أغلب الظن أن الرئيس الدكتور محمد مرسى،لا يقول قولا،إلا إذا كان يقصد ضده ،ولا يقطع على نفسه عهدا،إلا إذا كان يعتزم عدم الوفاء به ،وخلال 6 أشهر فقط، صار هذا الأمر «كودا» بينه وبين الشعب. ف»مرسى»،الذى وقف فى ميدان التحرير،فاتحا صدره ،فى الأيام الأولى لانتخابه رئيسا لمصر،واعدا بالتخفف من الحراسات المشددة، والمواكب المعطلة ،لأحوال البلاد والعباد ،ليس هو «مثلا» من ذهب السبت الماضى ،فى موكب يضم عشرات السيارات ،إلى مجلس الشورى ،لذا فإنه عندما يتهكم على من يحذرون من دخول مصر فى مرحلة المطبات الصعبة اقتصاديا،بسبب ارتباك سياسات الإخوان فى إدارة أمور الوطن ،فإن هذا يعنى،طبقا لقراءة جميع خطاباته ووعوده وعهوده ،أنه يقصد العكس ،أى إفلاس مصر ،وهو ما لا يتمناه أى مصرى. بطريقة زاعقة ،ووجه متجهم ،يسخر «الرئيس مرسى»،ممن يتحدثون عن إفلاس مصر ،مستعينا بأرقام وإحصائيات قديمة جدا،بحسب الخبراء الاقتصاديين ،ليخدع شعبا ،يقتحم الفقر حياته ،باكتساح منقطع النظير ،ولا ندرى هل كان يقصد ذلك ،أم أنه تم خداعه كالعادة ،أو أن ماكرا من مكتب الإرشاد صاغ له خطابه المهلهل الذى وصفه متابعون بأنه لم يكن خطابا للأمة المصرية بقدر ما كان خطابا للغرب. ولأن الأرقام أصدق من التنظير والاسترسال ،ولأن أهل الاقتصاد أدرى به من غيرهم ،فإننا نقدم هذا الملف للرئيس وإخوانه ،لعله يراجع نفسه ،ويعيد حساباته ،ويهبط من برجه العاجى سواء فى مكتب الإرشاد بالمقطم ،أو فى قصوره الرئاسية ليدرك عن قرب حال شعب لم يشعر حتى الآن بأن ثورة قامت فى بلاده فلا شيء تغير تحت سماء المحروسة إلى الأفضل إلا وضع جماعة الإخوان المسلمين وأشياعها..ويا سيادة الرئيس فإن من يحذرون من تدهور الوضع الاقتصادى لمصر،قد يكونون أكثر وطنية ،ممن قدموا لك أرقاما وإحصائيات قديمة،لتخدعنا بها..