيس من لقاءات الضيوف، يستدعي الرئيس المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء المجموعة الاقتصادية والخدمية؛ لبحث ومتابعة تنفيذ تعليماته الخاصة بتوفير سبل الراحة للمواطنين، وتستغرق مثل هذه الاجتماعات بين ثلاث إلى خمس ساعات. «رجال حول الرئيس» السيسي يواظب كذلك يوميًا على الاجتماع مع كل من في القصر من فريقه الرئاسي، الذي لم يتم الإعلان عنه رسميًا بعد، ويشمل اللواء هشام الشريف، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، واللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس، واللواء ممدوح مرسي، رئيس مكتب السكرتارية، وطاللواء حاتم القناوي كبير المراسم، واللواء عبد المنعم فودة، كبير الياوران، واللواء أسامة الجندي، مدير أمن الرئاسة، والعميد أحمد محمد على، المشرف على الإعلام والمعلومات، والسفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة. اجتماعات الرئيس تضمن كذلك الجلوس مع شخصيات ذات ثقل اقتصادي وسياسي كبير في الدولة، أمثال الدكتور كمال الجنزوري الذي يعد من أهل الثقة للسيسي، لتصحيح الأوضاع ومتابعة الأحداث الجارية ومتابعة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية والعدالة الاجتماعية. اللواء عباس كامل يعد أقرب الشخصيات إلى قلب وعقل السيسي وأكثر أعضاء فريق الرئيس عملا ووجودًا إلى جواره داخل وخارج القصر وصاحب أختام وتنظيم لقاءات الرئيس لكونه مدير مكتبه، عندما كان وزيرًا للدفاع. «ماذا يأكل الرئيس؟» نادرًا يتناول الرئيس السيسي أطعمة داخل قصر الاتحادية حيث يكتفي في معظم الأوقات ببعض «العصائر الفريش» التي يتميز بها طباخو الرئاسة، وهي عبارة عن عصائر كوكتيل من «الجزر والبرتقال» و«الليمون»، بالإضافة إلى المشروبات الساخنة ومرات قليلة يتناول فيها أطعمة داخل القصر كحفل الإفطار الرمضاني على شرف رجال الأعمال لتفعيل صندوق «تحيا مصر». قنوات التليفزيون المصري تعد المفضلة للسيسي، وهذا لا يمنع متابعته جميع القنوات التي تناقش مشاكل المواطنين والعمل على حلها، كما حدث حين اتصل بوزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي لمتابعة واقعة تعذيب الأطفال بدار مكةالمكرمة للأيتام واتخاذ الإجراءات بخصوص الحادث، إضافة إلى استضافته «الحاجة زينب» المتبرعة لصندوق تحيا مصر، وتكريمها بأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة. ومن خلال متابعته الفضائيات أيضًا، كلف السيسي بحل مشكلة المواطن خالد فوزي الذي تظاهر أمام مقر رئاسة مجلس الوزراء لتوفير مسكن وكشك، بعد أن عرض بناته الثلاث للبيع تعبيرًا عن غضبه لتجاهل الحكومة مطلبه. كما أوفد السيسي، أحمد الأنصاري، الأمين برئاسة الجمهورية، إلى مستشفى دار الفؤاد بالسادس من أكتوبر للاطمئنان على صحة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وإبلاغها تمنيات الرئيس لها بالشفاء العاجل. وسبق أن أجرى الرئيس اتصالا هاتفيا بالإعلامي محمد شردي، مقدم برنامج «90 دقيقة»، على فضائية «المحور»، ناقشا خلالها إحدى الحلقات السابقة لشردي بشأن أزمة المصانع المتعثرة. موكب «الباب نمرة 5» موكب «السيسي» كذلك مؤمن على أعلى مستوى نظرًا للعمليات الإرهابية التي تتعرض لها البلاد، إضافة إلى غلق الشوارع المؤدية إلى البوابة رقم 5 المكان المخصص لدخول الرئيس القصر، ولا يمتلك الرئيس عبدالفتاح السيسي أي حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك أو تويتر»، ودائم تلاوة القرآن والدعاء في أوقات متفرقة بمكتبه لنصرة البلد. ابتسامة التفاؤل والثقة لا تفارق وجه «الرئيس»، وكثيرًا يحظى جميع ضيوف وعمال القصر الرئاسي بهذه الابتسامة، ودائمًا يطلب من الجميع العمل والدعاء متمسكًا بأن النجاح حليف مصر، ودائم الحديث عن أنه لم يسع لمنصب الرئيس ويطلب من الجميع تغليب المصلحة العامة للوطن على المصالح الشخصية لأن هناك حربًا على الدولة المصرية. ولا يوجد موعد ثابت لمغادرة «السيسي» القصر، ويستمر في العمل لأوقات متأخرة من الليل، كما يتابع الأحداث حتى الساعات الأولى من اليوم التالي، ويعمل ما يقرب من 18 ساعة في اليوم.